أطفال فلسطين الجرحى في الإمارات

00:03 صباحا
قراءة دقيقتين

وصلت الدفعة الثالثة من أطفال فلسطين الجرحى إلى الإمارات عبر مستشفى إماراتي طائر متخصص مع فريق عمل يعرف كيف يتعامل مع هذه الحالات الخطيرة والصعبة بطريقة مهنية وإنسانية. وبالطبع، كان يرافق هؤلاء الأطفال من قطاع غزة ذووهم وأفراد من عائلاتهم، ليجدوا في الإمارات كل الرعاية والاهتمام بأعلى مستويات العمل الطبي والإغاثي والإنساني.
نجا هؤلاء الأطفال الأبرياء بجروحهم، وحملوا معهم معاناتهم الأكبر من أعمارهم، بما في هذه المعاناة من خوف ورعب وصدمات جسدية ونفسية، أما الفريق الطبي الإماراتي المُعالج، فيعرف جيداً كيف يتعامل مع هذه الحالات الأصعب في الحروب ومناطق النزاع في العالم كله، بخاصة أنها حالات أطفال تتطلب درجة مهنية عالية يدركها تماماً الأطباء والممرضون والمعالجون الميدانيون.
حياة جديدة ستكتب، بإذن الله، لهؤلاء الأطفال هنا في بلد الإنسانية والرفق والمحبة، ستكتب لهم الحياة والأعمار والعيش الكريم، وسوف يخرجون إلى مستقبلهم أكثر جمالاً وصحة وعافية، ويعودون إلى مدارسهم وبيوتهم ووضعهم الطبيعي بعد اكتمال العلاجات الصحية والنفسية والمعنوية.
إن أسوأ ما في الحروب هو العنف الذي يقع على الأطفال، وهم يحفظون بذاكراتهم الصغيرة كل صور الموت، في حين كانوا بالفعل بين الحياة والموت، تحت ركام البيوت التي تحوّلت إلى «طحين» كما قالت إحدى السيدات الفلسطينيات، وهي تغطي جثة أحد أطفالها بمنديلها.
رأينا في صور الحرب أيضاً أطفالاً من قطاع غزة يحمل بعضهم أشلاء من أجساد إخوتهم وأخواتهم في حقائبهم المدرسية، وسمعنا تلك السيدة الغزّاوية وهي تصف أحد أبنائها: «شعره كيرلي، أبيضاني، وحلو..»، لعلّ أحد المنقذين يجده تحت الركام.
أطفال فلسطين في الإمارات سيلتحقون بالحياة، وحين يكبرون، سيخبرون أبناءهم بما جرى لهم في بلادهم المنكوبة بالتطرف والعنف، وسيخرج منهم الرسام والموسيقي والشاعر والطبيب والمهندس، بفضل عناية الله أولاً، ثم بفضل ثقافة الإنسانية والتسامح في الإمارات، بلد الخير والعطاء وبلد فكر الحياة وثقافة الجمال.
هذه هي حقيقة وجوهر وروح دولة الإمارات العربية المتحدة في غزة، وفي كل مكان في العالم بلا استثناءات وبلا تمييز، استناداً إلى خلق وأخلاقيات الدولة والقيادة وشعب الإمارات النبيل بكل ما في الكلمة من معنى عظيم.
[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/26sv7xxb

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"