فرصة لإنقاذ العالم

00:12 صباحا
قراءة دقيقتين
افتتاحية الخليج

من جديد تجمع دولة الإمارات العالم بين جناحيها في مدينة إكسبو بدبي، ولكن هذه المرة لهدف مختلف عنوانه «عالم واحد»، من أجل إنقاذ الأرض التي باتت تنوء بأحمالها ولم تعد قادرة على تحمّل المزيد من عبث الإنسان بترابها وفضائها وبحرها.

صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، دعا عشية افتتاح مؤتمر المناخ «كوب 28» أثناء ترحيبه بضيوف الإمارات من قادة العالم وممثليه، إلى «العمل معاً بروح التضامن الإنساني والمصير المشترك من أجل الخروج بنتائج نوعية لحماية كوكبنا من الخطر المناخي»، مؤكداً أنه «من حق أولادنا وأحفادنا علينا أن نترك لهم عالماً صالحاً للحياة».

إنها دعوة صادقة من قائد آل على نفسه وبلده وشعبه أن يتحمل وزر مواجهة التحديات التي تواجه العالم، ومنها التحديات المتعلقة بوجود الإنسان وحقه في أن يعيش على أرض قابلة للحياة، خالية مما يهدد وجودها من تغير مناخي بات يشكل تهديداً لمختلف أشكال الحياة على الأرض، حيث ارتفعت درجة حرارة الأرض بشكل غير مسبوق، وما ينتج عن ذلك من كوارث باتت تضرب مختلف أرجاء المعمورة من فيضانات وحرائق وأعاصير وزلازل وذوبان للجليد، ومعظمها بات خارج السيطرة ويتجاوز قدرة البشر على تحملها أو مواجهتها.

ودعوة صاحب السمو رئيس الدولة للتعاون إنما هي صرخة موجهة إلى قيادات العالم كي تستعيد المبادرة في إنقاذ الأرض من خلال العمل المناخي الجاد الذي يعطي أملاً للأجيال القادمة من خلال تطبيق شعار «نتحد ونعمل وننجز»، وذلك يقتضي التخلي عن الأنانية في استغلال الطبيعة وثرواتها من أجل تحقيق أهداف ضيقة تؤدي إلى مزيد من الإضرار بالأرض، وتجعلها غير قادرة على تلبية احتياجات الإنسان.

يتطلع العالم بكثير من الأمل والتفاؤل إلى «كوب 28» في أن يشكل مرحلة جديدة في وعي قادة العالم بشأن العمل المناخي، وإعطاء دفعة كبيرة للجهود الساعية إلى تنفيذ التعهدات والالتزامات الخاصة بمواجهة التغير المناخي لتكون إرثاً يمنح للأجيال القادمة، من خلال وضع خارطة طريق واضحة تؤدي إلى تحقيق تحول مناخي في الحاضر والمستقبل.

«العالم لا يملك رفاهية الوقت لحماية المناخ»، يقول الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، وهو بذلك يدعو إلى استغلال الفرصة المتاحة الآن في مؤتمر «كوب 28» لتحقيق العدالة المناخية، وتضافر الجهود من أجل حماية المناخ، وتحسين ظروف حياة الدول والمجتمعات النامية الأكثر تأثراً وضرراً، وتقديم الدعم اللازم لها لمواجهة ما يصيبها وما قد يصيبها لاحقاً من كوراث، رغم أنها غير مسؤولة عما يحيق بالعالم من مخاطر، وهي في النهاية ضحية الجشع الصناعي للدول الكبرى.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/mrxfk4az

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"