مفاجآت «كوب 28» السعيدة

00:13 صباحا
قراءة دقيقتين
افتتاحية الخليج

تزامنت احتفالات دولة الإمارات بعيد الاتحاد الثاني والخمسين لهذا العام مع احتضانها مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة بشأن تغير المناخ «كوب 28» المنعقد في مدينة إكسبو دبي. ومثلما كان الاحتفاء بعيد الاتحاد متميزاً، ينبض بروح الانتماء وحب الوطن، كان استقبال العالم على هذه الأرض المباركة، مفعماً بالإيمان بالمصير الواحد للبشرية جمعاء في مواجهة أكبر تحدٍ تواجهه في الوقت الراهن؛ وهو الأزمة المناخية.

تتعلق دولة الإمارات بالمستقبل، وتعمل من أجله، وتؤمن بأن ما تسطره هذه الأجيال من أعمال نافعة، يعود بالخير على الأجيال اللاحقة. وبما أن قضية المناخ الملحة، تفرض التحرك العاجل لإنقاذ الحياة والأرض، سيحسب للإمارات أن المؤتمر الذي تستضيفه، جاء متفرداً عمّا سبقه، ويؤسس لعصر جديد من العمل المناخي. فقد شهد «كوب 28» منذ انطلاقته مفاجآت أضاءت بالسرور والتفاؤل؛ حيث أعلن صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، في افتتاح المؤتمر، إنشاء صندوق بقيمة 30 مليار دولار للحلول المناخية على مستوى العالم، لسد فجوة التمويل المناخي، وتيسير الحصول عليه بكُلفة مناسبة. ويهدف الصندوق إلى تحفيز جمع واستثمار 250 مليار دولار بحلول 2030، وهو إنجاز من شأنه أن يحدث اختراقاً إيجابياً في حماية كوكب الأرض من التهديدات المناخية الطارئة والمتوقعة. وقبل الافتتاح كانت المفاجأة بتفعيل صندوق «الخسائر والأضرار»؛ للتعويض على الدول الأكثر تضرراً من تغير المناخ، وهو هدف طال انتظاره، وقد تحقق على هذه الأرض المباركة.

كل المؤشرات، التي بدأت من الإعداد الجيد إلى دقة التنظيم والشفافية في طرح القضايا ذات الصلة، تؤكد أن «كوب 28» ينتهي إلى نتائج حاسمة، تؤسس لتاريخ جديد للعمل المناخي. فهذا المؤتمر يمثل لحظة حاسمة لتحقيق الأهداف، لا سيما عدم تجاوز حرارة الكوكب للحد البالغ 1.5 درجة مئوية، وما شهده من مبادرات غير مسبوقة في انطلاقته، يشير إلى أن النتائج النهائية مبشرة وواعدة، وهذا رهان الإمارات وقيادتها منذ أن تم الإعلان عن استضافتها «كوب 28».

الإمارات، دولة لا تعرف المستحيل، ومصممة على إنجاح هذه التظاهرة كما نجحت في كل الميادين. وتؤكد شهادات القادة والفاعلين والمراقبين أن الرئاسة الإماراتية للمؤتمر، تمكنت من التغلب على كثير من التباينات والخلافات حول كثير من القضايا، ومنها صندوق «الخسائر والأضرار»، وما زال لدى الإمارات الكثير من المفاجآت السعيدة التي ستتوالى خلال باقي أيام المؤتمر.

وفي ظل هذا العزم والإرادة، سيكون يوم اختتام المؤتمر، بعد أيام، فرحة عالمية على أرض الإمارات، وسيكون له بالغ الأثر الإيجابي في كوكب الأرض ومستقبل الحياة.، لقد قال صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله: إن «أنظار الشعوب تتجه إلينا، وآمالها تتعلق بما سنتفق عليه، ومن حق أولادنا وأحفادنا علينا أن نترك لهم عالماً صالحاً للحياة». وبإذن الله، ستفي الإمارات بوعدها، وستكون عند طموحها مثلما عرفها العالم أهلاً للإرادة والإبهار والإنجاز.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/44249sa4

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"