ألوان الأمل في «كوب 28»

01:17 صباحا
قراءة دقيقتين

كثيرة المحطات التي تستوقفنا في الحدث العالمي الذي اعتُبر أكبر مؤتمرات المناخ على الإطلاق، مؤتمر الأطراف الثامن والعشرين للمناخ «كوب 28»، خصوصاً أنه استطاع أن يتجاوز حدود مهمته الأساسية وهي التطرق إلى المناخ وأزماته والحد من الانبعاثات والاستثمار في الطاقات المتجددة والنظيفة.. ليتحول إلى نقطة التقاء حقيقية لشعوب العالم، أتوا إليه حاملين رسائل إنسانية وبيئية وثقافية من كل صوب ليتشاركوا الهموم ويتباحثوا في الحلول، والأجمل أن كلاً منهم حمل معه ثقافته وتراثه وتاريخه وأفكاره وطموحاته وجاء ليحصد أملاً في مستقبل أفضل للشعوب كلها وللأرض. 
لافت المشهد الذي رأيناه خلال «كوب 28» مجسداً لوحة من الألوان التراثية المتنوعة، وكأنه لقاء يحتفي بتراث الشعوب بطريقة غير مباشرة، مشاركون وضيوف وحضور جاؤوا بملابس وأزياء وإكسسوارات تقليدية تعبّر عن هوية وتاريخ كل منهم، كل يعرّف عن هويته من خلال زيّه، من آسيا وأوروبا وأمريكا وإفريقيا.. أزياء جميلة، بل أجمل ما فيها أنها ليست عصرية، تنطق بأسماء شعوب بنت وأسست وصنعت التاريخ ورسمت طريقاً لأبنائها وارتدت أزياء وألواناً تعبّر عن مفاهيمها ولغاتها وثقافاتها.. ومن تلك الأزياء نقرأ ونتعرف ونتعلم وننبهر ونكتشف ونتقرب لنزداد وعياً ومعرفة وثقافة ونكتسب لغة اسمها التواصل والانفتاح الحقيقي واحترام الآخر بكل ما فيه وبكل تراثه وأصوله وتاريخه. 
معروف عن الإمارات أنها الدولة التي تلتقي على أرضها أكثر من ٢٠٠ جنسية والكل يعيش فيها آمناً هانئاً سعيداً، والدولة التي ترفع شعار التسامح والأخوّة، وخلال هذا الحدث الاستثنائي، صارت الإمارات نموذجاً لما نتمنى أن نرى العالم والكرة الأرضية عليه، مجموعات بشرية من كل لون وصوب يتحدثون بلغات مختلفة إنما تجمعهم لغة إنسانية واحدة وهموم مجتمعية وبشرية وبيئية واحدة وحرص على التعايش بلا عنصرية وبلا تمييز وبلا أطماع، ورفض لكل نزاع ولكل الحروب واحد.
عالم نظيف بلا تلوث هو حلم المستقبل، وعالم نظيف بلا حروب وصراعات وأطماع وعنصرية وتمييز هو حلم موازٍ لا يقل أهمية، وبإمكاننا العمل معاً من أجل خلق مستقبل آمن مشرق بكل ألوان الأمل وبكل لغات العالم إذا أردنا ذلك، وإذا توحدت كل جهود الدول من أجل حماية الأرض والبشر، فلا حياة للأرض بلا شعوب وأطفال يحيونها بفرح وسلام، ولا حياة للبشر وللأطفال بلا أرض خصبة تصلح للعيش والعمل والعطاء وتزهر خيرات وصحة ونقاء.
[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/252ymrkm

عن الكاتب

كاتبة وناقدة سينمائية. حاصلة على إجازة في الإعلام من كلية الإعلام والتوثيق في الجامعة اللبنانية. ساهمت في إصدار ملحق "دنيا" لجريدة الاتحاد ومن ثم توليت مسؤولية إصدار ملحق "فضائيات وفنون" لصحيفة الخليج عام 2002 فضلا عن كتابتها النقدية الاجتماعية والثقافية والفنية. وشاركت كعضو لجنة تحكيم في مهرجان العين السينمائي في دورته الأولى عام ٢٠١٩

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"