عادي
أحيا أمسية جذبت جمهوراً كبيراً بمكتبة محمد بن راشد

لطفي بوشناق: لا أحمل الشباب مسؤولية البعد عن اللغة العربية

20:06 مساء
قراءة 3 دقائق

د.محمد المزروعي: منصة حية تنبض بالثقافة والمعرفة

دبي: مها عادل

احتفاء باليوم العالمي للغة العربية، نظّمت مكتبة محمد بن راشد، أمسية فنية وثقافية قدمها الفنان والملحن التونسي لطفي بوشناق، جذبت جمهوراً كبيراً من محبي الفن والثقافة، وشهدت الأمسية التي استعرضت جماليات الشعر الفصيح المغنى والتحولات التي طرأت على الأغاني العربية عبر الأزمان، مشاركة واسعة وتفاعلاً مميزاً من الحضور على اختلاف أعمارهم.

وقال د.محمد سالم المزروعي، عضو مجلس إدارة مؤسسة مكتبة محمد بن راشد آل مكتوم: «تسهم المكتبة بدور رئيسي في تعزيز مكانة اللغة العربية، فهي ليست منهلاً للعلوم والكتب العربية فحسب؛ بل منصة حية تنبض بالثقافة والمعرفة».

الصورة

وتابع: «من خلال استضافة فعاليات كهذه الأمسية الفنية مع الفنان القدير لطفي بوشناق، تسلّط مكتبتنا الضوء على جمال اللغة العربية وتأثيرها العميق في الفن والثقافة، سعياً منها لجعل اللغة العربية أكثر حضوراً وتأثيراً في حياة أفراد المجتمع، وإبرازاً لأهميتها ومكانتها كونها جزءاً لا يتجزأ من هويتنا الثقافية والحضارية».

الصورة

تجربة ثرية

خلال الأمسية، استعرض بوشناق تجربته الثرية مع الموشحات والمواويل، وكيف أثرت الأنواع الموسيقية التقليدية بشكل عميق في مسيرته الفنية، كما شرح كيف شكلت له هذه الموشحات، بتراثها الغني وإيقاعاتها الموسيقية المتعددة، تحدياً دفعه لاستكشاف جوانب جديدة في الأداء الصوتي والتعبير الفني، كما تناول مشروع دمج الأغنية العربية مع ألحان الموسيقى الكلاسيكية وسيلةً لتبادل الثقافات، والوصول بالأغنية للعالمية والثقافات المختلفة.

الصورة

وأكد قيمة المواويل كوسيلة لنقل الشعر الشعبي العربي، كونها الجسر الذي يربط بين الغناء قديمه وحديثه، مشدداً على أهميتها في تعزيز الفصاحة والتعبير الشعري في الموسيقى العربية.

مركز ثقافي متكامل

في ختام الفعالية، أشاد بوشناق بدور مكتبة محمد بن راشد بصفتها مركزاً ثقافياً متكاملاً يتجاوز مفهوم المكتبات التقليدية بتوفير بيئة جاذبة للطلاب والباحثين، مع الحفاظ على الإرث الحضاري العريق ونقله إلى الأجيال الجديدة، وإسهامه في تعزيز التواصل الثقافي بين الشعوب وترسيخ مكانة اللغة العربية.

الصورة

مشروع عظيم

قال بوشناق، على هامش الفعالية، ل«الخليج»: «أشعر بالسعادة لمشاركتي في هذه الفعالية الملهمة التي تحتفي باللغة العربية التي فقدت حضورها بشكل كبير في حياتنا، فنحن تعودنا أن نسمع استخدامات خاطئة لها حتى في وسائل الإعلام في الإعراب والتشكيل، وأحيي دولة الإمارات على تبنيها مبادرة تحدي القراءة، المشروع العظيم الذي لن ينساه التاريخ، لدوره في دعم حضور اللغة العربية واستمراريتها».

 

وتابع: «لا أحمل الشباب مسؤولية البعد عن اللغة العربية، وإنما اللوم يقع على السياسة الإعلامية والثقافية بعالمنا العربي التي لا تساعد على تقريب المسافات بين شبابنا ولغتهم، وتتركه أحياناً لتشويش هويته وثقافته، لهذا يجب التنسيق والتعاون بين وزارتي الثقافة والإعلام وشركات الإنتاج، وعليهم جميعاً أن يضعوا استراتيجية كاملة لتستعيد اللغة العربية مكانتها من خلال استحضارها في الإنتاج الفني والإعلامي، سواء كانت أغاني أو محتوى مكتوباً إلى جانب الأعمال الدرامية والمسرحية والسينمائية، وكذلك يجب أن نستخدم مواقع التواصل كسلاح مهم لدعم هويتنا وثقافتنا ولغتنا، فهي الأداة التي يستخدمونها الغرب لإخراجنا من جذورنا؛ فهذه الوسائل من الممكن استغلالها لتكريس الاهتمام باللغة العربية لدى الأجيال الجديدة بشكل فعال».

مناخ عام

عن اتهام الشباب بالعزوف عن الأغاني بالفصحى، يقول: «أنا فنان أعيش لأغني، ولا أغني لأعيش، وفي رأيي نحن نظلم الشباب لأنه يعيش في مناخ عام لا يدعم اللغة العربية، لهذا يجد كل المنتج الإعلامي والفني من حوله يتعاطى مع اللغة العربية بطريقة هامشية، وشركات الإنتاج لا تشجع هذا اللون من الأعمال الجادة، ولا تحظى باهتمام حقيقي، بينما تظهر على السطح نوعيات أخرى من الأغنيات لا توثق علاقة الشباب بلغتهم، ولا هويتهم؛ بل قد تضر بها أحياناً، فالعادة والتعود عنصر حاكم في حياة البشر، ومن شبّ على شيء شاب عليه».

وتابع: «في الماضي كنا نشب على الاهتمام باللغة العربية منذ الصغر بالمرحلة المدرسية، ويزيد الأمر سوءاً أيضاً كارثة عدم إقبال الشباب على القراءة، حيث تقول آخر الإحصاءات إن المواطن العربي لا يقرأ سوى نصف ورقة بالعام، لهذا يجب علينا أن نصل إليهم من خلال اهتماماتهم، ونستغل المنتج الفني لتكون لدينا أداة قوية لإعادة اللغة العربية إلى مكانتها في مجتمعاتنا».

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/kcttrpwk

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"