عادي
مدير عام مركز محمد بن راشد للفضاء سالم المري في حوار مع «الخليج»:

فيديو| استدامة الأرض تبدأ من الأقمار الاصطناعية الوطنية

01:43 صباحا
قراءة 6 دقائق

حوار: يمامة بدوان

أكد المهندس سالم المري، مدير عام مركز محمد بن راشد للفضاء، أن دولة الإمارات تعزز أسطولها في الفضاء، من خلال مجموعة مشاريع أقمار اصطناعية، بالتزامن مع استضافة الدولة لمؤتمر الأطراف بشأن التغير المناخي «COP 28».

وقال في حوار مع «الخليج» إن الدولة تواصل جهودها في توفير الحلول لحماية كوكب الأرض من التغيرات البيئية والمناخية، بإطلاق عدد من الأقمار الاصطناعية، لدعم توجهات العالم أجمع في حماية استدامة الأرض بكل مواردها الطبيعية.. وكشف في تفاصيل الحوار الرؤية المستقبلية في استدامة قطاع الفضاء.

1

أوضح المهندس سالم المري، أنه منذ عام 2009، تم البدء في الرصد البيئي مع إطلاق أول قمر اصطناعي للمركز، إضافة إلى متابعة تطوير التقنيات، وعقد الشراكات التي تدعم جهود الحفاظ على البيئة في الدولة، وصولاً إلى القمر الذي يحمل الحروف الأولى من اسم صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، (MBZ-SAT)، والمقرر إطلاقه للمدار منتصف العام المقبل، ما يعزز من رؤية الدولة المستقبلية في استدامة قطاع الفضاء.

أشار المري إلى أن القمر (MBZ-SAT) يضم أجزاء تصنع للمرة الأولى على أرض دولة الإمارات، حيث تتمثل غاية المركز في تعزيز دور قطاع الفضاء بتحقيق استراتيجيات دولة الإمارات، وحماية كوكب الأرض وموارده، كما يعد القمر الاصطناعي الثاني، الذي يتم تطويره وبناؤه بالكامل على أيدي فريق من المهندسين الإماراتيين، بعد «خليفة سات»، وسيوفر خدمات متطورة جداً، اعتماداً على تطور تقنياته الكبيرة، خاصة أنه يعد أحد أفضل الأقمار الاصطناعية على مستوى العالم.

وأوضح أن أهم ما يميز مشروع القمر (MBZ-Sat)، الذي يأتي رابع قمر اصطناعي لرصد الأرض، ويطوره ويطلقه مركز محمد بن راشد للفضاء، هو توفير البيانات بدقة وسرعة عالية للمستفيدين، وسيكون بمقدورهم وللمرة الأولى تقديم طلبات مختلف الجهات المعنية للحصول على الصور التي يريدونها بشكل آلي ومؤتمت، ومن ثم الحصول عليها بشكل مباشر وسريع، دون التواصل مع أشخاص على مدار الساعة.

خدمات تنافسية

حول الخدمات التنافسية، التي تقدمها الدولة في قطاع الصور الفضائية على مستوى العالم، من خلال بيانات الأقمار الاصطناعية، قال المري إن هناك أكثر من 100 جهة محلية وعالمية تستفيد من هذه الخدمات، مثل الصور والأبحاث وتحليل البيانات، التي توفر معلومات حول أشجار النخيل ودراسة السواحل والمناطق الجبلية والوعرة على مستوى الدولة، وعدد من الكوارث الطبيعية التي جرت بمختلف مناطق العالم، كالفيضانات والزلازل والحرائق.

بيانات ذكية

أوضح المري أن الأقمار الإماراتية توفر بيانات ذكية، تساعد في فهم سبب حدوث الكوارث الطبيعية وكيفية معالجتها، وتنفيذ أعمال الإغاثة والإنقاذ، ومدى تأثير الاحتباس الحراري على كوكب الأرض، ما يجعلنا قادرين على المشاركة في الحد من الآثار السلبية التي تصيب الكوكب.

وذكر أن هذه الأقمار تعمل على تعزيز دور الدولة في تنفيذ بنود اتفاقية باريس للمناخ، وتعزيز التعاون مع المنظمات العالمية المختصة بقضايا تكيف المدن مع ظاهرة التغير المناخي، خاصة أن هناك أقماراً تم تصميمها وفقاً لأحدث المعايير والتقنيات في هذا المجال، وتتسم بقدرتها على رصد البيانات الفضائية على ارتفاعات مختلفة، منها 730 كم فوق سطح الأرض مثل «دي إم سات»، من خلال عدة حزم طيفية وتحديداً الحزمة البصرية والحزمة تحت الحمراء، التي تمكنه من التقاط مجموعة واسعة من البيانات البيئية والصور الجوية عالية الدقة لتراكيز ملوثات الجسيمات العالقة وبيانات انبعاثات الغازات الدفيئة والغازات المسببة لظاهرة التغير المناخي، ما يجعله قادراً على توفير مجموعة كبيرة من البيانات الهامة متعددة الأغراض التي يمكن توظيفها بالبحوث والدراسات البيئية.

الرصد البيئي

كما تحدث المري عن أبرز جهود مركز محمد بن راشد للفضاء، في تعزيز جهود الدولة في الرصد البيئي، وقال إنّ لدينا عدداً كبيراً من الأقمار الاصطناعية الإماراتية، الموجهة نحو كوكب الأرض، مثل «دبي سات 1 و2» و«خليفة سات»، التي ترصد التغيرات الجارية على الكوكب، منها التغيرات البيئية والكوارث الطبيعية كالأعاصير.

وكذلك «دي إم سات»، الذي يعد أول قمر اصطناعي نانومتري بيئي مخصص للأغراض البيئية، الأمر الذي يعتبر خطوة مهمة نحو مستقبل الرصد الفضائي البيئي، ويشكل فرصة استثنائية لبناء قدرات بحثية وفنية جديدة في مجالات البحث العلمي البيئي على المستوى المحلي، إضافة إلى مساهمته في فتح آفاق جديدة لتسخير تكنولوجيا الفضاء في سبيل خدمة القطاعات البيئية وتحقيق الاستدامة.

وأشار إلى أنه سيتم توظيف البيانات التي سيوفرها القمر في مجالات عدة مع إيجاد الحلول ووضع خطط طويلة الأمد، لمواجهة تحديات تلوث المدن والتغير المناخي، واستشراف مستقبل الواقع البيئي في دبي، وتعزيز الدور الريادي للإمارة في تبني مشاريع نوعية، وإعداد أبحاث رائدة تدعم دراسة التغيرات المناخية.

إنجازات عالمية

استعرض المري أبرز الإنجازات التي حققتها الأقمار الإماراتية، أهمها الحد من الكوارث الطبيعية، التي أصابت مدناً ومناطق على مستوى العالم، كونها توفر صوراً متفردة وعالية الجودة، ما جعل الدولة تقدم خدمات تنافسية في قطاع الصور الفضائية على مستوى العالم، التي تستخدم في متطلبات التخطيط المدني، والتنظيم الحضري والعمراني، ورصد التغيرات البيئية، وتقديم صور مفصلة للقمم الجليدية في القطبين الشمالي والجنوبي، ما يساعد على اكتشاف التأثيرات الناجمة عن الاحتباس الحراري.

ووفقاً للمري، أسهمت الأقمار الإماراتية في معالجة مجموعة من الكوارث الطبيعية العالمية، مثل رصد زلزال تركيا وتسونامي اليابان والفيضانات في تايلاند، وانحسار الغطاء الجليدي في جرينلاند، كذلك توفير معلومات دقيقة عن مواقع السفن، وتقديم معلومات عن اتجاهاتها وسرعاتها، كما الحال في حادثة ناقلة الحاويات العملاقة «إيفرجيفن» التي تسببت في عرقلة حركة الملاحة في قناة السويس نهاية مارس 2021، لأكثر من 6 أيام.

زلازل وبراكين

قال مدير مركز محمد بن راشد للفضاء، إن المركز وفّر خرائط تُظهر المناطق المتضررة من الزلزال، التي ضربت عدداً من الدول، مثل تركيا وأفغانستان، وثوران بركان بولوسان في الفلبين والمناطق الزراعية والسكنية المتضررة، كذلك توفير خرائط تبين الفيضانات التي ضربت جنوب تايلاند مطلع 2022، بهدف المساعدة في معالجة هذه الكارثة الطبيعية التي خلّفت ضرراً في المناطق السكنية والزراعية، وخرائط أخرى تظهر حجم التسرب النفطي الذي حصل في البحر قبالة رايونغ، تايلاند، فضلاً عن خرائط تظهر ثوران البركان والتسونامي، الذي ضرب مملكة تونغا بالمحيط الهادئ، كما قدّم المركز صوراً للحرائق التي اشتعلت في كاليفورنيا الأمريكية عام 2021.

قدرات شابة

أكد سالم المري أن القمر «دي إم سات»، الذي جرى إطلاقه في مارس 2021، والذي يعد أول قمر اصطناعي نانومتري بيئي لبلدية دبي بالتعاون مع المركز، يحمل مجموعة من أحدث أجهزة الرصد البيئي في العالم، حيث يمثل التزام دولة الإمارات ببنود اتفاقية باريس للمناخ، التي تدعو إلى توفير البيانات حول انبعاثات غازات الاحتباس الحراري من الدول الموقِّعة، فضلاً عن الارتقاء بالقدرات الوطنية في مجال دراسة وتحليل ظاهرة الاحتباس الحراري.

وأوضح أن إطلاق هذا القمر وتشغيله، يمثل جانباً من استراتيجية دبي للطاقة النظيفة 2050 واستراتيجية الإمارات للطاقة 2050، فيما تسهم البيانات التي يجمعها في تنفيذ النظام الوطني لإدارة انبعاث غازات الاحتباس الحراري بشكل كبير، وذلك ضمن الخطة الوطنية للتغير المناخي للدولة 2017-2050.

فاي التجريبي

أوضح المري أن نجاح إطلاق القمر «فاي التجريبي» إلى مداره في نهاية يونيو الماضي، والبدء في مهامه عند ارتفاع نحو 550 كم في المدار، يمثل إنجازاً إماراتياً جديداً، في ظل مبادرة استضافة حمولة الأقمار الاصطناعية التي يقودها المركز، بالتعاون مع مكتب الأمم المتحدة لشؤون الفضاء الخارجي، حيث تمثل زيادة عدد الدول المستفيدة من أنشطة بناء القدرات لتطوير وتصنيع ابتكارات الأقمار الاصطناعية، خطوة مسبقة لاستكمال تطويرها، بما في ذلك دعم المعرفة التقنية، والعمليات الهندسية والبنية التحتية ذات الصلة بها، بتكلفة اقتصادية.

وأضاف أن العمر الافتراضي للقمر تصل إلى عام واحد على الأقل، وهو ما يفتح الآفاق لتصميم وتطوير القمر الفعلي «فاي 1» في المستقبل، كذلك تركيبه واختباره بأيدٍ إماراتية 100% على أرض الدولة بمنطقة الخوانيج في دبي.

مبادرات دولية

في إطار جهود الدولة نحو تقديم المساندة، لمواجهة تحديات الكوارث على مستوى العالم بأشكال مختلفة، أشار المري إلى انضمام المركز في يوليو 2022 إلى المرصد الفضائي الدولي للمناخ، وهو الاتحاد العالمي الذي يضم وكالات ومنظمات الفضاء بقيادة المركز الوطني للدراسات الفضائية «CNES»، والذي يسعى إلى تنسيق الجهود العالمية، والتوصل للتقييم الدقيق ومراقبة تأثير تغير المناخ، فيما سيساعد انضمام المركز للمرصد الفضائي، في تطوير مجموعة أدوات وخدمات مفيدة، لتعزيز قدرات الحوسبة في مجال تحليل البيانات المتخصصة حول تغير المناخ.

وتابع إن المركز كان قد انضم أيضاً في يوليو عام 2017، إلى المبادرة الدولية المشتركة بين وكالات الفضاء ووكالات إدارة الكوارث والوكالات الدولية (سنتينل آسيا)، والهادفة إلى تعزيز تطبيق تقنية الاستشعار عن بعد، وتكنولوجيا المعلومات الجغرافية لإدارة الكوارث في منطقة آسيا والمحيط الهادئ، في إطار دعمه لمساعي الحد من مخاطر الكوارث، حيث قدّم مجموعة كبيرة من الخرائط، التي تم رصدها عبر «خليفة سات»، تظهر المناطق المتضررة من الزلازل والفيضانات والبراكين، كذلك الحرائق والتسرب النفطي، التي أصابت عدداً من دول العالم المختلفة، بهدف المساهمة في الحد من أضرارها وإغاثة السكان.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/2cxzdm4s

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"