عادي

القضاء الأمريكي يُغرّم «مونسانتو» 857 مليون دولار بسبب «ملوّثات أبدية» بمنتجاتها

17:41 مساء
قراءة 3 دقائق
مصنع «مونسانتو» في بيريهوراد، فرنسا (رويترز)
مصنع «مونسانتو» في بيريهوراد، فرنسا (رويترز)
أمر القضاء الأمريكي شركة «مونسانتو» التابعة لمجموعة «باير» الألمانية العملاقة، الاثنين، بدفع 857 مليون دولار تعويضاً لطلاب وأولياء أمور متطوعين في مدرسة تعرضت لمركّبات ثنائي الفينيل متعدد الكلور، أو ما يُسمى بالملوّثات «الأبدية».
وفي رد أرسلته إلى وكالة فرانس برس، أشارت «مونسانتو» إلى رغبتها في استئناف هذا القرار، كما فعلت في قضايا أخرى تتعلق بالمدرسة نفسها، «مركز سكاي فالي التعليمي» في مونرو بولاية واشنطن (شمال غرب).
وكان خمسة تلاميذ سابقين واثنان من أولياء أمور تلامذة سابقين قد رفعوا دعوى قضائية في مقاطعة كينغ، وهي منطقة قضائية تضم سياتل، قائلين إن تعرّضهم لمركّبات ثنائي الفينيل متعدد الكلور الموجودة في معدات الإنارة في المدرسة سبّب لهم مشكلات صحية.
وقد اتُّخذت بالفعل قرارات عدة بشأن معلمين آخرين وطلاب وأولياء أمور في المدرسة نفسها، مع تعويضات بمئات الملايين من الدولارات.
وقد أشارت «مونسانتو» في مناسبات عدة إلى أنها توقفت عن إنتاج مركّبات ثنائي الفينيل متعدد الكلور، المستخدمة أساساً لمنع خطر نشوب حريق، منذ عام 1977، أي قبل حظرها من الحكومة الأمريكية في عام 1979.
وقال محامي المدعين السبعة فيليكس لونا أثناء مرافعته في المحاكمة، إن المجموعة «لم تحذر أحداً قط من أن (مركّبات ثنائي الفينيل متعدد الكلور) ستعمّر فترة أطول من المنشآت التي رُكّبت فيها».
وأضاف، بحسب نص المداولات القضائية: «لم يحذّروا المدعين قط من أن هذه المركّبات عندما تدخل الجسم، فإنها تبقى فيه مدى الحياة، وأنها تتسبب في تلف الأعصاب، وتشكّل خطراً على صحة الأشخاص الذين يتعرضون لها».
خلال المحاكمة، ركّزت شركة «مونسانتو» على أن سلطات المدرسة كانت تتلقى بانتظام تنبيهات منذ تسعينات القرن الماضي، إلى الحاجة لاستبدال الإضاءة.
وتواجه مجموعة المنتجات الزراعية الكيميائية إجراءات قانونية أخرى مرتبطة بآثار ثنائي الفينيل متعدد الكلور.
وفي الرد الذي أرسلته إلى وكالة فرانس برس، أشارت شركة مونسانتو إلى أنه تمت تبرئتها بالفعل في قضايا عدة.
«راونداب» مستهدفة أيضاً
وحُكم على الشركة التي اشترتها «باير» عام 2018 إثر صفقة بقيمة 63 مليار دولار، مرات عدة بتعويض أشخاص كانوا على احتكاك بمبيد «راونداب» العشبي المثير للجدل، والذي يعتمد على الغليفوسات.
في منتصف نوفمبر/تشرين الثاني، فرضت هيئة محلفين في إحدى المحاكم بولاية ميسوري (وسط الولايات المتحدة) على شركة مونسانتو دفع تعويضات بقيمة 1.5 مليار دولار لصالح ثلاثة أمريكيين أصيبوا بسرطان الغدد الليمفاوية غير الهودجكينية بسبب سنوات من استخدام مبيد «راونداب». كما استأنفت المجموعة حكم الإدانة هذا.
وبحسب مجموعة «باير»، تم حل 113 ألفاً من أصل 165 ألف دعوى قضائية تقريباً ضد شركة مونسانتو على صلة باستخدام مبيد الأعشاب الضارة حُلت أو اعتُبرت غير صالحة للنظر فيها.
وفي يونيو/حزيران 2020، توصلت شركة الأدوية والتكنولوجيا الحيوية العملاقة إلى اتفاق ودي يغطي، وفق الشركة، نحو 75% من الإجراءات البالغة 125 ألفاً التي كانت قيد التنفيذ آنذاك.
وتنص الصفقة على دفع مبلغ إجمالي يُراوح بين 10.1 و10.9 مليار دولار.
كما خصصت شركة باير 400 مليون دولار لتعويض الأشخاص الذين تعرضوا لمبيد أعشاب آخر، وهو «ديكامبا»، و820 مليون دولار للنزاعات المرتبطة بمركّبات ثنائي الفينيل متعدد الكلور.
وفي عام 2021، خصصت الشركة مبلغاً إضافياً قدره 4.5 مليار دولار لإدارة هذه الإجراءات، ليصل إجمالي المبالغ المدفوعة في هذا الإطار إلى أكثر من 16 مليار دولار. وتشكك باير في الضرر المنسوب لمادة الغليفوسات.
وقد تم تصنيف هذه المادة في عام 2015، على أنها «مادة مسرطنة محتملة» من جانب الوكالة الدولية لأبحاث السرطان التابعة لمنظمة الصحة العالمية.
من جهتها، أشارت الهيئة الأوروبية لسلامة الأغذية إلى أنها لم تحدد أي «مجال قلق حاسم» لدى البشر أو الحيوانات أو في البيئة من شأنه أن يمنع الترخيص باستخدام مبيد الأعشاب، رغم إقرارها بنقص البيانات في هذا المجال. (أ ف ب)
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/ddtjy836

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"