الأم والأب والهوية

00:03 صباحا
قراءة دقيقتين

من مسرح الصحراء في الشارقة إلى مسرح الطفل، وفي الوقت نفسه مهرجان الفنون الإسلامية، وبعد أيام مهرجان الشعر العربي في عاصمة الثقافة والفنون والكتاب.
يجد المتابع الثقافي أنه، فعلاً، في حالة أجمل وأكثر رحابة، حين يجد قاسماً مشتركاً بين هذه الفعاليات، وبين احتفاء الإمارات باللغة العربية، واللغة هي بطبيعة الحال لغة المسرح، ولغة الفنون القائمة على الخط العربي، واللغة هي أم الفنون والآداب، حالة ثقافية تتسم بالديمومة على مدار العام.
يلاحظ الكتّاب الإماراتيون، وضيوف البلاد من عرب وغير عرب، أن اللغة العربية هي العِقْد الذي يجمع كل مكوّنات الوسط الثقافي الإماراتي، كأنما الاحتفاء بالعربية هو في حقيقته سلوك يومي للأفراد وللمؤسسات الثقافية على مدار العام.
اللغة العربية في الإمارات، أو في القطاع الثقافي الإماراتي بشكل خاص، هي المبتدأ وهي الخبر، هي الفعل وهي الاسم والصفة والهوية، وكل ذلك، استناداً إلى حيوية يوميات الثقافة في الإمارات.
بيت الشعر في الشارقة ينظم أسبوعياً كل ثلاثاء قراءات شعرية لشعراء من مختلف الأعمار والأجيال والأساليب الفنية والإبداعية، وكل قراءة شعرية هي في حدّ ذاتها تأكيد أدبي على روح اللغة العربية.
المسرح في عروضه الفصحى تأكيد آخر على مكانة اللغة العربية، والترجمة في مساريها العربي والعالمي هي تعزيز ثقافي للغة العربية.
قبل أيام اختتمت فعاليات لقاء الفلسفة في الفجيرة، وبعد وقت ليس بعيداً عن هذه الصورة الثقافية، تنطلق في دبي فعاليات مهرجان طيران الإمارات للآداب الذي يحتفي بالشعر العربي في قراءات سنوية في الصحراء، بأصوات شعراء إماراتيين وعرب وأجانب، وهذه باختصار حالة أدبية جمالية أساسها اللغة العربية. 
اللغة العربية في الإمارات نشاط ثقافي يومي، عملياً وتطبيقاً، وليس نظرياً أو دعائياً. واللغة معك وفيك وعلى لسانك وفي خطابك وثقافتك وشخصيتك، حين تقرأ شعراً في المؤسسات الثقافية الإماراتية، وحين تُحترَم وتُكَرَّم بجائزة رفيعة لأنك تكتب بالعربية.
الاحتفاء بأميري الشعر الفصيح والنبطي في جائزتين محترمتين في الإمارات هو احتفاء باللغة العربية، والفوز بالبوكر العربية الروائية هو فوز للغة العربية، ومن يكتب نقداً في الأدب أو في الفن التشكيلي أو في الفن المسرحي إنما يكتبه بلغة أمّه وأبيه.. العربية التي صنعت «صاحبة الجلالة».
[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/24yy6ysf

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"