عادي

أنشطة «إيواء» تساعد ضحية اتجار بالبشر على بدء مشروعها الخاص

17:58 مساء
قراءة 3 دقائق
مشغولات يدوية صنعتها الناجيات من الاتجار بالبشر المقيمات في دار الإيواء

أبوظبي: عبد الرحمن سعيد

كشف مركز أبوظبي للإيواء والرعاية الإنسانية «إيواء»، عن نجاحه في مساعدة ناجية من ضحايا الاتجار بالبشر بعد أن انفصلت عن زوجها، وسافرت للعمل في الخارج كي تعيل ابنتها الصغيرة، لكنها وجدت نفسها حبيسة لدى عصابة حاولوا إجبارها على أعمال غير قانونية، وهي حالياً بفضل دعم المركز لها تتطلع لبدء مشروعها الخاص في بلدها.

ووفقاً لما أوضحه المركز لـ «الخليج» فإن الناجية سردت قصتها بعد دخولها إحدى الدور التابعة للمركز، قائلة إنها بعد انفصالها عن زوجها سافرت للعمل بالخارج كي تعيل ابنتها الصغيرة، وبيّنت أنها تم تزويجها قاصراً ولم تستكمل تعليمها، وجاء قرارها بالعمل خارج بلادها لضمان حياة كريمة لابنتها ولتستكمل لها تعليمها وتساعدها على إيجاد وظيفة مرموقة عندما تكبر، لأنها لا تريد لابنتها أن تمر بالمشاق التي مرت هي بها في حياتها.

وأفاد المركز، بأن الضحية على الرغم من أحلامها الكبيرة لابنتها، فإنها لم تكن تملك أي مؤهلات سوى الطبخ والقيام بالأعمال المنزلية، فقررت العمل طباخةً أو خادمة، وبعد أن ظنت أنها وجدت لنفسها عملاً في الخارج، اتضح أن الشركة التي استقدمتها وهمية، وأنها وقعت حبيسة لدى عصابة اتجار بالبشر، وحاولوا إجبارها على أعمال غير قانونية، لكنها رفضت وتمكنت من الصمود في مواجهتهم إلى أن أنقذتها الشرطة وتمت إحالتها إلى مركز «إيواء» التابع لدائرة تنمية المجتمع.

وذكر المركز أنه في البداية، لم تفهم الضحية طبيعة المكان وظنت أنها سيتم إيداعها في السجن، فانغلقت على نفسها وتجنبت الحديث مع الموظفات في دار الإيواء كي تتجنب الوقوع في متاعب، ثم اتضح لها أن الموظفات يحرصن على تقديم الدعم النفسي لها ومتابعة صحتها، وأنهن يشركنها في الأنشطة الاجتماعية مع المقيمات الأخريات، كالمشغولات اليدوية والتلوين والنحت وغيرها، وتعرفت إلى أمهات أخريات أكدن لها أنها في أمان وأن الموظفات سيساعدنها على السفر إلى ابنتها في أقرب وقت، فانفتحت تدريجياً وتحمست لفرص التعليم والتأهيل المهني المتاحة لها في الدار قبل إعادتها إلى وطنها طوعياً.

ولفت المركز إلى أن الضحية وجدت شغفها في أنشطة الخياطة والحياكة والتطريز، التي ساعدتها على التخفيف من توترها واستعادة ثقتها بنفسها وبقدراتها وشغلتها عن قلقها وآلامها، وأفادت بأنها من خلال تلك الأنشطة تذكرت ماضيها عندما كانت تذهب لزيارة جيرانها، وتتأمل ماكينة الخياطة التي يملكونها وتتمنى لو أنها تجيد الخياطة لتجني دخلاً مناسباً، إلا أنها لم تتمكن من ذلك لأنها لم تملك المال الكافي لشراء ماكينة خياطة وتدريب نفسها على الاستخدام.

وأكد المركز أن الضحية تتطلع حالياً إلى بدء مشروع للخياطة في وطنها بدعم من المركز، وأكدت أنها بينما تطور مهاراتها في هذا المجال، تحرص أيضاً على أن تتعلم أكبر قدر ممكن من المهارات كي تضمن لنفسها ولابنتها دائماً مصدر دخل مناسب.

وأوضح المركز أنه قد يأتي الأشخاص إليه بصفتهم ضحايا عنف، يشعرون بالخذلان والأذى والخزي، ويحملون أعباء ثقيلة لا يمكنهم تحملها بمفردهم، وهنا يأتي دور المركز في أبوظبي، حيث يعمل معهم لبناء بدايات جديدة مملوءة بالأمل والإيجابية.

وحول أهم الخدمات الرئيسية المقدمة حالياً بالمركز، ذكر أن الإبلاغ يعد خدمة في حد ذاتها وهو بوابة لجميع الخدمات المقدمة ومن خلاله يتم تحديد نوع العنف ودرجة الخطورة والموظفين المختصين، وتنقسم خدمة الإبلاغ إلى خدمتين فرعيتين، وهما الإبلاغ عن حالة عنف وحالة اتجار بالبشر.

ولفت المركز إلى تنوع قنوات الإبلاغ ما بين الخط الساخن (800 7283) وقنوات التواصل الاجتماعي والإحالة من جهات إنفاذ القانون والسفارات وجهات القطاع الاجتماعي، ودور العبادة والمستشفيات وغيرها.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
http://tinyurl.com/399fm9kv

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"