الحب على الطريقة الروسية

00:03 صباحا
قراءة دقيقتين

في «الرسائل الفارسية» ثمة الكثير من المقارنات والمقاربات بين المرأة الأوروبية، الفرنسية تحديداً، وبين المرأة الشرقية (الفارسية)، وفي رسالة من «ريكا» إلى «إيبين» نقرأ عن أولئك الأشخاص الثرثارين، الذين على كثرة كلامهم لا يقولون شيئاً «هذا النوع من الناس تعشقه النساء» يقول «ريكا» في رسالته، ولكنه لم يحدد أي نساء، غير أنه يقول في مكان آخر من الرسالة الثانية والثمانين: «أعرف من الناس أشخاصاً يعرفون جيداً كيف يُدخلون أشياء فارغة في أحاديثهم، يتكلمون على معاطفهم المطرزة، والشعر الأصفر المستعار، وعلب التبغ، وعصيّهم، وقفازاتهم».
في الرسالة الخامسة والثمانين يكتب «أوزبك» إلى «ميرزا» ما يلي: «يلاحظ أن أولئك الذين يعيشون في ظل ديانات متسامحة عادة ما يكونون أكثر فائدة لبلدانهم من أولئك الذين يعيشون في ظل دين واحد».
ولكن، ماذا تقول الرسائل عن الإمبراطورية العثمانية، وعن الأتراك عموماً؟ هذه رسالة من «أوزبك» آنذاك في تركيا، يقول: «لم نجد ما بين توقات وإزمير مدينة واحدة تستحق الذكر، ولقد رأيت متعجباً ضعف الإمبراطورية العثمانية».
أخيراً إليك أغرب ما قرأته، حول ولع النساء الروسيات بالضرب من أزواجهن.. نقرأ في الرسالة الحادية والخمسين: «مع أن الآباء الروس عند عقد قران بناتهم يشترطون عدم ضربهن، مع ذلك، لا يمكن تصديق كم تحب الروسيات أن يُضربن، لن يستوعبن أنهن امتلكن قلوب أزواجهن إلا إذا ضُربن، عدا ذلك، فإن الزوج يعتبر غير مبال، وهذا ما لا يمكن غفرانه». 
إليك هذه الرسالة التي كتبتها إحداهن مؤخراً إلى أمها: «أمي العزيزة، أنا أكثر النساء تعاسة في الدنيا، لقد فعلت كل ما أستطيع حتى أجعل زوجي يحبني، ولم أنجح في ذلك. بالأمس، كانت لدي أعمال كثيرة في المنزل، لكنني خرجت وبقيت طوال النهار خارجاً، وعند عودتي ظننت أنه سيبرحني ضرباً، لكنه مع ذلك لم يتفوه بكلمة واحدة. أما أختي فإنها تتعرض لمعاملة مختلفة جداً، زوجها يضربها كل يوم، ولا تراه رجلاً حقيقياً إن لم يُحطمها من الضرب على حين فجأة، إنهما متحابان، ويعيشان على وفاق لا نظير له؛ وهذا ما يجعلها مزهوة جداً، لكنني لن أدع زوجي يحتقرني أكثر من هذا، وقد قررت أن أجعله يحبني مهما كان الثمن، سوف أُغيظه جداً حتى يُقدم لي علامات الحب، فلن أدعه يقول: إنني لم أُضرب، وإنني أعيش في بيت حيث لا يفكر فيَّ زوجي. أمي العزيزة، أتوسل إليك أن توضحي لزوجي أنه يعاملني معاملة مهينة. إن أبي،  لم يكن يعاملك هكذا، وإنني أتذكر، عندما كنت صغيرة، أنه كان يحبك كثيراً؛ كما بدا لي في كثير من الأحيان».
كتبت هذه الرسالة من موسكو في الثاني من شهر شوال عام 1713.
[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
http://tinyurl.com/4benxykc

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"