حتى لا ننساهم

05:28 صباحا
قراءة دقيقتين
مبارك الرصاصي

ليس هناك أغلى ولا أثمن من تراب الوطن، ولا أجَلَّ وأعظم من بذل الأرواح فداء له، أو أن نرخص الدماء لتحيا البلاد، لتأتي مباريات الأسبوع هذا بجولة الشهيد، تخليداً ووفاءً وعرفاناً، بتضحيات وعطاء وبذل، شهداء الوطن وأبنائه البررة، من وهبوا أرواحهم، لتظل راية الإمارات خفاقة عالية، وتقديراً لأولئك الذين نذروا أنفسهم، ليحيا الوطن في عزة وكرامة، ولمن قاموا بمهامهم وواجباتهم الوطنية، داخل الوطن وخارجه، في الميادين المدنية والعسكرية والإنسانية كافة.
تجلت الجولة الكروية هذا الأسبوع، بالمشاهد والمظاهر التي ترفع شأن القيم السامية الرفيعة، التي عبرت بصدق عن الولاء والوفاء والانتماء، لهذا الوطن المعطاء، خاصة في لقاء الديربي بين الوصل والأهلي، الذي انتهى سلبياً، ولكنه لم يكن كذلك منذ بدايته، مع اصطفاف اللاعبين، وتوحد قمصان الفريقين، وتزيينه بشعار يوم الشهيد، ودقيقة صمت على من نذروا أرواحهم، إشارة ودلالة إلى أن كل الكيانات، تتحد راياتها تحت قيادتها، وأنهم برهن الإشارة، في سبيل إكمال مسيرة الشهيد، للذود والدفاع في ميادين الشرف والبطولات، وتقديراً لأمثالهم قامت إدارة الوصل، باصطحاب ولدّي الشهيد علي حسين البلوشي، حمدان وعلياء بجولة داخل الملعب، تفاعلت معها الجماهير بحرارة.
وأجمل تلك المواقف المعبرة كانت، في ترديد أعذب الكلمات وأصدق العبارات، بأروع المعزوفات والألحان الموسيقية، التي أطلقتها حناجر كل الجماهير الحاضرة، بهتاف واحد للنشيد الوطني، لتعبر لنا هذه الجموع، بصدق وإخلاص، عن الحب الفياض، الذي يختلج هذه الصدور، تجاه قادتهم ووطنهم، لتجسد الارتباط الوثيق، ونستلهم بكلماته، القيم التي زرعها الأجداد والآباء، ليبقى العطاء للوطن بغير حدود، ويظل العلم خفاقاً يرفرف بأمجاد الاتحاد.
لقد كانت لصورة الابن البار، التي رفعت في القلوب والصدور، قبل أن ترفع على مدرجات زعبيل، خميس مطر بن مزينة، من فقدته دبي والإمارات، صورة معبرة ومؤثرة أخرى، للقامة والكفاءة الوطنية، الذي سخّر وضحى، من وقته وصحته وجهده وعمله، ليكون الأمن هاجسه، وراحة الناس للعيش بطمأنينة ديدنه، من حزنت لفراقه الإمارات، وشيعه وخرج في إثره الآلاف، من رحل فجأة، واختطف قلوب محبيه، من عايشوا إنجازاته، عبر مسيرة مشرفة من العمل المخلص، لخدمة أمن المواطن والوطن.
للإخلاص والولاء ثمن، ولحب الوطن عطاء وانتماء، يتجلى في المواقف الوطنية الصادقة، والتضحيات الغالية، وصدق الانتماء للوطن، ليس شعاراً نردده فحسب، بل سلوك وممارسة، يتجلى فيه أسمى وأرقى معاني، المواطنة الصالحة، وبمثل هؤلاء نفتخر ولن ننساهم.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"