نقاش حول الحرب

00:13 صباحا
قراءة دقيقتين

يحتدم النقاش إسرائيلياً وأمريكياً، حول الانتقال إلى مرحلة جديدة في الحرب على غزة، وحول «اليوم التالي» لانتهاء هذه الحرب، أي مستقبل قطاع غزة، على الرغم من أن نتيجة الحرب لم تحسم بعد. ومع ذلك فقد تحول هذا النقاش إلى خلاف بدأ يظهر إلى العلن وهو مرشح لأن يتحول إلى أزمة حقيقية بين الجانبين.

هذا النقاش بدأ منذ الأيام الأولى لاندلاع الحرب وقبل الاجتياح البري بأكثر من أسبوعين، حيث طلبت الإدارة الأمريكية من إسرائيل وضع خطة لليوم التالي للحرب، وعدم ارتكاب الأخطاء التي ارتكبتها الولايات المتحدة في أفغانستان. لكن شهوة الانتقام الإسرائيلي لم تكن تسمح لها بالاستماع ولا الإصغاء.

اليوم، وبعد نحو ثلاثة أشهر على اندلاع الحرب وأكثر من شهرين على بدء التوغل البري، فشلت إسرائيل في تحقيق أي من أهدافها، لا بالقضاء على حركة حماس ولا باستعادة الرهائن المحتجزين، ولا حتى هدفها المضمر بتهجير الفلسطينيين. لكنها نجحت بالفعل في قتل عشرات آلاف الفلسطينيين وتدمير 70% من قطاع غزة، لتشكل بذلك إحراجاً للإدارة الأمريكية والحضارة الغربية برمتها، خصوصاً مع التحولات الهائلة في المجتمع الدولي لصالح القضية الفلسطينية.

وبالتالي فقد بدأت الإدارة الأمريكية تضغط للانتقال إلى مرحلة جديدة من الحرب، مع غارات أقل كثافة وتجنب قتل المزيد من المدنيين، لكن إسرائيل لا تزال ترفض الانصياع لرغبات الإدارة الأمريكية، وهو ما أدى إلى ظهور الخلافات إلى العلن بين الجانبين، وهي خلافات تكتيكية لا تلغي الدعم الأمريكي المطلق لإسرائيل. وبالتوازي تعمق الانقسام الإسرائيلي على المستويين الشعبي والرسمي، سواء داخل مجلس الحرب أو بين الجيش والقيادة السياسية، وهو ما انعكس على الشارع الإسرائيلي المنقسم بدوره حول أولويات الحرب، وأيضاً على النخب الإسرائيلية التي باتت تتحدث عن استحالة تحقيق أهداف الحرب، وتتهم نتنياهو بإطالتها لحسابات شخصية والهروب من المحاكمات التي تنتظره.

تبدو الإدارة الأمريكية وإسرائيل، اللتان تواجهان عزلة في الساحة الدولية، تناقشان وحدهما قضية المرحلة الجديدة من الحرب و«اليوم التالي»، من دون أي اعتبار للواقع الميداني وما يجري على الأرض، حيث وسائل الإعلام الإسرائيلية تتحدث عن غرق الجيش الإسرائيلي في وحول غزة، وعن وقوعه في فخ استراتيجي يشي بحرب استنزاف طويلة لا يمكنه تحملها أو الانتصار فيها. فهل يمكن الحديث عن «اليوم التالي» قبل معرفة مصير الحرب برمتها، أم أن واشنطن وتل أبيب تختلفان حول جلد الدب قبل اصطياده؟

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
http://tinyurl.com/3urvtjyn

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"