أظهر أجمل ما يحمله قلبك

لطالما سمعنا أن الإنسان كائن اجتماعي، والواقع يثبت هذه المقولة ويؤيدها، فنحن نميل نحو الاجتماع والرفقة، وكأنها غريزة عميقة في النفس البشرية، ودون شك أن هناك غرائز أخرى لا تقل حيوية وأهمية، مترسبة في الوجدان البشري، نحن جميعاً بحاجة لها، لتكون حاضرة وموجودة، وتوجد واحدة منها قد تكون أكثر أهمية، هي الشعور بالمكانة، بالاحترام، بالتقدير، الشعور بالفعالية، وأن لك أثراً في الحياة، الشعور بأنك تحظى بالثناء، وأن عملك ومنجزاتك محل تقدير وعرفان من الآخرين، ومهما صغرت أو كانت تلك المنجزات متواضعة وقليلة، فإن الشعور بالشكر والعرفان أمر مطلوب وملح، ويريد الآخرون سماعه، وأن تعبر عنه بصوت مسموع ومرتفع.
يجب علينا أن نفهم عمق كلمة شكراً، عظمة أن تتوقف أمام شخص ما وتعبر له عن مشاعر من العرفان، لما قام به تجاهك من عمل، حتى وإن كان هذا العمل جزءاً من مهامه وواجباته الوظيفية، الشكر والعرفان، يجب أن يكونا ثقافة ملازمة لنا، ويجب أن تكون كلمات الامتنان مرافقة لنا، لأنها تدل على حسن الخلق، وعلى التواضع، والتقدير للآخرين، تدل على تعظيم ما يمنحك وما تتلقاه من الآخرين، مع أن ذلك الذي حصلت عليه من خدمة هو جزء من عملهم ومهامهم.
إن كلمة شكراً، والمديح والإشادة، لا تكلفنا شيئاً، ولا تستنزفنا لا مادياً ولا معنوياً، ومع هذا هناك من يبخل بها، هناك من هو شحيح جداً في التعبير عن الامتنان، وبالتالي هو يفتقد خصلة الوفاء، يفتقد جانباً إنسانياً. قد يكون الآخرون بحاجة لسماع الشكر، وسماع التعبير عما قدموه بالإشادة والثناء.
ويجب ألا ننسى أن التعبير عن الامتنان، والتعبير عن الشكر، قد يكون فيهما دافع معنوي كبير، لهذا الموظف، بأن ينجز المزيد وأن يتطور، وأن يجوّد عمله بشكل أكبر وأعظم، وأكثر دقة. وهذا جميعه نتيجة لكلمة شكراً، أو لوقفة قصيرة من الإشادة والثناء عليه.
الآخرون مثلنا تماماً، تعجبنا الإشادة، وتدق كلمات الثناء في قلوبنا، وبطبيعة الحال، الواجبات تنفذ بغض النظر عن الشكر، ومهامنا تؤدى بغض النظر عن الثناء، ولكن تبقى خصلة الشكر والعرفان ملازمة لنا، أو بمعنى أدق هي سلوك يعود علينا، على أخلاقنا، وقيمتنا، وكيف ننظر للآخرين، وكيف نتعامل معهم.
أظهر أجمل ما يحمله قلبك من أخلاق وقيم، وبثه بكلمة شكراً، ولا تبخل بها...
[email protected]
www.shaimaalmarzooqi.com