مكتسبات الميدان

00:06 صباحا
قراءة دقيقتين

الطلبة في المدارس والجامعات طاقات متجددة، وعقول لا يستهان بقدراتها، وأبعاد تخطيطها للمستقبل، لاسيما في عصر التكنولوجيا المتقدمة والذكاء الاصطناعي، إذ إن التطوير فيهما لا يهدأ ولا يتوقف، ولا نبالغ في القول بأن قطاع التعليم يحتضن جيلاً حقيقياً من المبتكرين، قادراً على الإبداع والابتكار خارج قاعات الدرس، ولكن تبقى إشكالية عدم توظيف مهاراته ومقوماته على الوجه المطلوب.
جمعتنا بالطلبة لقاءات كثيرة وفعاليات متنوعة، رأينا من خلالها مدى عمق أفكارهم التي تسابق الزمن وتحاكي تفاصيل المستقبل، إذ تقدم عقولهم ابتكارات نوعية تنهض بمجتمعات، وتغير أحوالاً أخرى إلى الأفضل بمجرد فكرة، لاسيما في القطاعات الحيوية المؤثرة، مثل الطاقة، والفضاء، والاستدامة والزراعة، والصناعات الغذائية والطبية والبيئية، وتسألنا لماذا لم تستغل هذه الطاقات والإبداعات بعد؟
ابتكارات الطلاب في مختلف مراحل التعليم تعد من أهم العوامل لتطوير المجتمعات ونهضتها وازدهارها، فالطلبة القادة القادمون الذين يشكلون ملامح المستقبل، وتشجيعهم على الابتكار والتفكير الإبداعي يعد أمراً ضرورياً، ومساراً مؤثراً لتخريج جيل المبتكرين والمبدعين من رحم الميدان.
نعتقد أن التحديات التي تواجه تحويل أفكار الطلبة الابتكارية إلى مشاريع حقيقية تلامس الواقع، وتخدم المجتمع تتطلب التخطيط والتنظيم والتعاون والتكنولوجيا والتسويق والترويج والتمويل والشراكات، ويمكن التغلب عليها بحلول ناجعة تحقق المرونة في الانتقال من الفكرة إلى المشروع، بالبحث والتعلم والتطوير والتعاون والابتكار.
المسؤولية في هذا الملف لا تتجزأ ولا تقتصر على جهة دون غيرها، ولكن الجميع مسؤولون عن بناء جيل المبتكرين والعباقرة، والجميع مسؤولون أيضاً عن المحافظة على مكتسبات الميدان التربوي، وابتكارات الطلبة التي تؤثر بإيجابية في الحراك التطويري للمجتمع في المجالات كافة.
ولكن وزارة التربية والتعليم ومعها المؤسسات والهيئات المعنية بإدارة التعليم يقع على عاتقها دور جوهري في توجيه أفكار المتعلمين نحو القطاعات الحيوية التي تشكل ضرورة مستقبلية، وتحويلها من مجرد فكرة إلى مشاريع واقعية ملموسة لتحقيق التنمية المستدامة وتطوير المجتمعات.
نعتقد أن المدارس والجامعات تعد حاضنات للإبداع ومصدراً هاماً للدعم والتشجيع، ويمكنها توفير الدعم المادي والمعنوي للمبتكرين من الطلبة، وتوفير الخبرات والمعرفة اللازمة للوصول بأفكار الطلبة إلى منتج ابتكاري ينفع المجتمع.
لماذا لا يوجد لدينا هيئة وطنية تعمل وفق معايير موحدة وترتبط بوزارة التربية والتعليم والمؤسسات والهيئات المعنية بالتعليم في الدولة بشكل مباشر، لتحقيق الاستفادة القصوى من مكتسبات الميدان التربوي التي صنعتها أيادي أبنائنا؟
[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
http://tinyurl.com/mkvrfby2

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"