هناك بعض المخاوف التي تترسّب داخل النفس، وتكون مؤذية، لكننا نتجاهل علاجها، أو نؤجل التوقف عندها، لوضع حد لها؛ لأننا نعتقد أننا بخير، ولا تحتاج أن تأخذ من وقتنا، ومع مرور الوقت، تتراكم وتتزايد، وتصبح فعلاً مؤذية، ولها تأثير بالغ على حياتنا.
الشواهد متعددة، على مواضيع وعادات بسيطة، نرتكب خطأ بممارستها، ولكننا نجد أن أثرها قليل ولا يكاد يذكر، فنمرّ عليها مروراً سطحياً من دون تعمق، من هذه الشواهد أو الأمثلة، التردد في الرفض، محاولة إرضاء الجميع، بكل السبل، ومن أنصع الصور وأوضحها لمثل هذه الحالة، إلغاء «لا»، من القاموس، أو عدم استخدامها خلال تعاملنا مع المقربين منا تحديداً؛ لأننا نشعر بأنها قوية، ولا مبرر لاستخدامها، نرى بأن «لا»، قاسية وعدوانية، ويفترض عدم استخدامها مع المقربين منا.
وبسبب هذه الطريقة، نصبح في حالة قبول، أو في حالة «ربما»، أو في حالة «سأحاول»، ولكن لا يوجد رفض، لا يوجد قطع للموضوع، دائماً تبقى المواضيع معلقة، وتستمر معلقة؛ لأننا لم نستخدم «لا»، الذهبية الصحيحة، التي يتطلبها الموقف.. لم نستخدم الكلمة الوحيدة المناسبة في الموقف. لماذا؟ لأننا نهتم بالآخر، نحرص على رفقته، وأن نكون بالقرب منه، أو نخشى أن يفسر رفضنا بطريقة خاطئة، أو يسبب هذا الرفض، أن يتجنبنا، إلى آخر القائمة من المبررات... من الأمثلة التي تتكرر، والتي توضح العجز عن استخدام «لا»، أن يقوم الطرف الآخر، بتحديد تاريخ ووقت، لمهمة أو لمناسبة، دون سؤالك، أو دون أن يشاركك في اختيار التاريخ والوقت، ثم يفرضه عليك بطريقة ناعمة، وتجد أنه من الصعب الاعتذار، مع أنه فعلاً لديك مهام في نفس التاريخ والوقت الذي اختاره... هذه الحالة هي التي تسمى بحالة الخوف أو الرهاب من «لا»...
قد يستغرب البعض، عندما يعرف بأن الموافقة، وتجنب «لا»، هي حالة متواجدة عند قطاع واسع من الناس؛ حيث يجد الكثيرون، أنه من الصعب الرفض أو الاعتذار، وهم بهذا التفكير، يسبّبون لأنفسهم، بشكل مستمر، فوضى؛ لأن الذي يحدث أن الآخرين، هم من يتحكّمون بخياراتهم، وأمزجتهم.
عندما تستخدم «لا»، هي لا تنمّ عن الكراهية، ولا عن أي مشاعر عدائية ضد أحد ما، هي توضح للطرف الآخر، بأن لديك مهامّ، وارتباطات، وأشغالاً، وأيضاً لديك شخصية مستقلة، ورغبات، وآراء... وكلمة «لا»، قد تساعد بأن يتم احترام كل هذا...
[email protected]
www.shaimaalmarzooqi.com
http://tinyurl.com/43wftt33
مقالات أخرى للكاتب
![الخليج](/sites/default/files/2024-07/Untitled-1_1.jpg)
![الخليج](/sites/default/files/2024-07/Untitled-1_1.jpg)
![الخليج](/sites/default/files/2024-07/Untitled-1_1.jpg)
![الخليج](/sites/default/files/2024-07/Untitled-1_1.jpg)
قد يعجبك ايضا
![](/sites/default/files/2024-07/6184546.jpeg)
![](/sites/default/files/2024-07/6184544.jpeg)
![](/sites/default/files/2024-07/6184541.jpeg)
![](/sites/default/files/2024-07/6184538.jpeg)
![](/sites/default/files/2024-07/6184535.jpeg)
![](/sites/default/files/2024-07/6184533.jpeg)
![ثقفغفق](/sites/default/files/2024-07/6184532.png)
![هاريس تلقي خطاباً في مركز للمؤتمرات في إنديانا (أ ف ب)](/sites/default/files/2024-07/6184529.jpeg)