مفاجأة.. الغضب قد يكون مفيداً!

دون شك أن الغضب، غير صحي، وهو مدمر للعقل والحالة النفسية والمزاجية للإنسان، ويفقده القدرة على الحكم وموازنة الأمور في المهام الحياتية، وكأن حالة الغضب عندما تتلبسه، تسبب عمى وعدم بصيرة، وإلغاء العقل، وتغييب الحضور الذهني، ومع هذه الحالة يفقد تركيزه، وموضوعيته.
يمكن سرد قائمة طويلة، عما يسببه الغضب من تدمير للشخصية، والعلاقات مع الآخرين، وجعل الإنسان متلبساً بالفوضى وتدمير ما هو صحيح وقائم، في ساعة أو لحظة الغضب، يحضر الهدم والتحطيم سواء المعنوي أو المادي للأشياء. هذا الذي نلاحظه ونشاهده عن الغضب، لا نرى إلا سطوته، وقوته وحضوره القاسي.
لكنني قبل فترة من الزمن قرأت مقالة للكاتب العلمي والرياضي كريستوفر بيرجلاند، تحدث خلالها عن دراسة خرجت بفوائد للغضب، وأنه دافع نحو الإنجاز. هذه الدراسة أجراها باحثون من قسم العلوم النفسية والدماغ، في جامعة تكساس إيه آند إم، وتم نشر نتائجها في مجلة الشخصية وعلم النفس الاجتماعي. تدور حول الفوائد المحتملة للغضب عند السعي لتحقيق هدف ما، قامت الدراسة على تحديد عدة تجارب مع متطوعين، على سبيل المثال: «طلب من المشاركين حل ألغاز بدرجات متفاوتة من الصعوبة، عند مواجهة الألغاز المعقدة التي يصعب حلها، وجد الباحث أن الغضب يؤدي إلى تحقيق أهداف أكبر، لكن الغضب لم يحسن الأداء في الألغاز الأسهل».
ثم في تجربة أخرى: «أدى الغضب إلى الحصول على درجات أفضل عند لعب لعبة فيديو صعبة نسبياً، لكن الغضب لم يساعد إذا كانت لعبة الفيديو أقل تحدياً». وفي تجربة قائمة على المهام: «قيل للمشاركين إنهم سيفوزون بجائزة، إذا استجابوا لمطالبة بأوقات رد فعل سريعة للغاية. أدى الغضب إلى أوقات استجابة أسرع واهتمام أكبر بالمهمة، مرة أخرى لتحسين النتائج بدلاً من عدم الغضب أثناء اللعبة. ومن المثير للاهتمام أن الشعور بالتسلية أثناء ممارسة اللعبة أدى أيضاً إلى أوقات رد فعل أسرع تتطابق بشكل وثيق مع النتائج الناجمة عن الغضب».
وقد أظهرت النتائج التي توصل إليها فريق الدراسة: «أن الغضب يزيد من الجهد المبذول لتحقيق الهدف المنشود، ما يؤدي في كثير من الأحيان إلى نجاح أكبر. وقد تم اكتشاف هذا التأثير في المهام التي تنطوي على تحد أكبر لتحقيق الهدف، ولم يكن واضحاً في المهام التي كانت سهلة نسبياً».
الحقيقة أنني لم أكن أعلم، ولم أتوقع، بأن هناك أي مؤشر إيجابي للغضب...
[email protected]
www.shaimaalmarzooqi.com