عادي

تعرّف إلى علاقة العرب بسلطنة زنجبار

22:19 مساء
قراءة 3 دقائق

القاهرة: «الخليج»

«زنجبار» اسم يطلق على مجموعة جزر تابعة لتنزانيا في شرق إفريقيا، لكنها تتمتع بسلطة ذاتية واسعة، وتتكون من جزيرتين كبيرتين هما: زنجبار وبمبا (الجزيرة الخضراء) إضافة إلى عدد من الجزر الصغيرة، وتقع زنجبار في غرب المحيط الهندي وهي ثاني أكبر جزيرة به، بعد جزيرة مدغشقر، ومعنى الكلمة «ساحل الزنج» من الفارسية «بار» بمعنى ساحل، وقد أطلقها المسلمون على جميع ما عرفوه من ساحل شرق إفريقيا.

يتناول د. صالح محروس محمد في كتابه «السياسات الاقتصادية البريطانية في زنجبار ونتائجها دراسة وثائقية» في الفترة من 1890 إلى 1964، حيث تلقي الدراسة الضوء على السياسة الاقتصادية البريطانية في زنجبار وهي تتلخص في السيطرة على تجارة زنجبار وإيرادات الجمارك، وسياسة إعادة التصدير والاقتصاد النقدي وربط العملة بالجنيه الإسترليني.

ويتناول أيضاً أحوال الزراعة والصناعة والتجارة، موضحاً أن زنجبار التابعة لدولة تنزانيا الآن تحتل مكانة خاصة في المحيط الهندي، حيث تتميز بموقع استراتيجي مهم، وتعتبر محطة تجارية مهمة في طريق التجارة بين الشرق والغرب، وزادت أهميتها بعد حفر قناة السويس بالإضافة إلى ما تتمتع به من ثراء في الثروة الطبيعية خاصة المحاصيل الزراعية مثل القرنفل وجوز الهند.

* تنافس

ولعبت زنجبار دوراً مهمّاً كونها مركزاً للحضارة الإسلامية والعربية في شرق إفريقيا وعن طريقها تم نشر الإسلام في تنجانيقا والساحل الشرقي الإفريقي وفي الكونغو زائير وإلى منطقة البحيرات الاستوائية العظمى بإفريقيا، وقد تكالب الاستعمار عليها، وزاد هذا التنافس في النصف الثاني من القرن التاسع عشر بين كل من بريطانيا وبلجيكا وألمانيا وفرنسا وإيطاليا.

كانت سلطنة زنجبار قوية في عهد سعيد بن سلطان لكن بعد وفاته بدأت السلطنة في الانقسام، والدولة البوسعيدية في الضعف، وزاد النفوذ البريطاني في زنجبار، وطلب سلاطين زنجبار الحماية البريطانية لمواجهة الاستعمار الألماني في شرق إفريقيا، وقسمت مناطق نفوذ بين ألمانيا وبريطاني بموجب معاهدة 1886، وأعلنت بريطانيا الحماية على زنجبار عام 1890 وهي فترة مهمة وحيوية من تاريخ زنجبار حيث كانت منفصلة عن مسقط.

بدأت بريطانيا في استغلال موارد زنجبار، واستمر الاحتلال البريطاني لها حتى العاشر من ديسمبر عام 1963 حيث تم استقلالها بعد كفاح القوى الوطنية العربية، لكنها لم تنعم بالاستقلال كثيراً حتى وقع انقلاب 12 يناير ضد العرب، وانتهى الأمر بضم زنجبار إلى تنجانيقا تحت اسم تنزانيا.

يرجع اتصال العرب الأوائل بساحل شرق إفريقيا إلى عدة قرون قبل الميلاد، وكانت هجرتهم بغرض التجارة وليس الاستيطان، واختلطوا بالأفارقة عن طريق الزواج، وكان العرب أقدم الأمم اتصالاً بالجماعات البشرية المقيمة على سواحلها قبل غيرهم من الأمم الأخرى، وإن كان هذا الاتصال يقتصر على التبادل التجاري وتصريف منتجات سكان إفريقيا الشرقية في شتى الأسواق.

يوضح الكتاب أن هناك عوامل مهمة جعلت الصلات قوية بين العرب (بالأخص عرب عُمان) وشرق إفريقيا، وهي عوامل طبيعية وبشرية واقتصادية، أما العوامل الطبيعية فتتمثل في البيئة الصحراوية في شبه الجزيرة العربية ما جعلها عامل طرد نحو البحر سواء في اليمن أو عمان، وهناك عامل بشري مهم يتمثل في تفوق العرب (بالأخص عرب عمان) في ركوب البحر، حيث اشتهر العرب بالتفوق البحري من قديم الزمان وساعدتهم حركة الرياح الموسمية الشمالية الشرقية.

* نشاط

وزادت الهجرة العربية إلى شرق إفريقيا عقب انهيار سد مأرب حيث دفع هذا الحدث بهجرة العرب دفعاً قوياً نحو الساحل الشرقي لإفريقيا بحثاً عن مأوى ومصدر للرزق، خارج شبه الجزيرة العربية، حيث القرب الجغرافي والمعرفة السابقة بالساحل، وازدادت هذه العلاقات رسوخاً بعد ظهور الإسلام، وكان هناك نشاط للتجار العمانيين حيث كانوا يجمعون بين التجارة والتعليم فأنشأوا الكتاتيب لتعليم القرآن، وبنوا المساجد لأداء الشعائر الدينية، ولتعليم الأفارقة قواعد الإسلام وشعائره الصحيحة.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
http://tinyurl.com/bduh93nv

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"