رأس الخيمة: عدنان عكاشة
قضت محكمة رأس الخيمة الابتدائية، في قضية نزاع أُسري، بإلغاء أمر قضائي مكّن والد ثلاثة أبناء من منعهم من السفر بصُحبة والدتهم، من الإمارات إلى وطنهم، حيث يُقيمون ويتعلمون في المدارس.
وطلبت الأُم «المُتظلِّمة» من المحكمة إلغاء الأمر على عريضة المُتظلَّم منه، والقضاء مُجدداً برفضه، ورفضت محكمة الاستئناف برأس الخيمة، مُؤخراً، الاستئناف الذي تقدم به الأب وأيدت الحكم المستأنف.
وكان الأب قد حصل على أمر على عريضة (أحوال شخصية)، يقضي بمنع الأبناء الثلاثة من السفر، وإلزام الأُم المُتظلِّمة بتسليمه جوازات سفرهم، فيما سبق الاتفاق بين الطرفين أمام المحكمة العُليا في وطنهم على أن تكون حضانة الأبناء للأُم، مع منحها حق السفر بهم دون الحُصول على مُوافقة مُسبقة، وإقرار حق الأب في رُؤيتهم ثلاث مرات سنوياً.
ويحمل أفراد الأسرة جنسية إحدى الدول الأجنبية، حيث يُقيم الأبناء مع والدتهم ويتلقون دراستهم، الأمر الذي دفع الأُم لرفع الدعوى.
وتداولت المحكمة الابتدائية في جلساتها التظلُّم، ومَثُل أمامها طرفا القضية، بوكيل عن كُلٍّ منهما، وقدم الحاضر عن الأُم أصل حُكم أجنبي، وطلب إلغاء الأمر على عريضة، وقدم الحاضر عن الأب مُذكرة بدفاعه وحافظة مُستندات، ودفع بعدم جواز الاحتجاج بالمُستندات المُقدمة من المُتظلِّمة، لكونها غير مُوثقة.
وتنص المادة (149) من القانون رقم (28) لسنة 2005 على أنه: «لا يجوز للحاضِن السفر بالمحضون خارج الدولة إلا بمُوافقة ولي النفس خطياً، وإذا امتنع الولي عن ذلك يُرفع الأمر إلى القاضي»، وللقاضي أن يأمر بإبقاء جواز السفر في يد الحاضِن إذا رأى تعنتاً من الولي في تسليمه للحاضِنة وقت الحاجة.
وعللت المحكمة الابتدائية حُكمها بأن الأُم تقدمت بصورة ترجمة للحُكم الصادر من المحكمة العُليا في البلد، الذي ينتمون إليه، مُتضمناً اتفاق الطرفين على رؤية الأب للابنة الصغيرة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وممارسته دور الرعاية الأبوية للصغيرين الآخرين في أشهر مارس وأغسطس وأكتوبر، من كل عام، على أن يُبلغ (الأُم) قبل وصوله إلى تلك الدولة ب24 ساعة، وأن يُكمل الأبناء تعليمهم المدرسي، وهو ما تطمئن إليه المحكمة وتأخذ به، ومن ثم يستقر في يقينها اتفاق الطرفين على بقاء الأبناء في وطنهم، واستمرارهم في الالتحاق بالتعليم هناك، مع تنظيم حق الأب في رُؤيتهم عن طريق وسائل التواصل وسفره إليهم، الأمر الذي يكون معه طلب الأب بمنعهم من السفر وتسليمه جوازات سفرهم تعنُّتاً منه، وهو ما يشكل ضرراً على الصغار.
