عادي

بالفيديو| «أروع ديكتاتور في العالم».. من هو رئيس السلفادور الفلسطيني الأصل؟

14:35 مساء
قراءة 5 دقائق
Video Url
«أروع ديكتاتور في العالم».. من هو رئيس السلفادور الفلسطيني؟
«أروع ديكتاتور في العالم».. من هو رئيس السلفادور الفلسطيني؟

«الخليج» - وكالات
أعلن نجيب بوكيله، الذي يعرف بالإسبانية بـ «ناييب بوكيلي» المنحدر من أصول فلسطينية، فوزه بولاية رئاسية ثانية بعد حصوله على أكثر من 85% من الأصوات.
وكتب بوكيلة على منصة إكس «وفق أرقامنا فقد فزنا في الانتخابات الرئاسية بأكثر من 85% من الأصوات»، قبل أن يبدأ بعد دقائق إطلاق الألعاب النارية في العاصمة سان سلفادور.
وفي خطاب النصر الذي ألقاه وسط الهتاف والحشود التي لوحت بالأعلام من شرفة القصر الوطني قبل إعلان النتائج الرسمية النهائية، قال بوكيلة أن فوزه يمثل «أكبر فارق بين المركز الأول والمركز الثاني في تاريخ» الانتخابات الرئاسية الديموقراطية في أي مكان.
وتعهد بوكيله الذي كان رئيساً لبلدية العاصمة السلفادورية، فيما قبل ولايته الأولية المنتهية، بمكافحة الفساد والعصابات المجرمة المسؤولة عن واحدة من أعلى معدلات جرائم القتل في العالم.

طريق مفروش بالصعاب

بوكيلة المنحدر من أصول فلسطينية، فاز عام 2012 بمنصب رئيس بلدية مدينة «نويفو كوسكاتلان» ممثلاً حزبه «فارابوندو مارتي» اليساري للتحرير الوطني، واستمر في المنصب 3 سنوات حتى 2015، وأطلق على نفسه لقب «رجل اليسار».
وفي 2015، ترشح لانتخابات رئاسة بلدية سان سلفادور، وفاز فيها، وهزم مرشحاً محافظاً كان حزبه التحالف الجمهوري الوطني «أرينا»(ARENA)، الذي حكم لفترتين.
عام 2017 بدأت العلاقة السياسية بينه وبين حزب «فارابوندو مارتي» بالتدهور، إثر خلاف مع زميله في الحزب «زوتشيتل مارشيلي»، واتهم بوكيلة بالاعتداء لفظياً على مارشيلي، وبأنه يشجع الانقسامات داخل الحزب، الذي طرده حينها، وبذلك تغير المسار السياسي أمام «رجل اليسار».
عمل بوكيلة بعدها على تأسيس حزب سياسي جديد يسمى «الأفكار الجديدة»، ولكن اتضح أنه مشروع لم يدم طويلاً، وكافح من أجل اعتماد الحزب الناشئ لدى المحكمة العليا للانتخابات، بينما كانت الانتخابات الرئاسية تلوح في الأفق، لكن دون جدوى، فتخلى عن «الأفكار الجديدة» وانضم إلى حزب «التغيير الديمقراطي».
ثم في يوليو/تموز 2018، حُل حزب التغيير الديمقراطي مع ثلاثة أحزاب أخرى، فاضطر بوكيلة على إيجاد حزب سياسي آخر لدعم ترشيحه، وقبل ستة أشهر فقط من الانتخابات الرئاسية، أسس حزب التحالف الوطني الكبير (غانا).
تضمنت حملة بوكيلة الانتخابية الأولى شعارات تلامس الفقراء مثل: «هناك أموال كافية عندما لا يسرق أحد» و «يجب إعادة ما سُرق».
وفي فبراير/شباط 2019، تمكن من الفوز بالانتخابات الرئاسية التي أُجريَت، بنسبة أصوات بلغت 53%، لينهي حقبة حزبي «جبهة فارابوندو مارتي» اليساري و«التحالف الوطني الجمهوري» المحافظ التقليديين اللذين تناوبا على السلطة منذ نهاية الحرب الأهلية في البلاد عام 1992.

«فوز تاريخي»

استطاع نجيب بوكيله الفوز على الحزبين الرئيسيين التقليديين اللذين تناوبا على السلطة منذ نهاية الحرب الأهلية في البلاد عام 1992.
وفاز حزبه الذي يُدعى التحالف الوطني الكبير ( غانا) على حزبي «جبهة فارابوندو مارتي» اليساري و«التحالف الوطني الجمهوري» المحافظ. وتعد هذه الجولة الأولى من الانتخابات، أما الثانية، فستجري في مارس/آذار المقبل.
وكان بوكيله رئيساً لبلدية سان سلفادور عن «جبهة فارابوندو مارتي للتحرير الوطني» بين 2015-2018 قبل أن يُستبعد منها، فشكّل ائتلافاً باسم «أفكار جديدة»، يضم حزباً يمينياً له 11 مقعداً في البرلمان.
وبوكيلة سادس رئيس للبلاد منذ انتهاء الحرب الأهلية، إذا ما فاز بالجولة الثانية في مارس/آذار المقبل.
وتعهد في حملته الانتخابية بزيادة الاستثمارات في قطاع التعليم، ومحاربة الفساد، وتعزيز الأمن في البلاد في وقت كثرت في البلاد العصابات الإجرامية. ويحظى بشعبية الجيل الشاب الذي يريد المزيد من الاستثمار في التعليم، وتعزيز الأمن في البلاد.

«مثير للجدل»

يجيد نجيب بوكيله اللغة الإنجليزية إلى جانب الإسبانية والعربية. وقد أثار غضب الفلسطينيين عندما قام بزيارة رسمية مع زوجته السلفادورية إلى إسرائيل، أثناء ترأسه لبلدية سان سلفادور العام الماضي.
وبحسب دائرة شؤون المغتربين في منظمة التحرير الفلسطينية، فقد أثارت زيارته جدلاً واسعاً بين الفلسطينيين داخل الأراضي الفلسطينية والمنفى، كونه ابن رجل عُرف بعمله من أجل قضايا الفلسطينيين، وخاصة زار إسرائيل وأعلن صداقتها.
وينحدر نجيب بوكيله ( 37 عاماً) من أم سلفادورية وأب فلسطيني، هاجر من بيت لحم في الضفة الغربية إلى السلفادور التي تتوسط غواتيمالا وهندوراس في أمريكا الوسطى.
وعُرف والده قبل وفاته عام 2017 بين الجالية الفلسطينية بعمله من أجل الجالية الفلسطينية في السلفادور ومناصرة القضية الفلسطينية إلى جانب أنه كان أحد رجال الأعمال الناجحين في البلاد.
ولُقب والده، أحمد بوكيله الذي بنى مسجداً في سان سلفادور بـ «إمام السلفادور».

السلفادور الأكثر أماناً

ويشيد السلفادوريون بـ«الحرب ضد العصابات» التي شنها بوكيلة، وأكد في حملته الانتخابية لولاية ثانية أن «السلفادور هي رسمياً الدولة الأكثر أماناً في أمريكا اللاتينية».
وبوكيلة أكثر زعماء أمريكا اللاتينية شعبية، وفق الاستطلاعات، ويعود ذلك بشكل خاص إلى سجنه أكثر من 73 ألفاً من أفراد العصابات المفترضين بموجب حالة طوارئ فرضت قبل عامين تقريباً.
وأودى عنف العصابات بنحو 120 ألف مدني خلال ثلاثة عقود، وفقاً للحكومة التي تقول إن الجماعات الإجرامية كانت تسيطر على 80 في المئة من البلاد عندما تولى بوكيلة السلطة في عام 2019.
العام الماضي سجلت الدولة التي كانت تعدّ واحدة من أخطر دول العالم، انخفاض معدل جرائم القتل إلى أدنى مستوياته في ثلاثة عقود، وأقل بكثير من المعدل العالمي.
وفي 2022 كان قرابة 30 في المئة من السلفادوريين يعيشون في فقر، بحسب لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية لأمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي.

أروع ديكتاتور في العالم

ولأنه من الداعمين للتحول التقني، وسبق خصومه بهذا الصدد، اعتمد البرلمان في السلفادور في عهده عملة البيتكوين كعملة قانونية بالبلاد إلى جانب الدولار الأمريكي، لتصبح بذلك السلفادور أول دولة تعتمدها بشكل رسمي، وخرجت إثر ذلك تظاهرات في البلاد ضد القانون، إذ رأى المحتجون أن العملة غير آمنة، وتشكل خطراً على اقتصاد البلاد، وبالتزامن غير بوكيلة وصف ملفه الشخصي على «تويتر» إلى «أروع ديكتاتور في العالم»، لكن حذف الوصف فيما بعد وكتب «رئيس السلفادور».
ورغم أن صندوق النقد الدولي أصدر تقريراً يحذر فيه السلفادور من مخاطر خطوتها في اتخاذ البيتكوين عملة قانونية، وصعوبة تقديم قروض للحكومة السلفادورية في حال اضطرت لذلك، لكن بوكيلة، أعلن عن خططه فيما بعد ببناء أول «مدينة بيتكوين» في العالم، والتي سيتم تمويلها بداية من خلال سندات البيتكوين، ما يزيد من رهان الدولة الواقعة في أمريكا الوسطى على العملة المشفرة، وأضاف بوكيلة أن المدينة المخطط إقامتها شرق البلاد، ستحصل على إمدادات الطاقة من بركان ستقام بجانبه، للاستفادة من الطاقة الحرارية الأرضية لتشغيل كل من المدينة وتعدين البيتكوين، ولن تفرض أي ضرائب باستثناء ضريبة القيمة المضافة.
وأعلن بوكيلة في يناير/كانون الثاني الماضي على حسابه الرسمي في «تويتر» أن بناء مدينة البيتكوين سيبدأ العام الحالي (2022)، وغرّد متوقعاً أن يصل سعر البيتكوين إلى 100 ألف دولار، وأن دولتين أخريين ستتبنيان عملة البيتكوين كعملة قانونية كما فعلت بلاده.

اقرأ أيضاً:

نجيب بوكيلة يعلن فوزه بولاية رئاسية ثانية في السلفادور

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
http://tinyurl.com/5y3zs6dv

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"