عادي

جياعُ غزّة وصلوا حدّ اليأس

23:57 مساء
قراءة 3 دقائق

غزة - أ ف ب

يعيش عشرات آلاف الفلسطينيين في أوضاع كارثية وصعبة، في مخيم جباليا للاجئين في شمال قطاع غزة، في ظلّ تفشّي الجوع الذي دفع أبو جبريل إلى ذبح حصانَيه الاثنين لإطعام أطفاله وجيرانه.

ويقول أبو جبريل (60 عاماً): «لا خيار أمامنا إلّا ذبح الحصان لإطعام الأطفال، الجوع يقتلنا، لا توجد أية أنواع من الخضراوات، ولا طحين ولا مياه شرب».

ويضيف: «لديّ حصانان كنت أشتغل عليهما في أرضي الزراعية في بيت حانون، دمّروا بيتي وجرفوا أرضي. قرّرت ذبح الحصانين لمساعدة عائلتي وعائلات أقاربي وجيراني في الحصول على الطعام».

وأعلنت وزارة الصحة في غزة، أنّ طفلاً يبلغ من العمر شهرين يدعى محمود فتوح توفي جراء سوء التغذية في مستشفى الشفاء في غزة، على بعد كيلومترات من جباليا. وكان مخيّم جباليا الذي أُنشئ في العام 1948، الأكبر في القطاع قبل الحرب التي شنتها إسرائيل في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي والتي قتل فيها حتى الآن نحو 30 ألفاً، معظمهم من المدنيين.

فرّ أبو جبريل من بيت حانون عندما اندلع النزاع. وتعيش عائلته في خيمة قرب مدرسة تابعة للأونروا.

قبل الحرب، كانت المياه الملوّثة، وانقطاع التيار الكهربائي مشكلة في المخيّم المكتظ بالسكّان. وكان الفقر الناجم عن ارتفاع معدّلات البطالة مشكلة أخرى بين سكّانه الذين يزيد عددهم على 100 ألف نسمة.

الآن، بدأ الطعام ينفد في ظلّ عدم قدرة وكالات الإغاثة على الوصول إلى المنطقة، جراء القصف. وأفاد برنامج الأغذية العالمية هذا الأسبوع، بأنّ فرقه أبلغت عن «مستويات غير مسبوقة من اليأس»، بينما حذّرت الأمم المتحدة من أنّ 2.2 مليون شخص باتوا على شفا المجاعة.

- التسوّل

وفي المخيّم، ينتظر أطفال بترقّب، بينما يحملون علَباً بلاستيكية، وأواني طهي مكسّرة للحصول على الطعام.

ومع تضاؤل الإمدادات بالغذاء وارتفاع الأسعار، يشكو شاب من أنّ سعر كيلو الأرز ارتفع من سبعة شيكل إلى 55 شيكلاً. ويقول بغضب، مشيراً إلى طفل بجانبه: «نحن الكبار لا يهمّنا. أمّا الصغار الذين تبلغ أعمارهم أربع وخمس سنوات، فما الذي ارتكبوه من ذنب كي يناموا جائعين ويستيقظوا جائعين؟».

وحذّرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة، من أنّ النقص المقلق في الغذاء وتزايد سوء التغذية والأمراض، يؤديان إلى انفجار في وفيات الأطفال في غزة.

ويعاني واحد من كل ستة أطفال دون الثانية من العمر في غزّة سوء التغذية الحاد، وفق «يونيسف».

وفي محاولة لسدّ جوعهم، اعتاد سكان قطاع غزة على تناول بقايا الذرة الفاسدة والأعلاف الحيوانية غير الصالحة للاستهلاك البشري وحتّى أوراق الشجر.

وتقول امرأة موجودة في المخيم: «لا أكل ولا شرب ولا طحين»، مضيفة: «بدأنا نتسوّل من الجيران، ولا شيكل في الدار. ندقّ الأبواب في الحارة ولا أحد يعطينا مالاً».

- «موت من الجوع»

وتتصاعد حدّة التوتر في جباليا بسبب نقص الغذاء وتداعياته، فيما نُظّمت الجمعة وقفة احتجاجية شارك فيها عشرات الأشخاص.

وحمل طفل في التظاهرة لافتة كتب عليها: «لم نمت من القصف ولكننا نموت من الجوع».

ورفع آخر عالياً لافتة كُتب عليها: «المجاعة تنهش لحومنا وأجسادنا»، بينما هتف المتظاهرون:«لا لا للجوع، لا لا للإبادة الجماعية، لا لا للحصار».

وعلى مدى الأسابيع والأشهر الماضية، أدى القصف الإسرائيلي المتواصل إلى تحويل غزة إلى دمار. لم يخبر جبريل أحداً بقراره ذبح الحصانَين. طبخ اللحم مع الأرز، وقدّمه لعائلته وجيرانه. ورغم الحاجة، يقول، إنّه لا يزال قلقاً بشأن ردّات فعلهم. ويضيف: «لا أحد يعرف أنّه يأكل لحم حصان».

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
http://tinyurl.com/ms8xx6j4

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"