تلاشي توهج الأرباح يعيد صورة الاقتصاد الكلي إلى الواجهة

«وول ستريت» القياسية تحوّل التركيز عن المسار المتعرج للفيدرالي

25 فبراير 2024

19:41 مساء

قراءة 4 دقائق

متعاملون في بورصة نيويورك (رويترز)

إعداد: خنساء الزبير

ساعدت النتائج القوية للشركات في ارتفاع المؤشر «ستاندرد آند بورز 500» إلى مستويات قياسية جديدة هذا العام ما أدى إلى تحول التركيز بعيداً عن المسار المتعرج الذي يتبعه بنك الاحتياطي الفيدرالي تجاه أسعار الفائدة المنخفضة.

ومع اقتراب موسم الأرباح يعتقد بعض المستثمرين أن السياسة النقدية ستعود إلى التحكم في مسار الأمور.

وأثارت نتائج أرباح شركة إنفيديا التعجب في تقرير الربع الرابع، حيث دفعت أسهم الذكاء الاصطناعي الآخذة في الارتفاع مؤشر «اس آند بي» إلى مستويات قياسية جديدة في الأسبوع الماضي، وارتفع المؤشر القياسي بأكثر من 6.7% حتى الآن هذا العام.

ومع إعلان الغالبية العظمى من الشركات عن تقاريرها كانت شركات المؤشر «اس آند بي 500» على مسار زيادة أرباح الربع الرابع بنسبة 10% عن الفترة ذاتها من العام السابق، وفقاً لمجموعة بورصة لندن وهو ما سيكون أكبر ارتفاع منذ الربع الأول من عام 2022.

السندات والتضخم

ومع تلاشي توهج الأرباح في الأسابيع المقبلة يمكن أن تعود الأضواء مرة أخرى إلى صورة الاقتصاد الكلي وربما يكون أحد العوامل المحورية هو الارتفاع المطرد في عوائد السندات، الذي جاء في أعقاب تقلص التوقعات بشأن مدى قدرة الفيدرالي على تخفيف السياسة النقدية هذا العام دون إعادة إشعال التضخم.

وقد تمكنت السوق من تجاهل ارتفاع العوائد بسبب الأرباح القوية ولكن يرى بعض المحللين أن هذا التركيز على مسار أسعار الفائدة والعوائد ربما يعود إلى الواجهة مع تجاوز موسم الأرباح.

وفي العادة يتسبب ارتفاع عوائد سندات الخزانة في الضغط على تقييمات الأسهم لأنها تزيد من جذب المستثمرين نحو السندات أكثر من الأسهم بينما تزيد كلفة رأس المال للشركات والأسر.

وبلغ عائد سندات الخزانة لأجل 10 سنوات القياسي الذي يتحرك عكسياً مع أسعار السندات 4.35% في وقت سابق من هذا الأسبوع، وهو أعلى مستوى له منذ أواخر نوفمبر.

وفي حين أن التفاؤل بشأن الأرباح والاقتصاد ساعد الأسهم على تجاهل ارتفاع عوائد السندات فإن هذا ربما يتغير إذا استمرت بيانات التضخم في الظهور بقدر أكبر من المتوقع، ما يجبر الفيدرالي على تأجيل آخر لخفض أسعار الفائدة.

وأظهرت العقود الآجلة المرتبطة بسعر الفائدة الرئيسي لمجلس الاحتياطي الفيدرالي يوم الجمعة أن المستثمرين يسعرون حوالي 80 نقطة أساس من تخفيضات بنك الاحتياطي الفيدرالي هذا العام، مقارنة ب 150 نقطة أساس كانوا قد قاموا بتسعيرها في أوائل يناير.

ويمثل يوم الخميس المقبل اختباراً للتضخم مع صدور مؤشر أسعار نفقات الاستهلاك الشخصي لشهر يناير الذي يتتبعه الفيدرالي لأهداف التضخم.

ومن المتوقع أن يرتفع مؤشر نفقات الاستهلاك الشخصي، على أساس شهري، بنسبة 0.3%، وفقاً لاستطلاع أجرته رويترز لآراء الاقتصاديين وهذا يفوق ارتفاعاً بنسبة 0.2% في الشهر السابق.

اتجاه التضخم

وقال خبراء إن التضخم في حال جدد اتجاهه الهبوطي فسيكون ذلك مفيداً لأسعار الفائدة ويمكن أن يوفر الحافز التالي للتحرك الصعودي في الأسهم.

وفي الوقت ذاته يعتقد العديد من المستثمرين أن حماسة الذكاء الاصطناعي ستستمر في دفع الأسهم للأعلى على المدى القريب، فقد وصلت قيمة إنفيديا السوقية إلى تريليوني دولار للمرة الأولى يوم الجمعة، مستفيدة من الطلب النهم على رقائقها، ما جعلها رائدة في طفرة الذكاء الاصطناعي التوليدي.

وستصدر هذا الأسبوع أيضاً بيانات أخرى بما في ذلك بيانات ثقة المستهلك والسلع المعمرة التي ستعطي نظرة أوسع على حالة الاقتصاد.

ومن المقرر أن تعلن عدد من الشركات عن نتائجها هذا الاسبوع بما في ذلك لويز و«بست باي»، وهما تجار تجزئة سيعطيان نظرة ثاقبة حول مستوى الإنفاق الاستهلاكي.

......................................

أبرز أحداث الأسبوع الاقتصادية في الولايات المتحدة (بتوقيت شرقي أمريكا)

الاثنين 26 فبراير

10:00 مبيعات المنازل الجديدة

نتائج: يونيتي سوفت وير، زووم

الثلاثاء 27 فبراير

8:30 طلبيات السلع المعمرة

8:30 السلع المعمرة باستثناء وسائل النقل

9:00 مؤشر أسعار المنازل كيس شيلر/ «اس آند بي» لعشرين مدينة

10:00 ثقة المستهلك