عادي
العلاقات الدولية في الإسلام

مفاهيم ومصطلحات (2)

23:06 مساء
قراءة دقيقتين
1
د. سالم مخلوف النقبي

د. سالم مخلوف النقبي

نستكمل اليوم بعض المصطلحات والمفاهيم الخاصة بالعلاقات الدولية، ومنها مفهوم الدبلوماسية، وهي من الكلمة اللاتينية «Diplomacy»، وتعني «مجموعة النشاطات والعلاقات ومجموعة الأشخاص المكلفين إقامةَ هذه العلاقات»، وعُرِّفت كذلك بأنها «عملية التمثيل والتفاوض التي تجري بين الدول، والتي تتناول علاقتها ومعاملاتها ومصالحها».

ويقصد بالدبلوماسية في القانون الدولي العام «الأصول والإجراءات الخاصة التي تنظم علاقة الدول، وتقوم هذه الأصول على احترام متبادل فيما بينها من خلال تبادل السفراء وممثلي البعثات والقناصل واستقبال الموفدين واحترام القواعد وأصول التفاوض، وإبرام الاتفاقيات والمعاهدات التي تهدف إلى حفظ السلام والعمل من أجل المصلحة العامة». وبمعنى أدقّ هي «علم وفنّ المفاوضات»، والدبلوماسي: مبعوث يمثل الدولة لدى رئيس الدولة المبعوث إليها.

والدبلوماسية عُرِفت عند العرب قبل الإسلام ب «الوفادة» و«السفارة»، وذلك لبيان تمثيل قبيلة لدى قبائل أخرى من أجل المفاوضة والوصول إلى اتفاق معين حول عيون الماء ومنابت الكلأ والمرعى أو للصلح وفك الأسرى. وقد فرض موقع العرب الجغرافي على الطرق الرئيسية لقوافل التجارة وتعاملهم مع الشعوب الأخرى ضرورة عقد المعاهدات التجارية مع الأقوام العربية وغير العربية.

وقد عبّر معاوية بن أبي سفيان، رضي الله عنه، عن السفارة والسفراء في كلمته الشهيرة عندما قال: «لو أن بيني وبين الناس شعرة يمدّوُنها وأمُدّها، ما انقطعت، قيل: وكيف ذلك؟ قال: كنت إذا أرخوها مددت، وإذا مدّوُها أرخيت»، إذْ تحتوي هذه المقولة في مضمونها وصفاً دقيقاً في تعريف الدبلوماسية، وما يجب أن يتصف به الدبلوماسي المحنك، لكي تستمر العلاقة في المجتمع ويسلم من التفرق؛ حتى لو كانت تلك الروابط متعلقة بأبسط الأمور التي من شأنها أن تقوي الصلات والعلاقات بين الناس.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/2wn983js

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"