عادي

التغيرات المناخية تتطلب عدم الإسراف في المياه

23:42 مساء
قراءة دقيقتين
1

تحديات كثيرة تواجه العالم حالياً في ظل أزمات نقص المياه، وظهرت دعوات عالمية للحديث عن تنمية الموارد المائية وترشيد الاستهلاك، خصوصاً في ظل التغيرات المناخية والتلوث الذي تتعرض له الأنهار، والجفاف الذي أصاب العديد من البلاد في العالم، وانعكس ذلك بالسلب على الاقتصاد والإنتاج الزراعي.

يقول د. أسامة العبد، رئيس جامعة الأزهر الأسبق: «إن الشريعة الإسلامية تحث على ترشيد استهلاك المياه، وحتى في حالة الوفرة المائية، فالحفاظ على الماء وترشيد استخدامه أمران مطلوبان، فعن عبد الله بن عمرو، رضي الله عنهما، أن رسول الله، صلى الله عليه وسلم، مر بسعد بن أبي وقاص، رضي الله عنه، وهو يتوضأ، فقال: «ما هذا السَّرَفُ يا سَعدُ؟ قالَ: أفي الوضوءِ سَرفٌ قالَ: نعَم، وإن كنتَ على نَهْرٍ جارٍ» أخرجه ابن ماجة، وهذا هو منهج ديننا الحنيف الذي نبذ الإسراف في كل شيء، والحق سبحانه وتعالى يقول: ( يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ) الآية (31) سورة الأعراف، كما حثت الشريعة الإسلامية على الاعتدال وحذّرت من الإسراف والتبذير، والحق سبحانه وتعالى يقول: (إِنَّ المبذرين كانوا إِخْوَانَ الشياطين وَكَانَ الشيطان لِرَبِّهِ كَفُوراًً) الآية (27) سورة الإسراء».

والمؤكد أن دعوة الإسلام للحفاظ على المياه وحسن استخدامها لكونها مصدر الحياة، تأتي انطلاقاً من مبادئ الشريعة الإسلامية التي تقوم على حفظ النفس والدين والمال والعقل والعرض، والمياه قوام الحياة وتحافظ على النفس البشرية.

ويوضح د. محمد سالم أبو عاصي، العميد السابق لكلية الدراسات العليا جامعة الأزهر بالقاهرة، أن الشريعة الإسلامية حذرت من تلويث الماء بأي وسيلة من الوسائل، للحفاظ على النفس البشرية، بهدف أن يُستخدم الماء في مصلحة الإنسان، وأن يظل نقياً نظيفاً طهوراً صالحاً للاستعمال من دون ضرر أو أذى.

كما أن القرآن الكريم وضّح أن الماء الذي سلكه الله، عز وجل، ينابيع في الأرض من الله سبحانه وتعالى وحده، ولا يقدر عليه غيره، فهو الملك الذي بيده كل شيء، لا سيما قطرة الماء التي بها حياة الأحياء، قال تعالى: (قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَصْبَحَ مَاؤُكُمْ غَوْرًا فَمَن يَأْتِيكُم بِمَاءٍ مَّعِينٍ) الآية (30) سورة الملك، ولما كان الأمر كذلك وكان الماء عصب الحياة وقوام المعاش، علمنا النبي الكريم، صلى الله عليه وسلم، أن نتوجه إلى الله سبحانه وتعالى إذا قحطت السماء، وأجدبت الأرض، وتوقفت المصالح، وجفّت المنابع، وقلت الموارد، فشرع، صلي الله عليه وسلم، صلاة الاستسقاء.

ويؤكد د. أبو عاصي أن المحافظة على الماء وعدم الإسراف فيه من باب شكر الله على النعمة، والحق سبحانه وتعالى يقول: (وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِن شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِن كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِى لَشَدِيدٌ) الآية (7) سورة إبراهيم، ولذلك وجب علينا ترشيد استخدام الماء وعدم الإسراف فيه، حتى لا نكون ممن يسيء استخدام نعم الله سبحانه وتعالى، وحتى لا يؤدي ذلك إلى استنزاف هذه النعمة الكبرى.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/2p847ckp

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"