الإمارات تتلألأ خيراً وإنسانية

00:57 صباحا
قراءة دقيقتين
افتتاحية الخليج

كان احتفاء دولة الإمارات بيوم زايد للعمل الإنساني مناسبة نستذكر فيها القائد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، ونستحضر مواقف وخصالاً خالدة وضعت اللبنات الأولى للعمل الخيري في الإمارات حتى أصبح أعمالاً ومشاريع ومبادرات تمتد إلى كل الدنيا، وإلى حيث يكون هناك واجب لإسعاد البشر.

كل أيام الإمارات، أيام زايد وأيام خير وإحسان وتطوع لخدمة الناس في أرجاء العالم، ولا سيما في أيام رمضان المبارك الذي يشهد من سنة إلى أخرى طفرة في العمل الخيري، وقد تعزز هذا العام بإعلان صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، إطلاق «مبادرة إرث زايد الإنساني» بقيمة 20 مليار درهم، وهي مبادرة ستعزز من مساهمات العمل الخيري الإماراتي في التخفيف من احتياجات المجتمعات الأكثر ضعفاً وفقراً، لا سيما تلك التي تعاني من الحروب والصراعات والكوارث الطبيعية والتأثيرات المناخية الحادة.

وتخطط «مبادرة إرث زايد الإنساني» لمشاريع خيرية وتنموية في شتى أنحاء العالم من شأنها أن توجد حلولاً دائمة لبعض المجتمعات في مواطنها، بما يُسهم في تحسين حياة الملايين ممن هم في أمسّ الحاجة إلى الدعم والمساندة، وهي رؤية متطورة للعمل الإنساني والتنموي حتى لا يظل العمل الإنساني مقتصراً على المساعدات المؤقتة كالطرود الغذائية ومستلزمات الحياة اليومية.

المبادرة المباركة التي أطلقها صاحب السمو رئيس الدولة، حفظه الله، واحدة من عناوين دولة الإمارات الإنسانية، وتأتي في وقت تمتد فيه أياديها البيضاء إلى كل مكان، ولا سيما إلى قطاع غزة، حيث يتعرض الشعب الفلسطيني هناك لحرب إسرائيلية مدمرة. فمنذ بداية الأحداث المؤلمة سارعت الإمارات إلى فعل ما يمليه الواجب والمبادئ والأخلاق والإرث الوطني، ولا حاجة لحديث بالأرقام والأوزان عن أحجام المساعدات وأنواعها، فهي تتزايد بعشرات الآلاف كل يوم، وعبر وسائط متعددة، بتنفيذ إماراتي من خلال «الفارس الشهم 3»، وبعمليات مشتركة ضمن عمليات «طيور الخير» مع مصر، أو بالإنزال الجوي المشترك مع الأردن، إضافة إلى المشاركة الفاعلة في الممر الإنساني البحري من قبرص إلى غزة.

الموقف الإنساني للإمارات في غزة، أحد ملامح الاستجابة الإنسانية طويلة الأمد، واستكمال لنهج راسخ في هذا الفعل الطيب رآه العالم من قبل وما زال مستمراً، في السودان وسوريا وأوكرانيا، وهناك صور راسخة في الذاكرة عن جهود الإغاثة العام الماضي في سوريا وتركيا والمغرب جراء الزلازل الهائلة، وكذلك الشأن في ليبيا إثر كارثة الإعصار «دانيال» في مدينة درنة.

وفي كل تلك التجارب نالت الإمارات الإعجاب والتقدير من المؤسسات الدولية الكبرى كالأمم المتحدة ووكالاتها الإنسانية؛ لأنها باتت مثالاً ومضرباً للمثل في الجهود الإغاثية التي أصبحت من التقاليد اليومية تأسيساً على قيم وطنية أصبحت من ثوابت عمل الدولة، فهذه الأرض، التي بارك الله في قيادتها وشعبها، فاض خيرها على الجميع، وباتت منارة تشعّ وتتلألأ بالتسامح والوسطية والاعتدال وفعل الخير في أسمى أهدافه ومعانيه.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/s9urnhjb

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"