عادي
جناح الإمارات يستلهم عمق التاريخ العربي

87 عملاً مشاركاً في المعرض الدولي للفنون بالبندقية

18:02 مساء
قراءة دقيقتين
جانب من حفل افتتاح المعرض الدولي للفنون في البندقية
طارق أبو الفتوح

البندقية، إيطاليا: «الخليج»

افتتح المعرض الدولي للفنون في بينالي البندقية أمس الأول السبت أبوابه للزوار بمشاركة دولية واسعة تضم الجناح الوطني لدولة الإمارات العربية المتحدة و87 مشاركة وطنية من دول العالم، وتستمر فعالياته حتى 24 الحالي.

ويظهر معرض الجناح الوطني للإمارات امتداد جذور الفن الإماراتي لعُمق التاريخ العربي، وذلك عبر ممارسات الفنان الإماراتي عبدالله السعدي الفنية ضمن رحلاته في الطبيعة، من خلال معرضه الفردي: «عبدالله السعدي: أماكن للذاكرة.. أماكن للنسيان» برعاية القيّم الفني طارق أبوالفتوح، حيث يقدم المعرض 8 أعمال للسعدي تم إنتاجها خلال رحلاته في الطبيعة تحوي مئات من القطع الفنية.

وقال طارق أبو الفتوح: «نتوقع أن يجذب عنوان المعرض «عبد الله السعدي: أماكن للذاكرة.. أماكن للنسيان» الانتباه وأن يحفز الزوار على التأمل في مصادر الإلهام عند العرب لاستخدام اللغة بأسلوب مبتكر وجذاب، فضلاً عن استدعاء ممارسات كتابة الشعر من عُمق التاريخ العربي الأصيل».

وعن رحلات السعدي في الطبيعة وتشابهها مع الرحالة والشعراء العرب قال: «تحمل رحلات السعدي الفنية أصولاً موغلة في القدم، فهي تتشابه مع العملية الإبداعية للشعراء في شبه الجزيرة العربية منذ ما يربو على الألفي عام، فهو يقوم برحلاته في البرية وحده، بمصاحبه كتاب حول موضوع محدد ثم يقرأه أو يعيد قراءته أثناء الرحلة (رافقه في وسط الطبيعة كتاب عن الصوفية)، وأحياناً يذهب برفقة حيوانات أليفة، أو وسيلة نقل كالسيارة، أو الدراجة. وينعكس التواجد الحميمي لرفقاء السفر هؤلاء بشكل واضح في الأعمال الفنية التي تكتشف الأرض والمكانة التي يحتلها الإنسان فيها».

ويشرح أبو الفتوح الفكرة المميزة لعنوان العرض قائلاً: «لا بد أن تقترن أماكن الذاكرة بشكل لصيق ومتوائم بأماكن أخرى للنسيان، فهما ضرورتان لعملية تكوين الذاكرة الفردية والجماعية، ومعاً تشكلان تاريخاً موازياً لذلك المعترف به والموثق رسمياً. فعلى مدار أكثر من 40 عاماً، ابتكر السعدي من خلال فنه روايات ذاتية فريدة، وهو يحتفظ بخرائطه وأحجاره ولفائفه ورسوماته في صناديق ذات أشكال وأحجام مختلفة، مصنوعة من التنك، ويخزنها كلها في صناديق معدنية كبيرة تشبه صناديق الكنوز الثمينة، كما أنها مرقمة ومؤرخة ومشفرة، وكأنه بذلك يساهم في ذاكرة جماعية مستقبلية ما، من خلال تقديم رؤية ذاتية للعالم يحرص على الحفاظ عليها بمثابرة دؤوبة».

وتحاكي ممارسة السعدي كما يؤكد أبو الفتوح الشعراء القدامى، فهو لا يصنع سجلاً موضوعياً، بل تفسيراً حسياً وعاطفياً وجمالياً للأرض، فيشتبك فنه الآسر بسلاسة مع تقاليد الشعراء القدامى، مما يساهم في استمرارية تاريخية غنية وذاكرة جمعية، كما أن رحلاته المعاصرة تشابه ما درجت عليه عادة الشعراء القدامى الذين ألهمهم تجوالهم في الطبيعة بالتعبير عن أنفسهم وكتابة الشعر. والدليل على ذلك، أن قصائدهم غالباً ما تبدأ بوصف الطبيعة المحيطة بهم، حيث كانت الطبيعة بوابة إلى دواخلهم وفرصة للتأمل في تجربتهم الخاصة.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/ycyvchhf

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"