انتقدت روسيا، امس الاثنين، الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ، لاقتراحه أن الدول الأعضاء في الحلف يجب أن تدع أوكرانيا تشن هجمات داخل العمق الروسي بأسلحة غربية، فيما أعربت إيطاليا والمجر عن معارضتهما لهذا الطرح.
وقال ستولتنبرغ إن تكثيف اتخاذ الحلف قرارات دعم كييف، نابع من ضرورة الاستعداد «لصراع طويل» في أوكرانيا. وأضاف متحدثاً أمام الجمعية البرلمانية لحلف شمال الأطلسي: «نحن بحاجة إلى الاستعداد لحرب طويلة، لذا نحتاج إلى اتخاذ قرارات في القمة في واشنطن لتعزيز دور «الناتو» في تنسيق أفضل لدعم لسنوات عدة، والتدريب العسكري ومن أجل تمويل طويل الأجل حتى نتمكن من الحفاظ على ذلك لفترة طويلة».
وقال ستولتنبرغ إن أعضاء الحلف الذين يزوّدون كييف بالأسلحة يجب أن يتوقفوا عن حظر استخدامها في ضرب أهداف عسكرية داخل روسيا. ولفت إلى أن «حرمان أوكرانيا من إمكان استخدام هذه الأسلحة ضد أهداف عسكرية مشروعة على الأراضي الروسية يصعّب عليهم (على الأوكرانيين) الدفاع عن أنفسهم».
وقال دميتري بيسكوف، المتحدث باسم الكرملين إن من الواضح أن الحلف يخوض مواجهة مباشرة مع روسيا، وأضاف «يزيد حلف الأطلسي من درجة التصعيد»، مضيفاً أن الجيش الروسي يعرف ما ينبغي فعله. وعند سؤاله عما إذا كان الحلف يقترب من مواجهة مباشرة مع روسيا رد بيسكوف «هم لا يقتربون، هم في غمار ذلك».
وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، إن الأمين العام ل«الناتو» يتجاوز صلاحياته بحديثه باسم الحلف عن حق أوكرانيا في ضرب الأراضي الروسية بأسلحة غربية. وأضاف في حديث مصور: «أشك في أن الأمين العام يستطيع تحمّل مثل هذه المسؤولية والتحدث باسم أعضاء الحلف عند مناقشة هذه القضية». وأشار إلى أن ستولتنبرغ ينفذ إرادة الحلف، و«يتجاوز صلاحياته».
وجدّدت رئيسة الوزراء الإيطالية، جورجيا ميلوني، معارضتها لاستخدام أسلحة تم إمداد أوكرانيا بها لضرب أراض روسية، بعد اقتراح ستولتنبرغ. وقالت للتلفزيون الإيطالي «لا أعرف لماذا قال ستولتنبرغ شيئاً كهذا، أعتقد أن علينا أن نكون حذرين للغاية».
وقال رئيس وزراء المجر(هنغاريا)، فيكتور أوربان، إن تصرفات قادة الاتحاد الأوروبي تخلق مخاطر اندلاع حرب عالمية ثالثة، واصفاً سياسة بروكسل بأنها «هوس عسكري»، مطالباً بوقف الاتحاد الأوروبي جنونه العسكري. وانتقد محاولات الاتحاد الأوروبي التورط في الصراع في أوكرانيا، مؤكداً أن بروكسل لا تقيّم قدراتها، ولا تهتم بكلفة مثل هذه المبادرات.
وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، أمس الاثنين، إن القوات الروسية أسقطت على أوكرانيا نحو 3200 قنبلة موجهة هذا الشهر. وأضاف في مؤتمر صحفي في مدريد أن الجيش الأوكراني ليس لديه ما يكفي من صواريخ الدفاع الجوي لمنع روسيا من إسقاط آلاف القنابل شهرياً. وأعلن رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز، عن توقيع اتفاق أمني بين إسبانيا وأوكرانيا يتضمن مساعدة عسكرية لكييف بقيمة مليار يورو، ما سيتيح لأوكرانيا تعزيز قدراتها الدفاعية في مواجهة الهجوم الروسي.
ميدانياً، أعلنت وزارة الدفاع الروسية السيطرة على قرية إيفانوفكا في مقاطعة خاركيف، وبلدة نيتايلوفو بجمهورية دونيتسك، والقضاء على اكثر من 1150 عسكرياً أوكرانياً، والسيطرة على مواقع لقوات كييف، وإسقاط 6 قنابل جوية موجهة «هامر»، و14 صاروخ «هيمارس» أمريكي، و«أولخا» أوكراني، و44 مسيّرة أوكرانية. وقتل شخص، وإصيب ثلاثة في هجوم بمسيّرة أوكرانية على محطة وقود في منطقة أوريول الروسية قرب الحدود الأوكرانية، وقتل 4 مدنيين في قصف روسي لمنطقة دونيتسك الأوكرانية، كما قتل مدنيان إثنان في هجوم روسي على ميكولايف بجنوب أوكرانيا.(وكالات)
