الشارقة: عائشة خمبول الظهوري
أسفرت دراسة شاملة في محمية «بيم كراسيوب» ومحمية «كوه كابيك رامسار» في أشجار المانغروف في كمبوديا، عن التعرف إلى مئات الأنواع المختلفة من الحيوانات، منها ثعالب الماء ذات الأنف المشعر وثعالب الماء ذات الفراء الناعم وحيوان الزباد المرقط الكبير وقرود المكاك ذات الأذيال الطويلة وقطط الصيد، بالإضافة إلى مجموعة واسعة من أنواع الخفافيش، وتُظهر هذه النتائج تنوع الحياة البرية المدهش في تلك المناطق، مما أثار إعجاب علماء الأحياء.
تُعتبر غابات المانغروف شرائح ضيقة من الأراضي المشجرة المتشابكة على السواحل في خطوط العرض الاستوائية وشبه الاستوائية، وتتميز بأنها مهمة جداً إذ تنمو في المياه المالحة أو قليلة الملوحة، وهو ما لا تستطيع معظم النباتات الأخرى تحمله، وللأسف، عانى كوكب الأرض فقدان حوالي 40% من أشجار المانغروف خلال العقود القليلة الماضية، وذلك بسبب قطعها لصالح المنتجعات السياحية أو للزراعة.
وتلعب أشجار المانغروف دوراً حيوياً في الحفاظ على النظم البيئية، حيث تحمي المناطق الداخلية من موجات التسونامي والعواصف، وتحتجز الكربون بكفاءة أكبر من الأنواع الأخرى من الغابات، كما تعمل كملاجئ لمجموعة مذهلة من الحيوانات، واستناداً إلى الدراسة الجديدة التي استخدمت مصائد الكاميرات والشباك والأسماك والحشرات، فقد أظهرت تقديرات ومسوحات «القطاعية» والتي تجرى على طول خطوط مستقيمة عبر المناظر الطبيعية، وجود تنوع كبير في الحياة البرية.
من بين الأنواع الغريبة الموجودة في غابات المانغروف الكمبودية، قطة الصيد التي تعتبر أكبر قليلاً من القطط المنزلية، وتتميز بقوة بنيتها وأطرافها القصيرة وجسمها الممتلئ، وعلى عكس معظم القطط، تفضل قطة الصيد السباحة، وتمتلك مخالب بارزة جداً تساعدها على اصطياد الفرائس، خاصة الأسماك والفئران، التي تطاردها داخل جذور أشجار المانغروف.
ورصد حيوان نادر آخر، وهو القضاعة ذات الأنف المشعر، بواسطة مصائد الكاميرا في بعض الأجزاء القديمة من غابة المانغروف، تستخدم ثعالب البحر الشعر حول أنفها للكشف عن فرائسها، التي تتضمن القشريات والرخويات وغيرها من الكائنات.
المسح الذي دعمته مؤسسة صيد الأسماك البيئية كشف عن وجود 74 نوعاً من الأسماك و150 نوعاً من الطيور في مياه الغابات، بما في ذلك 15 نوعاً مهدداً بالانقراض وفقاً للقائمة الحمراء للاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة (IUCN).
