سيدة لرئاسة المكسيك

00:02 صباحا
قراءة 3 دقائق
2

دخلت المكسيك، مع الانتخابات الرئاسية التي جرت يوم الأحد الماضي، بفوز المرشحة اليسارية كلوديا شينباوم لست سنوات مقبلة، مرحلة جديدة في تاريخها السياسي، وذلك بتولي سيدة منصب الرئاسة لأول مرة في مجتمع ذكوري، هيمن فيه الرجال على هذا المنصب السياسي الأعلى في هذا البلد الذي تتعرض فيه النساء إلى العنف، حيث تشير الأمم المتحدة إلى مقتل 11 سيدة يومياً، إضافة إلى عنف عصابات المخدرات الذي يمارس ضد السياسيين حيث قتل 38 مرشحاً محلياً في سلسلة من الاغتيالات، خلال الحملات الانتخابية الأخيرة، ما أثار المخاوف بشأن الخطر الذي تمثله عصابات المخدرات على الديمقراطية.

لقد حصلت شينباوم (61 عاماً) على 57.8 في المئة من الأصوات، متفوقة بفارق كبير على السيناتورة السابقة المنتمية إلى يمين الوسط سوتشيال غالفيز التي حصلت على 20.1 في المئة من الأصوات، وحل مرشح الوسط جورجي الفاريز في المرتبة الثالثة بحصوله على 11.4 في المئة من الأصوات.

إن دولاً عدة في أمريكا اللاتينية كان لديها في السابق نساء في منصب الرئيس من بينها البرازيل وتشيلي والأرجنتين والبيرو، لكن وجود امرأة في سدة الرئاسة في المكسيك هو أمر مهم للغاية، ومقدمة لكسر الهيمنة الذكورية على الحياة السياسية، لذلك يصف أنصارها العملية بأنها «التحول الرابع في المكسيك» مقارنة بين فوز شينباوم والاستقلال والثورة المكسيكية.

وتقول شينباوم عن المشاكل المتأصلة المتعلقة بالذكورة والعنف القائم على النوع الاجتماعي (ذكر أو أنثى) في المجتمع المكسيكي، أن «التغييرات الثقافية العميقة لا تحدث بين عشية وضحاها»، أضافت «أرى فتيات صغيرات متحمسات لأن يكون الرئيس امرأة، وهذا يغيّر الثقافة بالنسبة للنساء والرجال».

وطوال حملتها الرئاسية، ظلت رسالتها واحدة لم تتغير، وهي إذا ما انتُخبت فسوف تواصل العملية الاجتماعية والسياسية التي قام بها معلمها ومرشدها الرئيس الحالي أندرس مانويل لوبيز أوبرادور الذي تنتهي ولايته الحالية في أكتوبر المقبل، حيث تتولى بعده الرئاسة لمدة ست سنوات. ووفقاً للدستور المكسيكي فإن مدة الرئاسة ست سنوات فقط، ولا يحق للرئيس التجديد لولاية ثانية.

خصومها يصفونها بأنها مجرد دُمية بيد الرئيس أوبرادور، ولا تستطيع التحرر من شخصيته، لكن عالمة البيئة السابقة تنفي هذا التوصيف وتقول: «أشعر بالثقة بنفسي ولا ألقي بالاً لهذه الأمور التي يقولونها»، وتضيف «بالطبع، أنا من الحركة نفسها مثل أوبرادور (مورينا).. فقد كافحنا سوياً لأكثر من 20 عاماً من أجل الحصول على الحكومة التي لدينا، ومن أجل الفرص والحقوق التي كسبناها من أجل المكسيكيين»، وأردفت تقول: «سأعيش في زمن مختلف في التاريخ، ولكني سأحكم بالمبادئ نفسها، وهذا أمر جيد للشعب المكسيكي».

كانت كلوديا مناضلة في صفوف الحركة الطلابية و«متمردة» منذ كانت في الجامعة عام 1987، تقود التظاهرات الطلابية والإضرابات دعماً للديمقراطية وضد فرض رسوم دراسية، وبعد أكثر من أربعين عاماً صارت رئيسة للمكسيك عن حزب «مورينا» اليساري. وتتذكر كلوديا تلك الأيام بقولها: «لقد كنت دائماً على هذا النحو، مغامرة للغاية، لكنني لم أعد كذلك حالياً، لقد أصبحت أتحمل المزيد من المسؤولية».

رئيسة المكسيك المنتخبة حائزة الدكتوراه في الهندسة البيئية، وكانت عمدة للعاصمة مكسيكو سيتي التي يزيد عدد سكانها على تسعة ملايين نسمة، وهي يهودية الأصل، حيث كان أجدادها الأربعة من اليهود الذين هاجروا من ليتوانيا وبلغاريا، وتعتبر نفسها امرأة مؤمنة «لكنها لا تنتمي إلى إي دين»، وفقاً لما يقول عنها فريق حملتها الانتخابية.

خلال حملتها الانتخابية لم تفصح عن موقفها من الحرب الإسرائيلية على غزة، لكنها كتبت بعد 7 أكتوبر الماضي على منصة (إكس) «يجب أن ندين أي شكل من أشكال العنف، وخاصة هذا النوع من مهاجمة المدنيين الأبرياء»، ثم أكدت دعمها لحل الدولتين قائلة: «أوافق أيضاً على أنه من الضروري وقف العنف والاعتراف بالدولتين من أجل إيجاد طريقة قوية لتهدئة هذه المنطقة من العالم». فيما دان الرئيس المكسيكي المجازر الإسرائيلية وأيد دعوة جنوب إفريقيا في محكمة العدل الدولية.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/58ftduea

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"