عادي

في ظل الحرب.. بوتين ينظر شرقاً من نافذة فتحها القياصرة على الغرب

00:51 صباحا
قراءة دقيقتين

سان بطرسبرغ - رويترز

في ظل العزلة التي فرضتها عليها الحرب، تتجه روسيا باقتصادها الذي يبلغ حجمه تريليوني دولار لعمالقة مثل الصين والسعودية وربما لزيمبابوي وأفغانستان في منتدى الاستثمار الرئيسي في مدينة سان بطرسبرغ التي بناها القياصرة في الأساس لتكون نافذة على أوروبا.

وأثارت الحرب في أوكرانيا أوسع اضطرابات في علاقات روسيا مع الغرب، منذ أزمة الصواريخ الكوبية عام 1962، وفرضت العقوبات الغربية ثورة في العلاقات الاقتصادية الروسية قلما تحدث.

ومنذ وضع بطرس الأكبر أسس الدولة الروسية الحديثة، وجعل سان بطرسبر عاصمة لها في القرن الـ 18، نظر حكام روسيا إلى الغرب كمصدر للتكنولوجيا والاستثمار والأفكار.

إلا أن حرب أوكرانيا، أجبرت الرئيس فلاديمير بوتين على التحول بنظره نحو آسيا، وبقية العالم غير الغربي وسط ما يقول الكرملين إنه يصل لمستوى الحصار الاقتصادي من الغرب.

ولم تفلح العقوبات في اجتثاث الاقتصاد الروسي، وعززت موسكو علاقاتها مع الصين، والقوى الإقليمية الكبرى في الشرق الأوسط وفي أفريقيا وأمريكا اللاتينية.ومن غير الواضح حجم الأموال التي قد تكون هذه البلدان على استعداد لاستثمارها في الاقتصاد الروسي، وما هي التبعات المحتملة. كما لم يعلن عن أي صفقات ضخمة حتى الآن. لكن المسؤولين الروس يقولون إن هذه مجرد بداية، وإن العلاقات مع الغرب دُمرت لعقود قادمة.

ويشارك في المنتدى رئيسا بوليفيا وزيمبابوي، إضافة إلى 45 مسؤولاً أجنبياً. وغاب عن المنتدى المستثمرون الغربيون والبنوك الاستثمارية الذين كانوا في الماضي يتدفقون إليه للظفر بحصة من الثروة المعدنية الهائلة في روسيا، صاحبة أحد أكبر الأسواق الاستهلاكية في أوروبا.

* التنين الصيني

في مؤشر يعكس تطورات المرحلة، كان جناح «ألفا بنك»، عبارة عن تنين صيني ضخم مزين بأحرف صينية، مع تأكيد على أن ألفا هو «أفضل بنك للأعمال التجارية مع الصين».

كما تجول وفد من حركة طالبان، التي لا تزال محظورة رسمياً في روسيا، بين الأجنحة. واستقطبت الحركة في الأصل عناصر من المقاتلين الذين حاربوا القوات السوفييتية في الثمانينات. ويتمحور المنتدى حول عبارة «الأساس لعالم متعدد الأقطاب هو خلق نقاط نمو جديدة».

وفي حين أظهر الاقتصاد الروسي متانة في مواجهة العقوبات الغربية الصارمة، تواصل الأسعار تسجيل ارتفاعات وسط تضخم الإنفاق الدفاعي.

وبالقيمة الدولارية، عاد الاقتصاد لنفس الحجم الذي كان عليه قبل عقد، ويجد بوتين نفسه في حلقة مفرغة من حرب اقتصادية مع الغرب الذي تفوق قوته المالية بواقع 25 مرة على الأقل قوة روسيا على أساس الناتج المحلي الإجمالي الاسمي.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/4muez6wh

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"