عادي
عبدالله بن زايد يترأس وفد الدولة في «مؤتمر الاستجابة الطارئة لغزة» في الأردن

الإمارات تطالب بنهج استراتيجي لإنهاء معاناة الفلسطينيين

23:55 مساء
قراءة 6 دقائق
عبد الله بن زايد مع بلينكن
1
السيسي وغويتريش خلال الجلسة الافتتاحية للمؤتمر
1
عبد الله الثاني خلال ترؤسه جلسات المؤتمر
1
جانب من الوفود المشاركة في المؤتمر

أكدت دولة الإمارات أن التعامل مع الأزمة الإنسانية التي يعانيها الشعب الفلسطيني الشقيق، وإنهاء معاناته، يتطلب اعتماد نهج استراتيجي شامل لحل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، ينهي دوامة العنف، والكراهية، والتطرف، ويقوم على أساس حل الدولتين، وقيام دولة فلسطينية مستقلة تلبّي كل تطلعات الشعب الفلسطيني المشروعة في الحياة الكريمة، والآمنة، في وقت ترأس سموّ الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية، وفد الدولة في المؤتمر الدولي للاستجابة الإنسانية الطارئة في غزة، الذي انطلقت أعماله، أمس الثلاثاء، في «مركز الملك الحسين بن طلال للمؤتمرات»، بمنطقة البحر الميت في الأردن، بتنظيم مشترك بين المملكة الأردنية الهاشمية، وجمهورية مصر العربية، والأمم المتحدة.

وضم وفد الدولة، إلى جانب سموّه، خليفة شاهين المرر، وزير دولة، ولانة زكي نسيبة، مساعدة وزير الخارجية للشؤون السياسية، وسلطان الشامسي، مساعد وزير الخارجية لشؤون التنمية والمنظمات الدولية. وحضر سموّ الشيخ عبدالله بن زايد، أعمال المؤتمر، والكلمات التي ألقاها الملك عبدالله الثاني، والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش. وثمّن سموّه، دعوة ملك الأردن والرئيس المصري وغوتيريش لعقد هذا المؤتمر، مؤكداً سموّه أهمية بناء حراك دولي فاعل، ومؤثر، ومستدام، لإغاثة الشعب الفلسطيني الشقيق. وأكد سموّه، بهذه المناسبة، أهمية انعقاد هذا المؤتمر الذي يأتي في وقت تعاني فيه منطقة الشرق الأوسط التوتر، وعدم الاستقرار، الأمر الذي أسهم في خلق أزمة إنسانية يعانيها اليوم أكثر من 2.3 مليون فلسطيني، ما يتطلب بلورة استجابة إنسانية دولية فاعلة، ومستدامة لهذه الكارثة الإنسانية.

  • دعم براً وبحراً وجواً

وأضاف سموّه، أن دولة الإمارات لديها التزام راسخ بالوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني الشقيق، وتقديم الدعم الإنساني اللازم له وبكل السبل الممكنة، براً وبحراً وجواً للتخفيف من معاناته. وأشار سموّه، إلى أن العمل الدولي الجماعي هو السبيل لمعالجة هذه الأزمة الإنسانية المتفاقمة، مؤكداً حرص دولة الإمارات على العمل مع كل الأطراف الفاعلة في المجتمع الدولي بهدف توفير الإغاثة الإنسانية اللازمة للشعب الفلسطيني الشقيق، بوتيرة متسارعة، وعلى نحو آمن، ومستدام. وأشاد سموّه، بأهداف المؤتمر الذي يعمل على تحديد الآليات والخطوات الفاعلة للاستجابة الإنسانية، والاحتياجات العملياتية واللوجستية الداعمة لهذا المسار، ما يسهم في خلق استجابة موحدة للأزمة الإنسانية المتفاقمة في غزة. كما أشاد سموّه، بدعم الأمم المتحدة للمؤتمر، مشيراً إلى أهمية تمكين المنظمات الإنسانية الأممية من القيام بمسؤولياتها تجاه هذه الأزمة الإنسانية، بما يسهم في عدم تفاقم المعاناة التي يشهدها سكان قطاع غزة. ولفت سموّه، إلى دور الأمم المتحدة المهم، بالتنسيق مع الأطراف الفاعلة في المجتمع الدولي، لإيجاد أفق سياسي جاد لإعادة المفاوضات لتحقيق السلام الشامل القائم على أساس «حل الدولتين»، مؤكداً الحاجة الملحّة إلى تضافر الجهود، الإقليمية والدولية، لإنهاء التطرف، والتوتر، والعنف في المنطقة، والدفع نحو مسار السلام، والاستقرار، والتنمية، لمصلحة شعوبها.

  • دعوة إلى وقف الحرب

وفي بيان صدر، أمس الثلاثاء، في ختام أعمال المؤتمر، أكدت دولة الإمارات أن الشعب الفلسطيني يستحق اليوم أكثر من أي وقت مضى، حكومة خبراء مستقلين ذوي كفاءة عالية، تعمل بشفافية وباستقلالية، ووفقاً للمعايير الدولية، وتحوز ثقة وتعاون المجتمع الدولي. وأشارت إلى أن انعقاد هذا المؤتمر يأتي في ظل الحرب الإسرائيلية التي تعصف بقطاع غزة منذ ثمانية أشهر، والتي راح ضحيتها أكثر من 36 ألف فلسطيني، معظمهم من النساء والأطفال، وأدت إلى جرح ما يقارب 80 ألف فلسطيني، إضافة إلى تشريد أكثر من 78% من سكان قطاع غزه، وانهيار النظام الصحي، وتفاقم خطر المجاعة، وانتشار الأوبئة، داعية إسرائيل، بصفتها المسؤولة عن هذه الكارثة، إلى وقف فوري لكل الأعمال العسكرية، والتنفيذ الكامل لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، والامتثال لأمر محكمة العدل الدولية، والسماح بدخول المزيد من المساعدات الإنسانية والإغاثية لقطاع غزة، بشكل عاجل، ومستدام، وبلا عوائق. وأكدت دولة الإمارات، أنها تعاملت مع هذه الأزمة منذ بدايتها، وفق عدد من الأولويات الثابتة، أولاً، ضرورة التوصل لوقف فوري لإطلاق النار، والالتزام بحماية المدنيين بموجب القانون الدولي، والقانون الدولي الإنساني، ثانياً ضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى الشعب الفلسطيني في قطاع غزة من دون عوائق أو قيود، وبشكل آمن، وعاجل، ومستدام، ثالثاً، الرفض التام لأي شكل من أشكال محاولات التهجير القسري للشعب الفلسطيني من أرضه، رابعاً، توحيد الجهود الدبلوماسية بما يؤدي إلى وقف الحرب، والتوصل إلى خريطة طريق واضحة وملزمة تفضي لإقامة دولة فلسطينية مستقلة، تعيش في أمن، وسلام، وازدهار، جنباً إلى جنب مع دولة إسرائيل.

  • إغاثة إماراتية غير مسبوقة

وأوضحت أنه بناء على توجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وتماشياً مع نهج دولة الإمارات الإنساني الراسخ تجاه الشعب الفلسطيني الشقيق، سارعت الدولة منذ بدء الأزمة في غزة، إلى تقديم المساعدات الإغاثية والغذائية لسكان القطاع، وإطلاق عدد من المبادرات، وفي مقدمتها عملية «الفارس الشهم 3»، التي قدمت دولة الإمارات من خلالها 33000 طن من المستلزمات والمعدات العاجلة إلى غزة، بما في ذلك المساعدات الغذائية والصحية، ومواد الإيواء، من خلال 319 طائرة، وسبع سفن شحن، وأكثر من 1240 شاحنة؛ كما أنشأت الدولة مستشفى ميدانياً في جنوب غزة، إضافة إلى مستشفى عائم في ميناء العريش المصري، واللذين أسهما في علاج أكثر من 27 ألفاً من المرضى، والمصابين، كما تلتزم دولة الإمارات بعلاج ألف طفل، وألف مريض بالسرطان في مستشفيات الدولة، مع التكفل بكامل نفقاتهم مع مرافقيهم. وجاء في بيان دولة الإمارات، أنه وسعياً لضمان الأمن المائي والغذائي، قامت الإمارات بإنشاء 6 محطات لتحلية المياه تعمل بطاقة 1.2 مليون غالون يومياً لخدمة 600 ألف من أهالي غزة، كما تم إنشاء 5 مخابز آلية لتلبية الاحتياجات اليومية لأكثر من 72 ألف شخص، وبذلك أصبحت دولة الإمارات أكبر مانح للمساعدات الإنسانية لقطاع غزة على المستوى الثنائي.

  • إشادة بمقترحات الرئيس الأمريكي

 من جانب آخر، أوضح البيان أن دولة الإمارات استصدرت خلال عضويتها في مجلس الأمن الدولي، القرار رقم 2720 «عام 2023»، الذي طالب باتخاذ خطوات ملموسة لزيادة تدفق المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، وضمان حماية موظفي الأمم المتحدة والعاملين في المجال الإنساني على أرض القطاع، واستحداث منصب كبير منسقي الشؤون الإنسانية وإعادة الإعمار في غزة، الذي تتولاه السيدة سيغرد كاغ. وأكدت أنه «لا تزال الأولوية القصوى في هذه المرحلة تكمن في تحقيق وقف فوري ودائم لإطلاق النار في غزة، وفي هذا السياق، تشيد دولة الإمارات بالمقترحات التي قدمها الرئيس الأمريكي جو بايدن، مثمّنة هذه المساعي الرامية إلى وقف الحرب وتدعو إلى التعاطي معها بشكل جاد وإيجابي، كما شددت الولايات المتحدة الأمريكية على أهمية التزام إسرائيل بالمسار التفاوضي».

  • غوتيريش: وقف النار وإطلاق الرهائن

من جهة أخرى، دعا القادة المشاركون في قمة الاستجابة للأزمة الإنسانية في غزة، أمس الثلاثاء، إلى تيسير دخول المساعدات وبكميات أكبر إلى القطاع الذي دمرته الحرب، معربين عن دعمهم لوقف إطلاق النار الذي طرحته الولايات المتحدة.

وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، في كلمته أمام المؤتمر «المجازر وأعمال القتل المرتكبة في غزة لا تضاهي من حيث سرعة وتيرتها، وحجمها، أي أعمال ارتُكبت خلال السنوات التي قضيتها كأمين عام». وتابع «لقد آن أوان وقف إطلاق النار، والإفراج غير المشروط عن الرهائن... يجب أن تتوقف هذه الفظاعات». وأضاف «أرحّب بمبادرة السلام التي عرض الرئيس بايدن مؤخراً، خطوطها العريضة، وأحث جميع الأطراف على اغتنام هذه الفرصة والتوصل إلى اتفاق».

ووصف منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، مارتن غريفيث، الحرب في غزة بأنها «وصمة عار على جبين الإنسانية»، ودعا إلى جمع 2,5 مليار دولار لتلبية احتياجات سكان غزة حتى ديسمبر/  كانون الأول المقبل.

  • مساعدات أمريكية للفلسطينيين

وشدد وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن الذي وصل إلى الأردن قادماً من إسرائيل، على أنه في انتظار التوصل إلى اتفاق بين اسرائيل وحماس، ليس هناك وقت نضيعه لمساعدة سكان غزة، وأعلن أن الولايات المتحدة ستقدم أكثر من 400 مليون دولار كمساعدات جديدة. وأعلن رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز، أن بلاده ستقدم 16 مليون يورو.

من جهته، اتهم الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، إسرائيل التي تحاصر قطاع غزة، باستخدام الجوع سلاح حرب. وقال إن «مصر حذرت مراراً من خطورة الحرب على قطاع غزة»، مؤكداً أن «الحلول العسكرية والأمنية لن تحمّل للمنطقة إلا المزيد من الدماء».

وأكد العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني ان «أهل غزة لا يتطلعون إلينا من أجل الكلام المنمق والخطابات، بل إنهم يريدون إجراءات فعلية على أرض الواقع، وهم بحاجة لذلك الآن». وأضاف «يجب أن نكون مستعدين الآن لنشر عدد كاف من الشاحنات لتوصيل المساعدات بشكل يومي، وهناك حاجة إلى مئات الشاحنات داخل غزة، والمزيد من المساعدات لضمان تدفقها المستمر بشكل فاعل عبر الطرق البرية إلى غزة، ولا يمكننا أن ننتظر شهوراً لحشد هذه الموارد، فما لدينا اليوم هو ببساطة بعيد كل البعد عما نحتاجه».

من جانبه، قال الرئيس الفلسطيني محمود عباس «تبقى مسؤولية مجلس الأمن وأطراف المجتمع الدولي كافة، كبيرة في الضغط على إسرائيل، من أجل فتح جميع المعابر البرية، وتسليمها للحكومة (الفلسطينية) الجديدة». وأضاف «فوق كل ذلك، وقبله، لابد من مواصلة بذل الجهود لوقف إطلاق النار بشكل فوري ودائم، وانسحاب جميع القوات الإسرائيلية من قطاع غزة، لفتح المجال لقيام دولة فلسطين واستلامها مهامها كاملة».

(وكالات)

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/2mdzk26f

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"