قصابون جائلون «أون لاين»

00:05 صباحا
قراءة دقيقتين

ونحن نقف على أعتاب عيد الأضحى المبارك، أعاده الله على الأمتين العربية والإسلامية بالعزة والمجد والازدهار، تطفو على السطح ظاهرة دائماً ما نعيشها خلال الفترة التي تسبق الأعياد، إلا أنها هذه المرة، ومع انتشار مواقع التواصل الاجتماعي، أخذت بعداً رقمياً، شأنها شأن العديد من الخدمات التي يجري الترويج لها عبر الشبكة العنكبوتية، حيث اختار «القصابون الجائلون» أن يركبوا موجة العصر الرقمي، ليروجوا ل «سكاكينهم» التي هي عماد خدمتهم عبر «الإنترنت» علهم يجدون من يقبل المخاطرة بأضحيته، ويرهن صحة أهله، لذبحهم الذي تحذر منه جميع بلديات الدولة، التي دائماً ما تؤكد أن هذه الممارسة السلبية تؤدي إلى انتشار الأمراض، وتلوث البيئة، مهيبة بأفراد المجتمع عدم التعامل مع فئة القصابين الجائلين، والتوجه إلى المقاصب لذبح الأضاحي بالطرق الصحيحة، وبإشراف أطباء بيطريين وكوادر فنية مؤهلة ومرخصة.

مكمن الخطورة في التعامل مع القصابين الجائلين يتمثل بعدم التزام هذه العمالة المخالفة بالمعايير الصحية والفنية المتبعة في مقاصب البلديات، وعدم وجود فحص للأضحية قبل الذبح وبعد الذبح من قبل الطبيب البيطري، للكشف عن الأمراض، وغياب الإشراف البيطري، ما يعرض الذبائح للفساد السريع، جراء الملوثات الخارجية، مثل الأتربة، والحشرات، وعدم نظافة أدوات القصاب المستخدمة، وافتقار أماكن الذبح المستخدمة للنظافة، حيث تجري في العادة على الأرض أو الرمل، ما يؤدي إلى انتشار الحشرات والقوارض، إلى جانب عدم قيام القصاب الجائل بذبح الأضحية وفقاً لأحكام الشريعة الإسلامية، كالتسمية والتكبير ونطق الشهادتين، علاوة على أن العمال الذين يقومون بالذبح غير لائقين صحياً وقانونياً، وليس لديهم أي فكرة عن مبادئ الصحة والسلامة العامة.

الأضحية ليست بالشيء الصعب، فالمقاصب منتشرة في مختلف إمارات ومدن الدولة، وإسعاد المتعاملين وخدمتهم دفع بالبلديات إلى توفير خدماتها للمستهلكين، بأسعار رمزية ومناسبة، إلى جانب إتاحتها تطبيقات ذكية لطلب الأضاحي، مع توفير خدمة التوصيل إلى المنازل، وهو ما يصب جميعه في خانة رفع سقف الوعي بخطورة الذبح العشوائي وتبعاته، لغايات القضاء على الظاهرة.

العيد فرحة للصغار والكبار، وهفوة صغيرة يمكن أن تحيله إلى حزن وكمد، وعليه من الضروري أخذ الحيطة والحذر والابتعاد عن كل ما من شأنه أن ينغص علينا سعادتنا. ومن باب أن الشيء بالشيء يذكر، فمن الضروري أيضاً الابتعاد عن الألعاب النارية، التي تمثل خطراً كبيراً على الصغار، وهنا يجب على أولياء الأمور التحلي بالوعي واتخاذ مواقف إيجابية بتوعية أبنائهم من مغبة استخدام الألعاب النارية بمختلف أنواعها وإرشادهم إلى وسائل ترفيهية أخرى، وإعطاء الأولوية للسلامة فوق كل شيء.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/2zw2jcf

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"