طريق حافل بالعمل والجهد

00:10 صباحا
قراءة دقيقتين
صباح الخير

قبل ثلاثة وخمسين عاماً، كانت هذه الأرض الشاسعة، مناطق متفرّقة، فصلها الحكم البريطاني، لتكون إمارات سبعاً، كل منها تمارس قوانينها وحياتها منفصلة عن الأخريات، رغم أن الأرض واحدة، وشعوب هذه الإمارات، جذورها القبلية والأسرية، متقاربة جداً، إن لم تكن واحدة.. والاختلاف كان بالمسمّى الثاني الذي يلي اسم القبيلة.. فضلاً عن علاقات المصاهرة والتواشج على كل الصّعُد..

لكن حكمة الراحل المغفور له، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، وإخوانه الحكام، ورؤيتهم الثاقبة لمستقبل هذه الأراضي التي كانت صحارى قاحلة.. حفّزتاهم على التفكّر العميق، والرؤية البعيدة، واستشراف القادم من الأيام..

فكان القرار التاريخي في الثامن عشر من يوليو/ تموز، عام 1971، بتوقيع «وثيقة الاتحاد» ودستور الإمارات، وأعلن فيه بيان الاتحاد، والاسم الرسمي لدولة الإمارات العربية المتحدة، ليكون خطوة نحو طريق طويل حافل بالعمل والجهد والتعب، ليكون يوم الثاني من ديسمبر/ كانون الأول، من العام نفسه، عام 1971، إعلان قيام اتحاد الإمارات.

هذا التوقيع، وهذا الدستور، كانا منهجاً عميقاً بعيد الرّؤى لدولة كان هدفها الأسمى والأعلى هناء مواطنيها، وأمانهم، وراحتهم، وتحويل هذه الأراضي الجرداء القاحلة، جناناً خضراً وارفة، ومساحات شاسعة تضمّ كل ما يضفي عليها عناوين الحضارة، بكل أبعادها من عمران، وطرق، وشوارع، ومؤسسات لكل تفاصيل الحياة.

هذا الإنجاز، كان دولة وصلت بتميّزها إلى مستويات عالمية، وتصدّرت كثيراً من المراكز في عدد من المجالات المهمة، بناء، وإنشاء، وعلماً.

فكانت هذا الاتحاد، منبراً تحاول الاقتداء به، وتمثّله كثير من الدول في قارات العالم.. ولذا كان الفخر بهذا الإنجاز يوم أمس الأول، بتوجيه صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، باعتماد الثامن عشر من يوليو، من كل عام «يوم عهد الاتحاد»، احتفاء باجتماع إعلان الاتحاد، وإعلان الدستور «لأنه أحد الأيام المهمة في تاريخ دولة الإمارات..»، كما قال صاحب السموّ رئيس الدولة.

وسيكون ««يوم عهد الاتحاد» مناسبة نستذكر خلالها محطات المسيرة المباركة لوطننا، ونستلهم منها الدروس والعبر، للحاضر والمستقبل، ونجدّد العهد، مع الله تعالى، ثم أنفسنا وشعبنا في اليوم الذي وضع فيه زايد وإخوانه ميثاق الاتحاد.. أن تظل راية دولة الإمارات خفاقة، وتبقى وحدتنا السياج الحامي لمسيرتنا». كما أكد سموّه.

يوم العهد.. كل يوم نجدّد فيه الولاء والمعاهدة على أن هذا الوطن يستحق كل الجهد للحفاظ على منجزاته، وتبوّئه أعلى المراكز في كل المجالات.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/289cwv5y

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"