بيروت: «الخليج»، وكالات
تصاعدت حدة المواجهات بين «حزب الله» وإسرائيل على الحدود الجنوبية للبنان، أمس الخميس، وشن حزب الله «هجوماً كبيراً بالمسيرات والصواريخ على شمال إسرائيل والجولان السوري المحتل استهدف تسعة مواقع وقواعد عسكرية، ما أدى إلى وقوع إصابات واشتعال الحرائق في أكثر من 15 موقعاً، في وقت توعدت إسرائيل بالرد، وأعلن الجيش الإسرائيلي أنه أكمل استعداداته للقتال البري واجتياح لبنان، بينما أعربت واشنطن عن قلقها من التصعيد وسط مخاوف من اندلاع حرب مفتوحة بين الجانبين.
وأعلن «حزب الله» أنه أطلق أكثر من 180 صاروخاً و30 مسيرة تجاه 15 موقعاً إسرائيلياً، أمس الخميس. وقال الحزب إن «هذا هو الهجوم الأكبر والأشمل منذ أكتوبر الماضي، ويهدف إلى ردع إسرائيل». وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية، أنّ صفارات الإنذار دوّت لأكثر من نصف ساعة من دون توقّف، في عدد كبير من مستوطنات الشمال، بعد إطلاق صواريخ من جنوب لبنان.
وأعلنت صحيفة «معاريف» الإسرائيليّة، إطلاق 180 صاروخاً من جنوب لبنان، ما أدى إلى اندلاع 15 حريقاً في الجولان والجليل الأعلى. وأشارت وسائل إعلام الإسرائيلية أخرى، إلى سقوط صواريخ في مستوطنة روش بينا، وفي شمير. كما كشفت أنّ صاروخاً أصاب هدفاً بشكل مباشر في صفد، ما أدّى إلى اندلاع حريقٍ كبيرٍ. ولفتت إلى إصابة إسرائيليين في مستوطنة كتسرين في الجولان المحتلّ. وأضافت وسائل الإعلام الإسرائيلية، أنّ أضراراً مباشرة لحقت بأحد المباني في كيبوتس يرؤون.
من جهة أخرى، قال الجيش الإسرائيلي في بيان:«متابعة للإنذارات في الشمال في الساعات الأخيرة، تم رصد إطلاق نحو 40 قذيفة صاروخية نحو منطقة الجليل والجولان، حيث تم اعتراض بعضها من قبل الدفاعات الجوية. كما سقطت بعض القذائف في مناطق مفتوحة وأسفرت عن اندلاع حرائق». وقال المراسل العسكري للقناة 14 إنه«خلافاً لما قاله المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي فإن «حزب الله شن هجوماً مشتركاً استمر لمدة نصف ساعة، أطلق خلاله نحو 180 صاروخاً وطائرة بدون طيار وصواريخ مضادة للدروع».
وتداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي مقطعاً مصوراً يظهر فيه الجيش الإسرائيلي وهو يقوم بإلقاء قذائف من لهب تجاه الأراضي اللبنانية، لإشعال حرائق فيها باستخدام وسائل بدائية. ويظهر في الفيديو جنود الجيش الإسرائيلي وهم يقفون خلف الجدار الفاصل بين لبنان وإسرائيل ويستخدمون منجنيقاً لإلقاء قذائف اللهب على لبنان. وقد سخر النشطاء على منصة «إكس» من الجيش الإسرائيلي، وكتب أحدهم: «الجيش الأخلاقي يحرق الأراضي اللبنانية بمقلاع داود».
وفي سياق متصل، حمل المتحدث باسم الحكومة الإسرائيلية، ديفيد منسر لبنان و«حزب الله» المسؤولية الكاملة عن تدهور الأمن على طول الحدود، وقال:«سنعيد الأمن على حدودنا الشمالية سواء عبر الجهود الدبلوماسية أو بغيرها». ونقلت وكالة «رويترز» عن مسؤول أمريكي تأكيده أن واشنطن«تسعى إلى منع تحول الوضع على الحدود اللبنانية إلى حرب شاملة»، مشيراً إلى أنها «تشعر بالقلق الشديد حيال التصعيد على الحدود الإسرائيلية اللبنانية».
