دعا مسؤول روسي رفيع إلى تطبيق مبدأ «العين بالعين» وتحويل حياة الغرب إلى «كابوس»، فيما رأت وزارة الخارجية الروسية أن كل ما يفعله حلف الأطلسي «الناتو» الآن هو تحضير لصدام مع روسيا، وحذرت فرنسا من الانزلاق نحو صدام مباشر في أوكرانيا، وشددت على أنها سترد بشكل مناسب وصارم على سياسة المواجهة التي تفرضها الولايات المتحدة، فيما اتفق قادة دول مجموعة السبع الصناعية الكبرى على استخدام الأصول الروسية المجمدة لمساعدة كييف.
فقد دعا نائب رئيس مجلس الأمن الروسي دميتري ميدفيديف، إلى الرد على العقوبات الغربية بمبدأ «العين بالعين»، وتحويل حياة الغرب إلى «كابوس كامل» وإلحاق أكبر قدر من الضرر بالدول غير الصديقة. وأضاف في منشور بقناته الرسمية على تطبيق «تليغرام»، أن روسيا تعلمت بالفعل كيف تعيش وتتطور في ظل العقوبات الغربية، التي «تقاس بعشرات الآلاف الآن»، ومع ذلك، فمن الضروري، وفقاً له، الرد عليها بشكل عاجل، لأن الولايات المتحدة وتوابعها «أعلنوا حرباً بلا هوادة على روسيا، ولا توجد قواعد تتعلق بالعدو! فليتلقوا منا بالكامل الضرر الذي ألحقوه بروسيا، وبأقصى درجة من الإيلام». ودعا إلى شل عمل شركاتهم ووكالاتهم الحكومية، والعثور على مشكلات في أهم تقنياتهم وضربهم بلا رحمة، وتدمير خدماتهم في مجالات الطاقة والصناعة والنقل والخدمات المصرفية والاجتماعية. وأكد أن هذا سيضر «بالاقتصادات الغربية ومؤسساتها وحكامها، ويضر برفاهية مواطنيها، وثقتهم في المستقبل».
من جانبه، صرح نائب وزير الخارجية الروسي ألكسندر غروشكو في مقابلة صحفية، بأن جميع تصرفات حلف «الناتو» الآن ما هي إلا تحضير لصدام محتمل مع روسيا. وقال: «تشير التدريبات التي تُجرى على وجه التحديد إلى أن جميع المفاهيم الأمنية الآن مبنية على هذا الأساس، وقد تم التخلي عن التعاون وعاد الناتو إلى الترتيبات الأمنية للحرب الباردة».
وقال السفير الروسي لدى واشنطن أناتولي أنطونوف، إن روسيا سترد بشكل مناسب وصارم على المواجهة التي تسعى الولايات المتحدة لفرضها، رغم أن موسكو تظل مستعدة للحوار على قدم المساواة.
وفي وقت سابق يوم الأربعاء، أعلنت الولايات المتحدة فرض عقوبات جديدة تشمل بورصة موسكو وفروع شركاتها، في خطوة تزعم واشنطن أنها ترمي إلى تعقيد التعاملات بمليارات الدولارات، بالإضافة إلى كيانات مشاركة في ثلاثة مشاريع للغاز الطبيعي المسال.
وقالت المتحدثة باسم الخارجية الروسية، إن فرنسا تتورط بشكل متزايد بالصراع في أوكرانيا، ما يجعل احتمال حدوث صدام مباشر مع روسيا أمراً وارداً. وقالت إن «عواقب ذلك على الأمن، لا تترك انعكاساتها على أوروبا وحدها، وإنما على العالم برمته».
على صعيد آخر، اتفق زعماء مجموعة السبع، أمس الخميس، خلال قمتهم في إيطاليا، على قرض جديد لأوكرانيا بقيمة 50 مليار دولار باستخدام فوائد الأصول الروسية المجمدة. وقال مسؤول رفيع في إدارة الرئيس جو بايدن «توصلنا إلى تفاهم سياسي على أعلى المستويات بشأن هذا الاتفاق. وسيتم تخصيص 50 مليار دولار هذا العام لأوكرانيا».
وصرحت وزيرة الخزانة الأمريكية جانيت يلين بأن اقتراح واشنطن تقديم قرض لأوكرانيا يتم سداده من عائدات الأصول المجمدة الروسية، لا يستبعد اتخاذ مزيد من الإجراءات ضد هذه الأصول.
(وكالات)
