بعض الموظفين يبدعون في رسم البسمة على وجوه المتعاملين، بتعاملهم وبالبيئة التي يستقبلونهم بها، وبأجواء مكاتبهم، فيدخل العميل مبتسماً يقرأ التعليمات التي كتبت بصيغة فكاهية، إلى أن يصل إلى دوره في الخدمة، وقد انتهى من قراءة كل التعليمات، وأصبحت تفاصيل متطلبات الخدمة واضحة له، وحتى الذي كان يريد الخدمة على نحو عاجل، كما هو شأن جميع المتعاملين، حين يدخل إلى تلك الأجواء، يبتسم ويبقى هادئاً إلى أن يحين دوره، ليغادر وقد أكمل مهمته التي قد جاء بسببها بهدوء وسلام ورضا.
نريد أن ننسخ أمثال أولئك الموظفين في كل مكان، خاصة في أماكن الخدمة، التي رغم انتقال أغلبها إلى التطبيقات الذكية، فإنها ما زالت تستقبل المتعاملين، خاصة حين يكون هناك عطل في النظام، وتحصل في مرات عدة، فيما بعض الموظفين على العكس تماماً، وقبل أن يستمع للعميل يحيله للنظام الإلكتروني، ليقدم في وقت آخر، وإذا لم يعمل لديه النظام يحضر مرة أخرى ويخصص يوماً آخر كذلك لمراجعة الموظف نفسه، أي تحمل المتعامل يومين من وقته لإتمام خدمة واحدة، رغم أن تلك الخدمة تحولت إلى التطبيق الإلكتروني بين الجهة الحكومية المحلية والجهة الحكومية الاتحادية، إلا أنها ما زالت تطلب يدوياً من المتعامل ليحضرها لإتمام معاملته.
أي ما زال الربط الإلكتروني لم يطبق بين الجهتين، رغم وجود مقدماته، ولم تصفر البيروقراطية بعد. ونحتاج إلى مدة زمنية غير معلومة ليتم الربط، ويقتصر على إنجازه عبر التطبيق، وهنا بعضهم يتفنن في إزاحة المتعامل من أمامه، خاصة في الأيام الحرجة التي تأتي قبل الإجازات، ومقولة «تعال بعد العيد» دارجة قبل كل الأعياد، لدرجة أن معظم المتعاملين يؤخرون معاملاتهم لبعد العيد تجنباً لحضورهم من دون فائدة، فيما الموظف الحريص، كتلك الموظفة التي تحدثت عن فئتها في البداية، تنجز مهامها بالوقت فوراً، وتتواصل مع الموظفين لينجزوا مهامهم المرتبطة بمعاملات المتعاملين بالحين والساعة، كي لا تتراكم ولا يتأخر العميل عن إنجاز معاملته.
فتحية خاصة لأولئك الموظفين الذين يستحقون فعلاً أن يضرب لهم سلام تحية وتقدير لأدائهم الوظيفي، خاصة قبل العيد وبدء الإجازات، ومنهم موظفة التقارير الطبية في «مستشفى إبراهيم بن عبيد الله»، التي حوّلت مكتبها رغم صغر مساحته، إلى مكان رحب، بطبية تعاملها وبأجواء مكتبها التي تدخل البهجة والسرور على قلوب المتعاملين، والمتفهمة لنفسيات متعامليها أثناء طلب التقارير الطبية، سواء كانت لهم أو لأقاربهم المرضى.
