عادي
أكدوا أن الإمارات تتبنى رؤية لمواكبة الثورة الرقمية

خبراء: مستقبل الخدمات الحكومية يتميّز بالمرونة والاستباقية

01:43 صباحا
قراءة 7 دقائق

تحقيق: سارة البلوشي

تقود حكومة الإمارات طريقاً لمستقبل مشرق نحو الاستدامة والتطوير الشامل، برؤية طموحة تجمع بين الابتكار التكنولوجي وتبنّي سياسات تعزز التنمية الاقتصادية.

وعبر رؤيتها الاستباقية، تولي الدولة اهتماماً خاصاً بتطوير مهارات الشباب الذين يمثلون طاقة حية ومحرّكة للتغيير، كما تتبنّى الحكومة برامج تشجيعية للشباب لإشراكهم في صنع القرار والتنمية محلياً ودولياً، فضلاً عن تمكين المرأة للإسهام بفعالية في بناء مستقبل مزدهر.

وفي استطلاع أجرته «الخليج»، تحدث متخصصون وخبراء عن استشراف الأفضلية لبناء مستقبل الأجيال القادمة، وذلك بالتحفيز على القراءة والتعلم المستمر، وأكدوا أن الحكومات ستعتمد مستقبلاً على التكنولوجيا والبيانات في صنع القرار مع التركيز على الشفافية والتفاعلية.

الصورة

أكد محمد أحمد المرّ، رئيس مجلس إدارة مؤسسة «مكتبة محمد بن راشد آل مكتوم»، ضرورة تضافر الجهود لتعزيز الكفاءة وتحقيق الاستدامة وتحسين الخدمات العامة، بضمان بناء مستقبل أفضل للأجيال القادمة، لاسيما وأنه من المتوقع أن تكون الحكومات مستقبلاً أكثر اعتماداً على التكنولوجيا في صنع القرار مع التركيز على الشفافية والتفاعلية مع المواطنين.

وأكد أن تحفيز الشباب على القراءة والتعلم المستمر والاطلاع على المعرفة السابقة للأمم، عنصر مهم في تحقيق نجاحهم المستقبلي، ومن هنا نجد دور القراءة في توسيع آفاق الفهم وتغذية الفضول الفكري لديهم، إلى جانب إبراز قيمة هذه المعرفة المتنوعة وأهميتها في عالمنا وحضارتنا ونهضتها، بحيث تصبح المعلومات الواسعة والمتعددة الجوانب أداة قوية للتقدم والابتكار.

وأكد أن المكتبات العامة تقود المستقبل، فحاضرنا ومستقبلنا مبني على اكتساب المعرفة من الماضي وتطويرها، لذلك تسهم هذه المكتبات بدور حيوي في مواكبة التطورات التكنولوجية، في ظل ما توفره من الوصول إلى الموارد والمصادر المتعددة، إلى جانب برامجها في تمكين الأفراد وتطوير مهاراتهم الرقمية.

الصورة
  • قصص ملهمة

أشار محمد أحمد المرّ، إلى أبرز الطرائق لتحفيز الشغف والإبداع والتطوير، وهو تقديم قصص نجاح حقيقية وملهمة، ومشاركة تجارب أولئك الذين استفادوا من معرفتهم المتنوعة، لبناء مسيرة ناجحة يمكن أن تكون حافزاً قوياً للشباب، فضلاً عن العمل على تحفيز التوجه نحو إنشاء نوادي تركز على موضوعات تنمّي جوانبهم المبدعة، وحثّهم على قراءة كتب متنوعة، تسهم في خلق بيئة تشجع على المناقشة وتبادل الآراء التي تشجع الشباب على استكشاف آراء مختلفة، وتطوير قدرتهم على التحليل والنقد البنّاء.

وأضاف المرّ: «علينا كذلك العمل على توفير مصادر قراءة متنوعة، سواء في المكتبات العامة أو على منصات القراءة الرقمية، بما يسهم في سهولة وصول الشباب إلى مجموعة واسعة من المعلومات والمعرفة، إلى جانب الربط بين القراءة والأهداف المهنية، لتحفيز الشباب وجذب اهتمامهم، لاستكشاف موضوعات جديدة وتعلمها».

ولفت إلى، أنه يجب على المؤسسات وخاصة التعليمية، العمل على تشجيع الأطفال والشباب على تبنّي موقف إيجابي تجاه التعلم الذاتي والتطوير المستمر، واستخدام القراءة أداةً قويةً للمساعدة على وضع أساس قوي للنجاح في الحياة المهنية والشخصية.

وأوضح، أن العالم يسير بخطى متسارعة نحو العصر الرقمي، وتشكّل المكتبات العامة بشكل عام في هذا الوقت، وعاءً للحفاظ على المعرفة ومنارات للإبداع الفكري والأدبي، ونحن في المكتبة، جزء لا يتجزّأ من المجتمع والعالم من حولنا، نسهم بدور رئيسي في تغذية العقول، وتوسيع الآفاق الثقافية لدى أفراد المجتمع.

  • رؤى وتوجهات

أكدت الدكتورة موزة غباش، رئيسة مؤسسة «رواق عوشة بنت حسين الثقافي»، أن المواطنين يدركون دائماً، وبوضوح شديد، الفارق بين الحكومة الجيدة والحكومة غير الجيدة، لأن ذلك يؤثر بشكل حاسم في نوعية حياتهم، لكننا نحن في الإمارات، حظينا بحكومة تسبق العالم أجمع، في الاهتمام بحياة الناس ومتطلّباتهم واحتياجاتهم، كما أنها تمكنت من رؤية المستقبلَيْن القريب والبعيد، وراحت تواكب في تحديثاتها الدائمة كل متطلبات المستقبل، خاصة في ظل الثورة الصناعية الخامسة.

وقالت: «كوني عالمة اجتماع، أرى أن الحكم الرشيد في الإمارات، قضية راسخة خالدة منذ ولادة أول حكومة إماراتية عام 1971، وكما نرى جميعاً، فإن استشراف المستقبل الذي تقوده حكومة الإمارات دفع لمواكبة الثورة الرقمية، فأصبحت لدينا حكومة ذكية تسعى لإسعاد المتعاملين وتضع لوائح تحتم على كل موظف وإدارة في الحكومة بذل أقصى الطاقات والقدرات والمهارات، ليرفع تصنيف دائرته إلى الأعلى، الذي انعكس مباشرة على كل مستويات حياة الناس.

وأوضحت، أن هناك فجوة صغيرة بين رؤية القيادة الحكيمة الرشيدة التي قرأت وتدرك المستقبل بوضوح ولديها خطة استراتيجية عميقة لتحقيق أعظم الإنجازات، وإدارات بعض المؤسسات التي لم تدرس رؤية القيادة وخططها دراسة عميقة، ويستلزم ذلك المزيد من الشفافية لدفع هؤلاء، وهم قلة قليلة، لمراجعة واجباتهم الأساسية، وتحديث وتطوير مبادراتهم وقراراتهم عبر بحوث ودراسات توضح لهم خارطة الطريق التي رسمتها القيادة الحكيمة، وأن لا يعتقدوا بأن مواكبة الأدوات والتقنيات المتغيرة أمر معقد وشائك ومكلف، فمثلاً ستواجه حكومات المستقبل تحدي أمن البيانات وحمايتها من المخاطر التي تؤثر في أمن المجتمعات، ولذلك كلّما تخلف أحد عن تقديم بعض الخدمات الحكومية الذكية والإلكترونية، سيتسبب ذلك في عدم سعادة المتعاملين.

وأضافت: «أرى أننا بحاجة إلى المزيد من الاستثمار في تحسين الثقافة الرقمية لدى سكان الإمارات من مواطنين ومقيمين، سواء بطرح أفكار ورؤى مثل: عمل شبكات للبنية التحتية في المناطق البعيدة عن المدن الرئيسية، بوضع أكشاك خدمة حكومية ذكية أو عمل مبادرات نوعية، لبثّ الوعي المجتمعي بجميع الخدمات الحكومية الذكية وتشجيع الجميع وتدريبهم على استخدامها».

  • تعزيز الجاهزية

أكدت موزة المسافري، مديرة «مركز رأس الخيمة الإبداعي» التابع لوزارة الثقافة، حرص الإمارات على تطوير جيل جديد من الخدمات الحكومية، يتميز بالمرونة والاستباقية، وتمكّن الحكومات وتعزز الجاهزية لمتطلبات المستقبل، ببناء خبرات وتجارب استثنائية في العمل الحكومي، وتطوير العلاقة بين القطاعين الحكومي والخاص، وإعادة بناء وتشكيل منظومة المهارات التكنولوجية والرقمية للموظفين على أسس مستقبلية، لتمكينهم من المشاركة الفاعلة في تصميم أفضل الخدمات المستقبلية وتقديمها.

وأوضحت، أن تمكين الحكومة مدعوم برؤية استشرافية وتجربة استثنائية في تعزيز الجاهزية للمستقبل وبنية تحتية رقمية متقدمة، وفريق عمل حكومي متفانٍ ومجتهد.

ولفتت إلى، تنظيم الإمارات ل«القمة العالمية للحكومات» التي تجمع على منصتها آلاف المسؤولين والقادة والخبراء ومستشرفي المستقبل وروّاد القطاع الخاص العالمي، لمشاركة الرؤى وتبادل المعارف وبناء الشراكات الهادفة إلى تعزيز الجاهزية وصناعة مستقبل أفضل للأجيال القادمة، وإطلاق صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، برنامج «تصفير البيروقراطية»، الحكومية لإعادة هندسة خدمات الوزرات الحكومية لتقليل إجراءاتها في الخدمات.

  • حكومات رشيقة

قال الدكتور محمد عايش، أستاذ الإعلام والاتصال في الجامعة الأمريكية بالشارقة، إن حكومات المستقبل رشيقة وتتميز بالحركية والمرونة، وسرعة الاستجابة للتحولات، وتؤكد قيم الابتكار وتعزز الإبداع، وتأخذ بنواصي التطور العلمي والتكنولوجي، وتعزز المعرفة ذخراً استراتيجياً ومورداً من موارد القوة، كما أنها تعنى بالشباب وتنمي إبداعاتهم ومواهبهم، وتفسح المجال أمامهم ليكونوا قادرين على الإسهام في بناء وطنهم وتنمية مجتمعهم.

وأضاف: إنها أيضاً حكومات تنشر السعادة بين مواطنيها، وتوفر لهم شروط الحياة الكريمة، وفق معايير عالية، وتتبنّى قيم التسامح، والعيش المشترك، وتعزيز التنوع الثقافي، والأخوة الإنسانية، مثلما أنها تحافظ على ثوابت مجتمعها، وعلى تماسك الأسرة والمجتمع، وتنمّي الهوية الوطنية واللغوية والثقافية، وقيم الانتماء والمشاركة، بين أبنائها.

فيما أكد الدكتور إبراهيم الحوسني، المدرس السابق بجامعة عجمان، أن الحكومات لكي تحكم وتدير وتستمر، عليها في المستقبل تبنّي كل التطورات التكنولوجية الدقيقة منها والعملية، الظاهرة منها والمستترة، وتطويرها، ومتابعة المتطورة منها والسلبية والإيجابية، وسنّ القوانين المرنة التي تحكم كل ذلك، لكن بالحدّ الخلّاق من بيروقراطية العمل الإداري، وفي الوقت نفسه، تأمين كل ذلك إلى أقصى حد تقنياً وبشرياً.

وأوضح، أن تكنولوجيا الذكاء الصناعي، كما يبدو، هي التوجه الجديد في كل المجالات الأدبية، والصناعية والاقتصادية والثقافية، وحتى السياسية، وإغفال التطورات فيها، مثلاً، يعني تخلف الحكومة التي لن تعيرها الاهتمام والدراسة والتبني والتطوير، والابتكار فيها وكيفية تأمينها، وإيجاد الأمان في استخدامها ومواجهتها، والحدّ من تبعات الخروق منها وباستخدامها بشكل سلبي، أو لا أخلاقي أو لا إنساني، أو لا قانوني، أو حتى غير كفء مهنياً.

وقال: إن هناك تكنولوجيات ونظم جديدة ضمنها تحتاج منّا المتابعة الدقيقة لكيفية استثمارها وانتشارها وتجاوز التخلف في متابعتها بعد رصدها وإيجاد الحلول السريعة لتفادي مخاطرها، وأشار إلى، أنها حكومة التحدي التقني والقانوني والتنظيمي، والثقافي، والإدارة المرنة والإنسانية في الوقت نفسه.

  • تسارع الذكاء الاصطناعي

ذكر الدكتور سيف الغيص، أن الحكومات هي العلامة للمستقبل، يجب أن تتّسم بسمات التمثيل الديمقراطي، وأن تسودها ميزة التعاون في القضايا العالمية المشتركة مثل: تغيرات المناخ والسلام العالمي وحماية حقوق الإنسان والبيئة، كما يجب على حكومات المستقبل أن تعطي الأولوية للشفافية والمساواة والشمولية، حتى نضمن أن يكون هناك حكم عادل ومنصف على نطاق عالمي. كما أن من واجب الحكومات المستقبلية أن تواكب نمط التسارع في استخدامات الذكاء الاصطناعي، حيث لا مفرّ من أهمية استخدام التكنولوجيا التي توازيها وأهمية الاستدامة.

وقال: إنه أصبح من الضروري أن يشارك مواطنو الدول حكوماتهم ويؤدوا أدواراً أساسية وحاسمة في تشكيل حكومات المستقبل لكي ينهضوا بها، وأنّ لجيل الشباب المساحة المتاحة للإسهام في الحكومات المستقبلية بالمشاركة في الأنشطة المدنية والتصويت، والدفاع عن القضايا التي تهمهم وتهم الوطن، وعليهم أن يطرحوا وجهات نظر حيادية وموزونة وجديدة في مناقشات السياسات.

وأضاف، أنه باحتضان التكنولوجيا والابتكار لبناء مجتمعات مستدامة، يمكن أن يكون لهم دور حيوي في تشكيل السياسات أيضاً، من أجل مستقبل أكثر استدامة وشمولاً للنهوض بأوطانهم.

  • تعزيز الشفافية

قال جاسم البلوشي، عضو مجلس إدارة نادي الفجيرة للشطرنج والثقافة، رئيس مجلس الفجيرة للشباب الأسبق: إن مستقبل الحكومات سيكون مبنياً على التكنولوجيا المتطورة، والحكومات الناجحة مستقبلاً هي التي تجيد القدرة على التكيف مع التقنيات الجديدة وتعزيز القدرات الرقمية لديها وتعزيز الشفافية وفتح البيانات للجمهور، من أجل تقديم خدمات متميزة وفعّالة للمواطنين والمقيمين.

وقال: يُتوقع من الحكومات أن تكون أكثر تكيفاً من السابق، وستتبنّى التحول الرقمي وتستفيد من التقنيات الجديدة لتلبية الاحتياجات والتطلعات، مثل الذكاء الاصطناعي وتحليل البيانات الضخمة.

وأوضح، أن المطلوب من الحكومات تبنّي الأساليب الحديثة والمرنة في العمل، مثل العمل عن بُعد وغيرها من الأساليب التي تعمل على زيادة التفاعل بين الموظفين، وتبنّي سياسات فعّالة لتعزيز الرقابة والمساءلة لتحقيق الشفافية، وتطوير استراتيجيات الاستدامة وتوجيه الاستثمارات نحو مجال الابتكار والتكنولوجيا لتصبح قادرة على التكيف ومواكبة التكنولوجيا المتطورة.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/2r8ykhxv

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"