كل عام وآباؤنا بخير

00:10 صباحا
قراءة دقيقتين
صباح الخير

كثيرة هي الأيام التي تحتفل بها دول العالم، تكريماً للمحتفى بهم، وتقديراً للدور الذي يقومون به لخدمة مجتمعاتهم، أو للإضاءة على أهميتهم، إلا أن يومنا هذا لا يشبه غيره، حيث المحتفى به، يقدم الغالي والنفيس بفطرةٍ وُلِدَ عليها، فيعمل لراحة الجميع، ويبذل الجهد دون انتظار لكلمة شكر، فهو واجبه الذي لا يملّ منه، ينهض في الصباح الباكر متزوداً بالعزيمة، وطالباً العون من الله لا أحد سواه، حتى يمده بالصحة والعافية، ليمضي في الطريق المقدر له، والهدف الذي خُلق من أجله، حيث بناء الأسرة والحفاظ عليها وتوفير متطلباتها ورعاية الأبناء وتعليمهم، وأدوار غيرها لا تُعدّ ولا تُحصى.

إنه الأب، الذي يحتفل العالم بيومه في الأحد الثالث من شهر يونيو من كل عام، السند الذي إن غاب أوجع القلب فراقه، واهتزت أركان البيت عند مرضه، الشمعة التي تذوب شيئاً فشيئاً حتى تنير دروبنا، الأمان الذي يخيم على حياتنا، مع أنفاسه الطاهرة، التي تبعث الحياة في أرجاء دنيانا، التي لا تحلو بغير وجوده، مبعث الفخر، والباذل الغالي والنفيس، والمفني حياته لإسعاد من حوله، عمود المنزل، والحارس الأمين لكل من حوله.

يوم الأب ليس مجرد مناسبة لتقديم الهدايا، بل تذكير بأهمية دوره في الأسرة والمجتمع، ووقت للتفكير في التضحيات التي يقوم بها الآباء من أجل رفاهية أسرهم، وللتأكيد أن وجودهم ودورهم لا يمكن أن يُستبدل، وفرصة للاعتراف بالجهود التي يبذلونها في حياة أبنائهم وأسرهم، نظراً للدور الذي يلعبونه في تنمية شخصية أبنائهم، من خلال توفير الحب والتوجيه والدعم المالي والعاطفي، علاوة على مساهمتهم في بناء أساس قوي للقيم والأخلاق التي يستند إليها الأبناء في حياتهم المستقبلية.

في يوم الأب، تتذكر الإمارات والدها، وقائدها المؤسس، «أبونا زايد» الذي وإن أوجعنا غيابه، فإن ذكراه لا تزال حية في القلوب، فالمغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، كان ولا يزال رمز الوحدة والقيادة الحكيمة، ومن حوَّل الإمارات من صحراء قاحلة إلى واحدة من أكثر الدول تقدماً وازدهاراً في العالم.

في هذا اليوم، نترحم على «أبونا زايد» الذي أكد صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، أننا لا نزال نرى فيه الوطن والأب والمعلم، بما تركه لنا من إرث عظيم لا يزال حياً في قلوبنا، كما نحتفي بآبائنا أمدهم الله بالصحة والعافية، وجزاهم عنا خيراً في الدنيا والآخرة.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/bdecvbaj

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"