عادي
صيفنا قراءة

جمال مطر: تأسرني حكايات التراث

15:28 مساء
قراءة 3 دقائق
جمال مطر

الشارقة: جاكاتي الشيخ
في حديث حول عاداته الصيفية في القراءة يقول الإعلامي والكاتب جمال مطر: «ليست لدي أي عادات خاصة بالقراءة في الصيف، خاصة أن الوقت في جيبي وأنا في إجازة وأعبائي قليلة، لكن أحياناً أقرأ كتاباً لأنني أحب مؤلفه أو أحب سيرته، فالكاتب هو من يدعوني لقراءة كتبه، كما أن المزاج العام هو الذي يحدد ماذا نقرأ».

ويؤكد مطر أنه يفضل قراءة الروايات أكثر من غيرها، بالإضافة إلى كتب التراث، بما يحمله من حمولات حكائية، لأن التراث مليء بالدروس والعبر، فهو لذلك يستمتع بالجاحظ، ويذهب بعيداً مع الدميري في كتابه «حياة الحيوان الكبرى»، حيث يأسره عالم الحكاية من خلال هذه الكتب.

*كتب منسية

وعن أهم العناوين التي يرشحها للقراءة في الإجازة الصيفية، يقترح مطر كتب كارلوس زافون، لما تحمله من سحر وغموض، وخاصة رباعيته التي تحمل عنوان «مقبرة الكتب المنسية»، فهي سلسلة مؤلفة من أربع روايات تُشكّل ثيمة أدبية أساسية، وترتبط ببعضها عبر الشخصيات والمواضيع المتعددة، إلا أن كل رواية منها مستقلة عن الأخرى ومكتفية بذاتها، حيث تمكن قراءة السلسلة بغض النظر عن تسلسل أجزائها، ما يسمح للقارئ باكتشاف هذه المتاهة وولوج ألغازها من أبواب ومسالك مختلفة، تقوده جميعاً إلى قلب الحكاية.

وأولى روايات هذه السلسلة هي «ظل الريح»، التي تدور في مدينة برشلونة في وسط القرن العشرين، حيث يصطحب رجل مُسن ولده دانييل سيمبري إلى مكان يقع أسفل المدينة، يدعى مقبرة الكتب، ولا يعلم سره إلا القليل، كانت تُرمى فيه الكتب النادرة التي تقترب من الاندثار، ومن عادة هذه المكتبة أن من يدخلها يجب عليه أن لا يخرج إلا ومعه كتاب يختاره، فيختار الولد كتاب «ظل الريح»، لتتوالى أحداث الرواية الشيقة، أما الجزء الثاني فهو «لعبة الملاك»، وفيه نرى بداية هوس «ديفيد مارتين» بالكتابة، ويحلم بأن يصبح كاتباً مرموقاً، ولكن سوء الحظ يظل ملازماً له، فيتعثر مراراً بمنعطفات تجبره على الرضوخ، ويوافق مُكرهاً على بيع اسمه وموهبته، ممتهناً الكتابة تحت الطلب، مقابل أجور يتقاضاها بامتعاض شديد، وتطارده لعنات لا يستطيع الخلاص منها، ويجول الكاتب بالقرّاء في جوانب شتى من حياته، حتى يصل إلى كتابة أول سلسلة قصصية باسمه، وتكون فتيلاً لشهرته، والرواية الثالثة من هذه السلسلة هي «سجين السماء»، وفيها ينتقل الكاتب بالقراء إلى عوالم السجن الداخلية ليصف برشلونة ما تحت الأرض، إبان خروجها من رهاب الحرب، وتطلعها لدوام السلام والجمال، ويكتشف القارئ في هذا الجزء أنه يعود مراراً إلى الجزأين السابقين، في عالم من المتعة والإثارة والتشويق، ويلتقي بشخصيات ظنها ثانوية في السابق، ليدرك أن لا شيء يحدث بالصدفة، فيما تعتبر «متاهة الأرواح» رابعة روايات هذه السلسلة، التي لا تقل عن سابقاتها من حيث الإثارة والحماسة والتشويق، فيقابل فيها القارئ وجوهاً جديدة تتفاعل مع الشخصيات السابقة.

ويلفت مطر إلى أن على القارئ البحث عن نفسه في الكتاب الذي يقرؤه، ويجتهد في قراءة محتواه بتركيز وبمتعة شهية، وإذا لم يجد نفسه في الكتاب؛ فلماذا يكمله؟ إذا لم يستطع الإنسان وجود نفسه بين الكلمات والمعاني فعليه أن يبحث عن كتاب آخر أكثر متعة وأكثر قرباً منه.

*بيئة ملائمة

يرى مطر أنه لا علاقة للحظة الكتابة بطقس سنوي معين، فقد يكون الشتاء أقرب إلى أجوائها من الصيف، إلا أنه - في جميع الأحوال - يلتزم بطقوس محددة من أجل توفير بيئة ملائمة للكتابة، أهمها الخلوة، التي لا يعادلها شيء بالنسبة للكاتب والمبدع بشكل عام، لأنها تمنحه التركيز الذي يبحث عنه، والتأمل للدخول في فلك الفكرة، فالانشغال بالمشروع الابداعي يتطلب الذهاب بعيداً عن الناس، ويضيف: «لتكون مع نفسك أكثر، تحتاج الأصدقاء ليشعلوا الفكرة في رأسك، تحتاج الحوار ليكون وقوداً لمخيالك، تحتاج لأن تكون أنت في الحكاية.. تحتاج إلى صبر كبير لكي تنفذ مشروعك».

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/msfer6jv

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"