عادي

قبل مواجهة بايدن وترامب.. 7 مناظرات أشعلت الحرب الأهلية الأمريكية

16:27 مساء
قراءة 3 دقائق
قبل مواجهة بايدن وترامب.. 7 مناظرات أشعلت الحرب الأهلية الأمريكية

في ظل حالة الانقسام الواضحة التي يعيشها المجتمع الأمريكي بشأن الانتخابات الرئاسية المقبلة، والتشكيك في مدى قدرة أي من المرشحين المتنافسين على قيادة البلاد في ولاية جديدة، تأتي المناظرة الرئاسية التاريخية بينهما مع توقعات بأن تشهد جدالات عالية الخطورة قد تعزز حالة الانقسام في البلاد، وسط تحذيرات من أن يؤدي ذلك إلى قلاقل غير متوقعة، وهو ما استدعى أجواء المناظرات السبع الكبرى عام 1860، بين المرشحين إبراهام لينكولن وجون بريكنريدج، والتي أعقبها وقوع الحرب الأهلية وراح ضحيتها 600 ألف شخص.

مباراة العودة نحو البيت الأبيض هذه المرة بين جو بايدن (81 عاماً) ودونالد ترامب (78 عاماً)، أصبحت مريرة بشكل متزايد، فكلا الرجلين لديه سجل في البيت الأبيض يحاول الدفاع عنه أمام اتهامات الطرف الآخر، إضافة إلى تشكيك أحدهما في مدى شرعية فوز الآخر في الانتخابات السابقة وما صحبها من أعمال عنف واقتحام مبنى الكابيتول، فضلاً عن تلقي أحدهما تهماً جنائية بينما يعاني الآخر محاكمة نجله.

العديد من الأمريكيين أعربوا عن استيائهم من الخيارات المتاحة، لكنهم يضعون أملاً على المناظرة في ضخ دفعة من الاهتمام وإعادة تشكيل ملامح الصورة العامة لما يمكن أن تسفر عنه الانتخابات، ولكن العداء الكبير بين المرشحين قد يخلق مزيداً من القلق، فبينما لا يعترف ترامب بفوز منافسه حتى الآن ويتهمه بسرقة الانتخابات، لكن بايدن سيحذر الأمريكيين من مدى قتامة الأوضاع في حال عودة ترامب إلى البيت الأبيض.

  • ـ المناظرات السبع الكبرى ـ

ورغم عدم وجود تشابه كبير بين مرشحي انتخابات 1860 والانتخابات الحالية، فإن حالة الاحتقان الحالية تحيل إلى تلك الفترة السوداء في التاريخ الأمريكي، فبعدما تمكن المرشح الجمهوري إبراهام لينكولن من تحقيق الفوز على منافسه الديمقراطي جون بريكنريدج، أعلنت الولايات الجنوبية استقلالها لتشهد أمريكا حرباً أهلية أسفرت عن مقتل الآلاف.

لينكولن الذي لم يكن معروفاً بشكل كبير بين الأمريكيين في تلك الفترة، تمكن من استغلال المناظرات مع منافسه في تحقيق انتشار واسع، وذلك بداية من عام 1858. حيث خاض سبع مناظرات انتخابية ضد ستيفان دوغلاس للفوز بمقعد إلينوي بمجلس الشيوخ. وقد أسهمت هذه المناظرات حينها في التعريف بلينكولن ورفع شعبيته بالبلاد، حيث كان يحتشد الآلاف لمتابعتها بعد الزخم الكبير الذي أحدثته.

  • ـ تبادل الاتهامات ـ

وعلى غرار الاتهامات المتوقعة في المناظرة المقررة بين بايدن وترامب، تبادل لينكولن وبريكنريدج الاتهامات حول العديد من القضايا، فقد اتهم المرشح الديمقراطي منافسه بالترشح كمرشح جمهوري أسود واتهمه بأنه يسعى لإلغاء عقوبة الإعدام. ليرد لينكولن باتهام منافسه بدعم قرار المحكمة العليا بقضية دريد سكوت الذي حرم ذوي الأصول الإفريقية، من الجنسية كما اتهمه أيضاً بمحاولة تقنين العبودية ومخالفة قرارات الكونغرس.

ورغم أن الانتخابات على مقعد إلينوي انتهى بهزيمة لينكولن، لكن هذه المناظرات جعلت منه شخصية وطنية شهيرة بفضل قضية العبودية، ثم اكتسب تأييد الحزب الجمهوري للانتخابات الرئاسية لعام 1860 التي فاز بها قبل أشهر من اندلاع الحرب الأهلية.

  • ـ الأجواء الراهنة ـ

وفي الوقت الذي يخطط معسكر الرئيس الأمريكي جو بايدن لجر منافسه دونالد ترامب لمناطق استفزازية خلال المناظرة، فإن مستشاري الرئيس السابق يحاولون تحصينه ضد الانجراف إلى تلك المساحة، وضبط النفس أمام أي أسئلة استفزازية محتملة.

ويدخل بايدن وترامب المناظرة مع مخاوف واسعة النطاق بشأن اللياقة البدنية والشخصية للمنصب، فضلاً عن كونهما معروفين جيداً للرأي العام العالمي، وبالتالي كل تصريح أو رد منهما سيخضع للتدقيق وفق تصرفات وقرارات اتخذها كل منهما في السابق.

وإذا كانت أكثر الكلمات استفزازية لترامب هي وصفه بـ«الخاسر»، فبالتالي سيعمل بايدن على تذكيره بخسارته لانتخابات 2020، وما تلاها من اقتحام مبنى الكابيتول والتحريض على التمرد في 6 يناير/كانون الثاني 2021. أما ترامب فيتحضر للإجابة عن أسئلة حول التهديدات التي تواجه الديمقراطية الأمريكية، ووعده بالعفو عن مثيري الشغب المتورطين في هجوم 6 يناير على مبنى الكابيتول. وقد أخبر رفاقه بأنه سيؤكد أنه سيتعامل مع العفو الصادر في 6 يناير/كانون الثاني على أساس «كل حالة على حدة»، وسيميز بين أولئك الذين ارتكبوا أعمال عنف وأولئك الذين لم يفعلوا ذلك.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/p3t8fhme

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"