شهادة بألف

00:15 صباحا
قراءة دقيقتين
2

أن يقول القاضي الأمريكي المعروف، فرانك كابريو: إن دولة الإمارات «أكثر أماناً من الولايات المتحدة، وإن رحلته الأخيرة إليها كانت إحدى أجمل الرحلات في حياته»، هي شهادة من شخصية عالمية معروفة تساوي ألف شهادة على حقيقة دولة الإمارات كأرض للأمن والأمان والسلام والمحبة والضيافة والتسامح لكل من يطأ أرضها أو يقيم فيها.

هي رسالة حب ووفاء من أحد القضاة البارزين، إلى دولة الإمارات، تحمل كل معاني الصدق والمحبة. هي وسام جديد يرصع صدرها يضاف إلى مئات الأوسمة التي باتت تشكل معلماً إنسانياً وحضارياً لدولة قررت أن تحفر في التاريخ مستقبلاً فريداً للأجيال القادمة يستند إلى القيم الإنسانية العظيمة التي تأسست عليها.

القاضي كابريو أراد أن يقول باسم أكثر من 200 جنسية تقيم على أرض الإمارات، أنه شعر بالأمان كما يشعر كل مقيم على أرضها، وأن الضيافة التي لقيها «وطريقة معاملتي هناك من الحكومة والناس كانت من أجمل ذكرياتي.. وربما أحظى بشرف زيارة الإمارات مرة أخرى».

إن من يقيم على أرض الإمارات يدرك جيداً أهمية وحقيقة ما قاله القاضي كابريو، حيث إن المقيم يمارس الحرية بكل معانيها، وأرقى حياة التآلف والتسامح والأمن والسلام والاحترام؛ إذ تتوحد الأديان والمذاهب والأعراق والثقافات والجنسيات في بوتقة الإنسانية بكل معانيها، وهو ما لا يتوفر في أي بلد آخر، إنما تشكل الإمارات وحدها هذا العقد الفريد الذي يزين هامتها.

في زيارته الأخيرة لدولة الإمارات خلال استضافته في «منتدى الاتصال الحكومي» في الشارقة وتكريمه بجائزة «أفضل شخصية ذات أثر اجتماعي إيجابي» تقديراً لممارساته القانونية الاستثنائية كقاضٍ يضع القانون في خدمة الإنسانية، ثم في مشاركته في ملتقى أبوظبي الأسري الثالث، أشاد بدور الإمارات وجهودها في تطوير ثقافة التسامح ونشرها «التي يصدح صداها في أرجاء العالم».

القاضي كابريو، شخصية استثنائية، إنه القاضي الذي يصدر أحكامه بحس إنساني رفيع، ربما لأنه ابن بيئة اجتماعية متواضعة، فوالده مهاجر إيطالي كان بائعاً متجولاً للفواكه والحليب. وتقول سيرته الذاتية إنه التحق بالمدرسة العامة في بروفيدنس في رود أيلالند، وعمل في الوقت ذاته في غسيل الصحون وتلميع الأحذية ليكسب بعض المال كي يتمكن من إعالة نفسه، ثم حصل على شهادة البكالوريوس، وعمل أستاذاً قبل أن يلتحق بكلية الحقوق في جامعة سوفولك ويتخرج منها محامياً.

في عام 2018 شارك في برنامج «اعتُقل في بروفيدنس»؛ حيث تعرف إليه الأمريكيون والعالم؛ إذ حقق نسبة مشاهدة عالية بلغت 30 مليون مشاهدة في مقطع واحد رُفع على موقع يوتيوب.

أسس كابريو عدة صناديق للمنح الدراسية للطلاب المتعثرين مادياً وغير القادرين على استكمال تعليمهم، من منطلق ما عاناه في شبابه من ضيق ذات اليد والفقر، وربما كان هذا هو السبب في أن يكون هذا «القاضي الرحيم» الذي تحول إلى أيقونة قضائية وقاضٍ إنسان.

وعندما يقدم القاضي كابريو شهادته بدولة الإمارات، إنما يعطي لهذه الشهادة معناها وقيمتها.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/bdd34fem

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"