عادي

الإفراج عن مدير مجمع الشفاء يشعل صراعاً في إسرائيل.. من أصدر القرار؟

19:55 مساء
قراءة 4 دقائق

«الخليج» - وكالات

أثار الإفراج الإسرائيلي عن 55 معتقلاً فلسطينياً من غزة ومن بينهم الدكتور محمد أبو سليمة مدير مستشفى الشفاء، صراعاً جديداً داخل أروقة الحكومة الإسرائيلية، حيث تبادل المسؤولون التنصل من هذه العملية ورمي مسؤوليتها على عاتق بعضهم الآخر.

وتسبّبت عملية الإفراج في غضب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزراء في حكومته، فيما برزت مطالبات بإقالة رئيس جهاز الأمن العام «الشاباك» رونين بار باعتباره المسؤول عن القرار، علاوة على مطالبات أخرى لاستبدال قادة الأجهزة الأمنية.

وكانت وزارة الصحة في غزة أعلنت في نوفمبر الماضي اعتقال أبو سلمية أثناء عملية إجلاء الجرحى والطواقم الطبية من المجمع الطبي، الذي تعرض لحصار واقتحام من الجيش الإسرائيلي في ذلك الوقت.

وبعد أشهر من هذا الاعتقال، أفرجت إسرائيل عن الدكتور محمد أبو سليمة، برفقة 54 معتقلاً، وذكر فور إطلاق سراحه «وضع السجون مأساوي وصعب للغاية، ويجب أن تكون هناك كلمة حازمة من المقاومة والشعب العربي من أجل حرية الأسرى».

نتنياهو يتنصل

وقالت إذاعة الجيش الإسرائيلي: إن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو تنصل من مسؤوليته عن إطلاق أبو سلمية، لافتة إلى أن «القرار أتى بعد المناقشات في المحكمة العليا وهوية المفرج عنهم تحددها قوات الأمن».

فيما نقلت صحيفة معاريف الإسرائيلية عن مكتب نتنياهو قوله: إن قرار إطلاق سراح السجناء يأتي بعد مناقشات في المحكمة العليا بشأن التماس ضد احتجاز السجناء في معتقل «سدي يمن»، وأضافت أن تحديد هوية السجناء المفرج عنهم يتم بشكل مستقل من قبل مسؤولي الأمن بناءً على اعتباراتهم المهنية.

ومن جانبها أكدت صحيفة «إسرائيل هيوم» نقلاً عن المكتب نفسه أن رئيس الوزراء «أمر بإجراء تحقيق فوري في مسألة إطلاق سراح السجناء».

وأفادت القناة 12 الإسرائيلية أن نتنياهو «غاضب» لأنه علم من وسائل الإعلام إلى جانب وزير الدفاع بإطلاق سراح أبو سلمية وطالب بإجابات في أسرع وقت ممكن.

من أصدر القرار ؟

ومن جهتها قالت صحيفة إسرائيل هيوم: إن من اتخذ قرار إطلاق سراح مدير الشفاء هو الجيش الإسرائيلي وجهاز الشاباك، فيما أعلن مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت «لم نعلم بأمر إطلاق سراح مدير مستشفى الشفاء، إجراءات حبس السجناء الأمنيين وإطلاق سراحهم تخضع للشاباك ولا تخضع لموافقة وزير الدفاع».

ونشر جهاز الشاباك أمر إطلاق سراح مدير مستشفى الشفاء قائلاً: إن «الجيش الإسرائيلي والشاباك اتخذا القرار».

وأوضح جهاز الشاباك، تعليقاً على إطلاق سراح مدير مستشفى الشفاء أن إطلاق سراح السجناء الأقل خطورة تم بسبب اكتظاظ السجون.

وتابع أنه «منذ نحو عام يحذر جهاز الأمن العام كتابياً وشفهياً من محنة الاعتقال ووجوب زيادة عدد أماكن الاعتقال، نظراً لضرورة اعتقال العناصر في السلطة الفلسطينية وقطاع غزة.. في ضوء حاجة إسرائيل، وكما حددها مجلس الأمن، تقرر إطلاق سراح عدد معين من المعتقلين من القطاع، حيث لا يُنظر إلى الخطر الذي يواجههم».

غير أن «إسرائيل هيوم» قالت: إنه بالإضافة إلى ذلك، لم يتم إطلاق سراح مدير المستشفى بسبب محنة السجن، تم إطلاق سراح المعتقل من زنزانة في سجن نفحة.

مصلحة السجون: لم نتخذ القرار

ومن جانبها علقت مصلحة السجون الإسرائيلية، التي يديرها وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير، على ادعاءات الشاباك بأنها أُجبرت على إطلاق سراح 55 معتقلاً فلسطينياً، بمن فيهم مدير مستشفى الشفاء، إلى غزة بسبب عدم وجود مساحة في السجون.

وأوضحت «للأسف، وبسبب منشورات كاذبة، نضطر إلى الكشف عن أمر إطلاق سراح مدير مستشفى الشفاء»، ونشرت صورة من الوثيقة موقعة من عميد في قوات الاحتياط في الجيش الإسرائيلي».

وجاء في الوثيقة: «خلافاً للادعاءات الكاذبة التي تم نشرها في الساعات الأخيرة، فإن من اتخذ قرار إطلاق سراح مدير مستشفى الشفاء هو الجيش الإسرائيلي والشاباك وليس مصلحة السجون».

وتابعت: «لا تتخذ مصلحة السجون الإسرائيلية قرارات من تلقاء نفسها بالإفراج عن السجناء من أي نوع، وهي مؤتمنة فقط على حبس السجناء».

وقال الشاباك: إنه اضطر لإطلاق سراح العشرات من المعتقلين في غزة لإفساح المجال لمنفذي هجمات أكبر، بعد تحذيره لمدة عام من عدم وجود مساحة في السجن.

إقالة رئيس الشاباك

من ناحية ثانية، قالت صحيفة تايمز أوف إسرائيل: إن وزير شؤون الأمن القومي الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير دعا إلى إقالة رئيس جهاز الشاباك بعد إطلاق سراح مدير مستشفى الشفاء.

وأوضحت الصحيفة أن بن غفير دعا لإقالة رونين بار، مدير جهاز الأمن العام الشاباك، في محادثة خاصة عبر تطبيق واتساب مع أعضاء آخرين في الحكومة.

وبحسب محادثات مسربة نشرها مراسل «كان»، كتب الوزير اليميني المتطرف في الدردشة الجماعية أن «الوقت قد حان لإعادة رئيس الشاباك إلى منزله».

وفي وقت سابق، طالب بن غفير، تعليقاً على إطلاق سراح مدير مستشفى الشفاء، من رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو منع وزير الدفاع غالانت ورئيس الشاباك من اتباع سياسة تتعارض مع سياسة الحكومة.

أوضاع مأساوية وتعذيب

وقال المعتقلون المفرج عنهم، بحسب وكالة الأنباء الفلسطينية «وفا»: إن المعتقلين في سجون إسرائيل وخاصة من غزة يعانون ظروفاً وأوضاعاً مأساوية لا تطاق.

وأوضحوا «أن المعتقلين يتعرضون على مدار الساعة لعمليات تعذيب وتنكيل واعتداءات بمختلف أشكالها، وشبح طوال اليوم، فضلاً عن الأمراض التي انتشرت بينهم، من جدري، وجرب وغيرها من الأمراض المعدية».

واعتقلت إسرائيل أكثر من 9450 فلسطينياً من الضفة الغربية بما فيها القدس، منذ السابع من أكتوبر 2023، إلى جانب الآلاف من غزة، والمئات من فلسطيني 1948.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/25pjz69e

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"