عادي
سيمفونية قلم

حادث صمت

23:03 مساء
قراءة دقيقتين
1

إيمان الهاشمي

حتى الأحمق يجيد التقليد البليد والدُّنُوُّ الدنيء باستخدام طريقة (القرد دنا)! بالأصح (القردنة) وهي كلمة باللهجة العامية تعني (دبلوماسية) التعامل لقضاء المصلحة، كأن تحصل على (دبلوم) (ماسية) العلاقات، من كلية انعدام الآداب للنفاق، لتكون على وفاق، مع المنفعة باسم نذالة الرفاق، في آفاق سماء النفع الخفاق، فيصبح الجميع في اتفاق، مع التخاذل والتنازل الدفّاق، بلا أخلاق ولا حتى إشفاق، على المظلوم الذي أعلن الإخفاق، حين مات ضميرهم أو نام وما فاق! ولذلك لا تجادل ولا تناقِش، فك النميمة المتعاطِش، وعقل المصالح الباطِش، عند (المُقَرْدِن) الناهِش، أو (المُقَرْدَن) الهارِش، حين تُفرش «الواسطة» أمامك كالمفارِش، فيصبح دفاعك كالميت العائِش، وتكون المطالبة بحقك فعلاً فاحِشاً، وكأنك للمشاكل حافرٌ ونابش، وللكرامة جارحٌ وخادش، وإن غضبتَ وحنقت، أو صرختَ قهراً، نعتوك بالمشاكس المناكش! حسناً.. إن الشكوى لغير الله (مَذلة) ولكن حالة الصمت (مُذِلة)، فما أقوى الإيمان بالقضاء والقدر، وما أجمله بالقضاء على القذر!.

والده سويسري ووالدته من أصولٍ إسبانية، وهو فرنسي الهوية وأسباني النية، ولهذا عاش (جوزيف موريس رافيل) مع أمه إلى أن وافتها المنية، وقد كان حينها قد بلغ ال42 من العمر، وأبى فكرة الزواج بل لم يفكر يوماً في هذا الأمر، فبقيت حياته العاطفية سراً، يُحلق في خيالنا نسراً، يبحث بيننا عن وجه الحقيقة، لعله يكشف لغز ألحانه الرقيقة! حيث اختلطت مؤلفاته الحسية، بأسلوب الحقبة الرومانسية، بالرغم من حلول العصر الحديث، وتطوّر الموسيقى واستمرار التحديث، فقد تأثر كثيراً بالفرنسي (ساتي) الموسيقي المتميز، فانعكس ذلك على موسيقاه بشكلٍ مميز، كما وصفه الموسيقار (سترافينسكي) بأنه الملحن «صانع الساعات السويسرية»، رمزاً لدقته الشديدة في أساليب التلحين واهتماماته التفصيلية، والجدير بالذكر أن (رافيل) شارك في الحرب العالمية الأولى، لتُهزَم روحه من أول جولة، وقبل هزيمة أي دولة، حتى إنه دفن في صدره أغلب أعماله بذلك الوقت، تحت أنقاض السلام وفوق الدمار والكبت، ولم يكتب بعدها شيئاً إلاّ بعض أنغام الرثاء، ليهديها إلى روح أحد الجنود الأصدقاء.

لاحقاً أُعجب (رافيل) بموسيقى الجاز، حد العجز والإعجاز، فأثمر عن معنى الإنجاز، بمقطوعاتٍ تَفُوقُ التَّفوق ذاته، ليتغلب بها على ذاته، إلى أن أصيب في حادث سيارة أجرة، صدم فيها رأسه ليقرر عندها الهجرة، إلى عالم النسيان، حيث لا يعيش الإنسان.

جوزيف رافيل

الاسم: جوزيف موريس رافيل

التاريخ:

1875 – 1937 62 سنة

الجنسية:فرنسي

النشاط:موسيقي

من أعماله:Boléro

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/4huzx87t

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"