«سامسونغ» والإضراب الشامل

21:37 مساء
قراءة 3 دقائق

برانجال باندي *
نفّذ موظفو «سامسونغ إلكترونيكس» في كوريا الجنوبية الشهر الفائت أول إضراب لهم على الإطلاق، شارك فيه نحو 28 ألف عضو نقابي، مثلوا نحو خمس القوة العاملة للشركة في البلاد، لتوضيح مظالمهم والمطالبة بمزيد من الحقوق.

وسلط الحدث التاريخي، الذي نظمته نقابة عمال سامسونغ الوطنية، الضوء على القضايا عميقة الجذور المحيطة بالنقابات داخل الشركة، ما يمثل تحولاً كبيراً في ديناميكيات العمل. واستهدف الإضراب قسم الرقائق الإلكترونية في «سامسونغ»، الذي يُصنع مجموعة متنوعة من المكونات الحيوية، مثل ذاكرة الوصول العشوائي «رام»، ورقائق الفلاش «ناند»، وعصي «يو إس بي»، وبطاقات «إس دي»، إضافة إلى معالجات «إكزينوس»، وغيرها من التقنيات.

ووصف لي هيون كوك، نائب رئيس النقابة، هذا الإجراء بأنه «رمزي إلى حد كبير، لكنه مجرد بداية لما هو قادم». وأكد أن النقابة لديها خطط طوارئ للإضرابات اللاحقة والضغط إذا لم تعالج الإدارة مظالم العمال ومطالبهم. مشيراً إلى أن احتمال الإضراب العام الشامل لا يزال مطروحاً.

وتطالب نقابة عمال سامسونغ الشركة بزيادة رواتب موظفيها بنسبة 6.5%، بدلاً 5.1% المقترحة، وزيادة عدد أيام الإجازة السنوية، مع نهج أكثر شفافية في حساب المكافآت المهمة بشكل خاص، كونها تشكل جزءاً كبيراً من أجور الموظفين.

ففي عام 2023، أدت طريقة حساب المكافآت، التي تأخذ في الاعتبار الربح التشغيلي وكلفة رأس المال، إلى عدم دفع أي مكافآت للعمال. في حين تزعم النقابة أن المكافآت يجب أن تستند فقط إلى الربح التشغيلي، والذي بلغ 1.4 مليار دولار في الربع الأول من هذا العام، حسبما أعلنت مجموعة «سامسونغ»التي طالما عارضت جهود النقابات، وفرضت سياسات أبقت من خلالها الأجور منخفضة، ووفرت الحد الأدنى من المزايا، مع ساعات عمل ممتدة.

وفي السياق ذاته، كشفت نقابة عمال المعادن الكورية في ديسمبر 2013، بدعم من الاتحاد الدولي للصناعات، عن وجود انتهاكات واسعة النطاق لحقوق العمال داخل سامسونغ. بما فيها تقارير عن اختطاف وعنف جسدي ضد رؤساء النقابات، إلى جانب برامج تدريبية مستهدفة للإدارة تهدف إلى منع تشكيل النقابات.

وذكرت تقارير سابقة أن سمعة «سامسونغ» العالمية في قطاع تكنولوجيا المعلومات تضررت، بسبب ظروف العمل الصعبة التي تتميز بساعات عمل طويلة والاعتماد على ترتيبات عمل غير مستقرة. وبأن الشركة تضغط على الموظفين لثنيهم عن الانضمام إلى النقابات، وعلى المنضمين منهم للانسحاب من منظماتهم التمثيلية.

وتتضمن هذه التكتيكات دفع أجور أقل لأعضاء النقابات وإخضاعهم لمراقبة مكثفة، الأمر الذي يثير مخاوف أخلاقية كبيرة بشأن معاملة سامسونغ للموظفين في صناعة التكنولوجيا.

في غضون ذلك، تعمل الشركة وفق هيكل قوة عاملة هرمي يكشف عن تباينات كبيرة. ففي القمة يوجد المهنيون ذوو الأجور المرتفعة، وموظفو البحث والتطوير المهمين لقضايا الابتكار وتطوير المنتجات. وفي الطبقة الوسطى هناك الحرفيون المهرة وعمال التصنيع في جميع منشآت سامسونغ العالمية، بما فيها تلك الموجودة في كوريا الجنوبية، ووجودهم مهم أيضاً لعملية الإنتاج، لكنهم يواجهون ظروفاً صعبة في كثير من الأحيان.

أما في الطرف الأدنى من التسلسل الهرمي للعمالة، يأتي الموظفون الذين يعملون لدى المقاولين الأساسيين والمقاولين من الباطن، وهي المجموعة التي تنكر سامسونغ مسؤوليتها عنها على الرغم من دورها الحاسم في عمليات الشركة.

* صحفي في «آسيا تايمز»

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/56stnw89

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"