عادي
أطلع «منظمة التجارة» على أبرز نتائج تقرير «مستقبل القطاع» في جنيف

«دبي للسلع»: فرص كبيرة لتنويع أسواق التصدير وشبكات التوريد في ظل «الحمائية»

12:26 مساء
قراءة 4 دقائق
ابن سليم وإيويالا خلال اللقاء المشترك
ابن سليم وإيويالا وأحمدي خلال حلقة نقاشية

دبي: «الخليج»

قدم «مركز دبي للسلع المتعددة»، لمحةً حول نتائج ومخرجات تقرير مستقبل التجارة 2024 أمام كوكبة مختارة من خبراء التجارة، وذلك على هامش فعالية بارزة أقيمت في المقر الرئيسي لمنظمة التجارة العالمية في جنيف، وسط حضور لافت من كبار المسؤولين والمشرعين والجهات التنظيمية، بمن فيهم الدكتورة نجوزي أوكونجو إيويالا، المديرة العامة لمنظمة التجارة العالمية.

وأشار المركز في تقريره، إلى بدء حقبة جديدة من نموذج التمركز الإقليمي في جميع أنحاء العالم، في محاولة من الأعمال والشركات لحماية وإعادة هيكلة سلاسل التوريد الخاصة بها على خلفية تصاعد التوترات الجيوسياسية والصراعات المصحوبة بتداعيات التغير المناخي والنزعة الاقتصادية القومية وسياسات الحمائية التجارية. وبالطبع، ستكون هناك فرص لتنويع أسواق التصدير وشبكات التوريد.

وشدد المركز على أهمية دور منظمة التجارة العالمية في توفير بيئة تجارية عالمية منفتحة ومستقرة، ما يتيح لكافة الأطراف الاستفادة من الفرص التجارية الجديدة. كما دعا منظمة التجارة العالمية إلى ضرورة الاعتماد على قيادات تحمل رؤية عصرية وتطوير نموذج مبتكر لمواجهة تحديات التجارة الدولية، مشيراً إلى أن الطفرات الكبيرة الملموسة في مجال التكنولوجيا، مثل الذكاء الاصطناعي وتجارة السلع البيئية؛ تمهيداً للتحول نحو الاستدامة، ستنضوي على فرص اقتصادية جمّة.

وفي هذا الصدد، أكد المركز أهمية دور المنظمة في تسهيل تضافر الجهود والمساعي العالمية ووضع معايير موحّدة لضمان مرونة المنظومة التجارية ككل.

  • قيادة وتأثير

قال أحمد بن سليّم، الرئيس التنفيذي الأول والمدير التنفيذي للمركز: «نجحت دولة الإمارات، منذ انضمامها إلى عضوية منظمة التجارة العالمية قبل ما يقرب من ثلاثين عاماً، في تطوير علاقتها مع المنظمة، من علاقة قائمة على التكامل في الجهود إلى علاقة قائمة على المشاركة في دور المنظمة، والآن أصبحت علاقة تتسم بالقيادة والتأثير. وبموجب اتفاقية منظمة التجارة العالمية بشأن تيسير التجارة، أسهم إطار عمل المنظمة بدور استراتيجي في ظهور دبي كمركز تجاري عالمي ومركز متميز للتمويل والسياحة والخدمات اللوجستية، وهو ما جعل الإمارة تحتل مكانة متقدمة في تقرير مستقبل التجارة 2024.

أضاف بن سليم: رغم أن أكثر من 75% من أنشطة تجارة السلع العالمية تتم بموجب شروط منظمة التجارة العالمية، غير أن العالم يعتمد على دور المنظمة الفعّال في ضمان بيئة تجارية عادلة، لا سيّما في ظل مواجهة قطاع الشركات لتحديات جديدة، مثل الذكاء الاصطناعي والتغيّر المناخي. وبجانب اتفاقيات الشراكات الاقتصادية الشاملة المتنامية في دولة الإمارات، فإن مركز دبي للسلع المتعددة يتطلع إلى مواصلة تعاونه مع منظمة التجارة العالمية ودعم الجهود المبذولة في تسهيل حركة التجارة الدولية».

  • حافز قوي

فيما قالت الدكتورة نجوزي أوكونجو إيويالا، المديرة العامة لمنظمة التجارة العالمية: «يسلّط تقرير مستقبل التجارة الضوء على حقيقة أنه في خضم التحديات التي تلقي بظلالها على مشهد التجارة العالمي خلال العقد المقبل، تكمن الفرص أيضاً. كما أن التجارة قادرة على تحقيق مكاسب رائعة تعود بالنفع على الأفراد والمجتمعات التي فوتت موجة العولمة الأخيرة، حيث بإمكانها أن تكون حافزاً قوياً لإزالة الانبعاثات الكربونية من المنظومات الاقتصادية وجعل سلاسل التوريد أكثر تنوعاً، وبالتالي تحقيق المرونة في عالم تزداد فيه التحديات. وتبذل منظمة التجارة العالمية جهوداً كبيرة وتجري إصلاحات واسعةً لترسيخ أسس بيئة تجارية تتيح للجميع اقتناص مثل هذه الفرص. كما أن النجاحات الأخيرة التي توّجت الاتفاقيات متعددة الأطراف بجانب القرارات الصادرة خلال المؤتمرين الوزاريين الثاني عشر والثالث عشر التابعين للمنظمة تشكل الأسس اللازمة للأعضاء للاستفادة من الفرص الناشئة».

  • حقبة جديدة

وقالت فريال أحمدي، الرئيس التنفيذي للعمليات في المركز: «يقف العالم حالياً على أعتاب حقبة جديدة من التغييرات الجذرية، ستجد الشركات والحكومات والجهات التنظيمية نفسها أمام ضرورة ملحة لتعزيز التعاون المشترك وتنسيق المعايير وتطوير أطر تنظيمية مبتكرة لمواجهة التحديات القائمة في مشهد التجارة حالياً. وهذا ما يجعلنا على قناعة راسخة بأهمية الدور الرئيسي الذي تضطلع به منظمة التجارة العالمية في تعزيز استقرار التجارة العالمية، ما سيسهم في الحفاظ على مرونة التجارة وبالتالي تحقيق النمو الاقتصادي على المدى الطويل».

ووفقاً لمؤشر تجارة السلع ضمن تقرير مستقبل التجارة، ارتقت سويسرا لتحتل المرتبة الثالثة لأول مرة منذ تأسيس المؤشر في عام 2018، حيث أظهرت سويسرا تقييماً رائعاً في ما يخص المزايا الموقعية والمؤسسية، ما يعزز من مكانتها واحدة من أبرز اللاعبين المؤثرين على الساحة التجارة الدولية للسلع.

وسلّط المركز، الضوء على العلاقات المتنامية بين سويسرا والإمارات في ما يخص السلع والخدمات، معتبراً ذلك ركيزة أساسية لضمان النمو الاقتصادي المستقبلي بين البلدين.

ويُعد تقرير «مستقبل التجارة» امتداداً لسلسلة من التقارير التي تصدر عن مركز دبي للسلع المتعددة، والتي ترصد التغيرات المتطوّرة في مشهد التجارة الدولية، حيث يسلّط الضوء على دور التوجهات الاقتصادية الدولية والأحداث الجيوسياسية والتكنولوجيا والاستدامة والتمويل ومدى تأثيرها على مستقبل التجارة. وتجدر الإشارة أن هذه التقارير تمت قراءتها وتحميلها أكثر من 1.9 مليون مرة، ما يعكس الزخم المتنامي الذي يكتسبه مركز دبي للسلع المتعددة باعتباره صوتاً بارزاً على خريطة التجارة الدولية.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/2xb5wa7x

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"