توقعات ببدء خفض الفائدة في سبتمبر

اجتماع الفيدرالي ونتائج التكنولوجيا يقلقان أسواق الأسهم

28 يوليو 2024

12:21 مساء

قراءة 4 دقائق

اجتماع الفيدرالي ونتائج التكنولوجيا يقلقان أسواق الأسهم

استمع

«اس آند بي» و«ناسداك» يسجلان أكبر الخسائر.
تخفيض قدره 66 نقطة أساس في نهاية العام.

دبي: خنساء الزبير

في حالة من التوجس يترقب المستثمرون مؤشرات ربما تحدد مسار الأسهم الأمريكية على المدى القريب عقب موجة من الاضطرابات الشديدة.

وتلك المؤشرات هي نتائج كبرى شركات التكنولوجيا واجتماع السياسة النقدية لمجلس الاحتياطي الفيدرالي، بجانب بيانات التوظيف التي تحظى بمراقبة وثيقة.

فقد وصل ارتفاع أسهم التكنولوجيا العملاقة الذي استمر لأشهر عدة إلى نهاية النصف الثاني من يوليو، وبلغت عمليات البيع المكثف ذروتها ما جعل المؤشرين «اس آند بي 500» و«ناسداك» المركب يسجلان يوم الأربعاء أكبر خسائرهما ليوم واحد منذ عام 2022 بعد النتائج المخيبة للآمال التي أعلنتها تيسلا وألفابت (الشركة الأم لغوغل).

وربما يكون هناك المزيد من التقلبات في المستقبل، وقد تؤدي نتائج هذا الأسبوع لشركات «مايكروسوفت» و«أبل» و«أمازون» و«ميتا» إلى اختبار قدرة المستثمرين على تحمل تراجع الأرباح المحتمل في شركات التكنولوجيا العملاقة.

سقف التوقعات

ورغم أن الارتفاعات الكبيرة في أسهم هذه الشركات الكبرى في صناعة التكنولوجيا دفعت بالأسواق نحو الارتفاع هذا العام إلا أنها أثارت المخاوف بشأن التقييمات المبالغ فيها.

وعلى الرغم من أن «اس آند بي» لا يزال أقل بنحو 5% فقط من أعلى مستوياته التاريخية، وقد ارتفع بنحو 14% هذا العام، إلا أن بعض المستثمرين يخشون أن تكون «وول ستريت» قد أصبحت متفائلة للغاية بشأن نمو الأرباح، ما يجعل الأسهم عرضة للخطر إذا كانت الشركات غير قادرة على تلبية التوقعات خلال الأشهر المقبلة.

وسوف يراقب المستثمرون التعليقات التي ستصدر عقب انتهاء اجتماع السياسة النقدية للفيدرالي يوم الأربعاء؛ لرصد أي أدلة حول ما إذا كان المسؤولون عازمين على خفض أسعار الفائدة، وهو ما يتوقع المشاركون في السوق على نطاق واسع أن يبدأ في سبتمبر.

وقد تشير بيانات التوظيف في نهاية الأسبوع، بما في ذلك تقرير الوظائف الشهري الذي يحظى بمتابعة وثيقة، إلى ما إذا كان التباطؤ الناشئ في سوق العمل أصبح أكثر حدة.

انتعاش الشركات الصغيرة

ويرى بعض الخبراء بأن الوقت الحالي حرج للأسواق، حيث بدأ الناس يتساءلون عن سبب دفعهم الكثير مقابل أعمال الذكاء الاصطناعي، في الوقت نفسه الذي تخشى فيه السوق أن يفقد بنك الاحتياطي الفيدرالي فرصته في تأمين هبوط سلس، وهو ما يتسبب في رد فعل عنيف.

وقد أظهرت الأسابيع الأخيرة علامات على الخروج من رواد التكنولوجيا البارزين والتوجه إلى قطاعات السوق التي عانت الركود معظم العام، بما في ذلك الشركات ذات القيمة السوقية الصغيرة وأسهم القيمة كأسهم الشركات المالية.

فقد ارتفع المؤشر «راسل 1000 لأسهم القيمة» بأكثر من 3% منذ بداية الشهر، بينما انخفض «راسل 1000 لأسهم النمو» بنحو 3%.

وارتفع «راسل 2000»، الذي يركز على الشركات ذات القيمة السوقية الصغيرة، بنحو 9% هذا الشهر، بينما خسر «اس آند بي 500» أكثر من 1%.

ويعتقد استراتيجيون أن حتى الأرباح القوية ربما لا تكون كافية لإخراج السوق الأوسع من حالة الركود الأخيرة، على الأقل في الأمد القريب، وأن السوق سيتخذ اتجاهه بناءً على حقيقة أن هذه الأسهم قد تراجعت.

ولأن أسهم التكنولوجيا هبطت بشدة يرى الاستراتيجيون، بأنه حتى في حال انتعاش الأسماء الكبرى بسبب الأرباح، فسوف يكون هناك أشخاص يتوقون إلى البيع عند أي مكاسب.

كما أن أي علامات تشير إلى أن بنك الاحتياطي الفيدرالي، إن كان يرى تدهوراً أسوأ من المتوقع في الاقتصاد فهذا يعني إثارة قلق المستثمرين، ما يعطل رواية تباطؤ التضخم ومرونة النمو التي دعمت الأسواق في الأشهر الأخيرة.

وشملت العلامات المتضاربة في الاقتصاد نمو الناتج المحلي الإجمالي بشكل أسرع من المتوقع في الربع الثاني إلى جانب تراجع نشاط التصنيع.

وتضع الأسواق حالياً في الحسبان احتمالات شبه مؤكدة بأن الفيدرالي سيبدأ في خفض أسعار الفائدة في اجتماعه في سبتمبر، وتتوقع تخفيضات إجمالية قدرها 66 نقطة أساس بحلول نهاية العام.

وقد تؤثر بيانات التوظيف في هذه الاحتمالات إذا أظهرت أن الاقتصاد تباطأ بشكل أسرع من المتوقع، أو على العكس من ذلك، إذا ظهرت صورة لتعافي النمو.

ويمكن النظر إلى عمليات البيع الأخيرة باعتبارها جزءاً صحياً من سوق صعودية تتخلص من المبالغة التي شهدتها في أسعار أسهم معينة.