عادي
أسوأ أعمال شغب منذ 13 عاماً.. تأهّب كبير لليوم الثامن

«بلطجة» اليمين المتطرف تتواصل.. وبريطانيا تشكل «الجيش الدائم»

16:39 مساء
قراءة 3 دقائق

متابعات-الخليج

أصبحت بريطانيا تواجه أسوأ أعمال شغب منذ 13 عاماً، في وقت أعلنت فيه شرطة البلاد تأهبها لمواجهة مزيد من الفوضى المناهضة للمسلمين، الأربعاء، بعد أن تعهدت جماعات يمينية متطرفة باستهداف مراكز لجوء ومكاتب محاماة معنية بقضايا الهجرة، في شتى أنحاء البلاد، ما دفع متظاهرين مناهضين للفاشية إلى التخطيط لتظاهرات مضادة. فيما شكلت الحكومة ما يسمى «الجيش الدائم».

  • حادثة حرجة

وتشهد بريطانيا موجة متصاعدة من العنف اندلعت، الأسبوع الماضي، بعد مقتل ثلاث فتيات صغيرات في هجوم بسكين في شمال غرب البلاد، وما تلا ذلك من انتشار موجة من الرسائل الكاذبة على الإنترنت تصف المشتبه فيه بأنه مهاجر مسلم متطرف. وأُغلقت مكاتب المحاماة المعنية بقضايا الهجرة، ومراكز دعم المهاجرين، الأربعاء، وقالت بعض خدمات أطباء الأسرة في المناطق المتأثرة بالاحتجاجات، إنها ستغلق مبكراً لضمان سلامة موظفيها. ونقل أشخاص لديهم عدد كبير من المتابعين على وسائل التواصل الاجتماعي، إرشادات الشرطة عبر حساباتهم، وهناك أيضاً مجموعة محلية على تطبيق واتساب، توضح المناطق التي يجب تجنبها. وقالت منظمة (أسيلم لينك ميرسيسايد)، التي تدعم طالبي اللجوء واللاجئين في ليفربول، إن مبناها مغلق، ولن يقبل أي وافدين. وأضافت «يعمل موظفونا في الوقت الراهن على تأمين المبنى».

  • عقوبات جنائية
الصورة

وحذر رئيس الوزراء، كير ستارمر، مثيري الشغب من أنهم سيواجهون فترات سجن طويلة في إطار سعيه إلى القضاء على أسوأ موجة عنف في بريطانيا منذ 13 عاماً. وشغل ستارمر من قبل منصب المدعي العام، ويواجه الآن أول أزمة منذ فوزه في الانتخابات التي جرت في الرابع من يوليو/ تموز. وقال لوسائل الإعلام «واجبنا الأول هو ضمان سلامة مجتمعاتنا». وتابع قائلاً «ستكون آمنة. نحن نبذل كل ما في وسعنا لضمان استجابة الشرطة حيثما تكون هناك حاجة لها، وتوفير الدعم في الأماكن التي تحتاج إليه».

  • اشتباكات عنيفة
الصورة
1

وشهدت مدن وبلدات اشتباكات بين مئات من مثيري الشغب والشرطة، حطموا خلالها نوافذ فنادق تؤوي طالبي لجوء من إفريقيا والشرق الأوسط، مردّدين هتافات منها «أخرجوهم»، و«أوقفوا القوارب»، في إشارة إلى الذين يصلون إلى بريطانيا في قوارب صغيرة. كما رشقوا مساجد بالحجارة، ما أثار الرعب بين السكان، بخاصة من ينتمون لأقليات عرقية ودينية، إذ شعروا بأنهم مستهدفون بالعنف. وقال رئيس بلدية لندن صادق خان «أعلم أن المشاهد المروعة تركت العديد من المسلمين والأقليات العرقية في حالة خوف وذعر، لذلك أحث سكان لندن على الاطمئنان على أحوال أصدقائهم وجيرانهم وإظهار الرعاية والتعاطف التي يتسم بها سكان لندن».

  • احتجاجات مضادة
الصورة

ذكرت رسائل على الإنترنت، أن مراكز الهجرة ومكاتب المحاماة التي تساعد المهاجرين سوف تتعرض لهجمات، الأربعاء، وجاء في إحدى الرسائل «مساء الأربعاء يا شباب. لن يتوقفوا عن القدوم حتى نخبرهم بذلك». رداً على ذلك، نظمت جماعات مناهضة للعنصرية والفاشية احتجاجات مضادة في مختلف أنحاء البلاد. وذكر منشور تعليقاً على احتجاج مزمع لمجموعة من المتطرفين اليمينيين في برايتون، وهي مدينة ساحلية في جنوب المملكة المتحدة «يحاول حثالة عنصريون استهداف مكتب محاماة متخصص في الهجرة، لكننا لن نسمح بحدوث ذلك. ضعوا أغطية الوجه والكمامات».

  • الجيش الدائم

وأكدت الحكومة أنها شكلت ما يسمى «الجيش الدائم»، وهو وحدة تضم ستة آلاف شرطي متخصصين للتصدي لأي أعمال عنف، وتقول إنه سيجري نشرهم بما يكفي للتعامل مع أي اضطرابات. وقال نائب مساعد مفوض الشرطة آندي فالانتين، المسؤول عن عمليات الشرطة في لندن إن «البلاد تواجه واحدة من أسوأ موجات الاضطرابات العنيفة منذ العقد الماضي». وأضاف «لن نتهاون مع هذه الأعمال في شوارعنا. وسنستخدم كل الصلاحيات والإجراءات والأساليب المتاحة لدينا لمنع المزيد من مشاهد الفوضى». وقال ستيفن باركنسون رئيس الادعاء العام، إن أطفالاً لا تتجاوز أعمارهم 11 عاما شاركوا في أعمال العنف. وأضاف «قد يواجهون عواقب أفعالهم مدى الحياة».

  • اعتقالات واسعة

وتوعد ستارمر بمحاسبة مرتكبي أعمال الشغب، ونهب المتاجر، وحرق السيارات. وقال إنه جرى اعتقال ما يربو على 400 شخص، وتوجيه اتهامات رسمية لمئة منهم. وأضاف أنه من المتوقع بدء إصدار أحكام بحقهم قريباً. وتعاني سجون بريطانيا بالفعل، أزمة اكتظاظ إذ أعلنت حكومة ستارمر الجديدة، الشهر الماضي، عن خطط للإفراج عن المزيد من السجناء قبل موعد إطلاق سراحهم المقرر في مسعى لتخفيف الضغط على منظومة السجون.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/wdyt8nhe

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"