عادي

بعد ذهبية الجندي.. «الخماسي» حكاية بطل خلف خطوط «العدو»

16:01 مساء
قراءة 3 دقائق

باريس (أ.ف.ب)

في الوقت الذي احتفت وسائل التواصل الاجتماعي في مصر، بفوز لاعب الخماسي الحديث أحمد الجندي بذهبية أولمبية تاريخية، وتحطيمه الرقم العالمي، فقد ثارت التساؤلات عن تاريخ سباق الخماسي الحديث ومتى نشأ.

وكانت منافسات الخماسي الحديث من بنات أفكار بيار دو كوبرتان مؤسّس الحركة الأولمبية الحديثة، إذ أراد مسابقة تحاكي تجربة جندي في القرن التاسع عشر خلف خطوط العدو، يركب حصاناً لا يعرفه، ويحارب الأعداء بالمسدس والسيف، ثم يسبح ويجري للعودة إلى رفاقه. وترجم المصري أحمد الجندي هذا التخيّل بكفاءة كبيرة.

اعتبر الإغريق القدامى الخماسي حدثاً مهماً، لأن المتنافسين كان عليهم التفوّق في مزيج من المهارات البدنية والحركية، بما في ذلك السرعة والقوّة وخفّة الحركة والقدرة على التحمّل.

عرفت المسابقة منذ اعتمادها في أولمبياد 1912، تغييرات عديدة وستتواصل في لوس أنجلوس 2028 لرفع شعبيتها ومعدل الحضور الجماهيري، حيث يطمح الجندي لإحراز ميدالية جديدة.

  • تطور جديد

وقال الرياضي الشاب البالغ 24 عاماً بعد تتويجه في قصر فرساي «في لوس أنجلوس سيحلّ سباق الموانع (يشبه تحدي أميريكان نينجا ووريور) بدلاً من الفروسية»، بعد ضغط من اللجنة الأولمبية لعدم تكرار حادثة ضرب حصان في أولمبياد طوكيو.

تابع ابن نادي الشمس: الذي نشأ وسط عائلة رياضية ويتابع دراسته رغم التدرب على خمس ألعاب: «كسبت ذهبية أولمبياد الشباب (في بوينوس أيرس 2018)، فضّة في طوكيو (2021) والذهب في باريس. سيكون مثيراً أن أحصل على ميدالية أخرى في لعبة جديدة».

  • عدم تكرار سيناريو طوكيو

وللمرّة الأولى أقيمت المسابقات على مدى زمني يمتد لساعة ونصف فقط. يبدأ المشاركون في مسابقة فروسية لقفز الحواجز، ثم سيف المبارزة، يليها سباق سباحة 200 م حرّة.

وتتحوّل نتائج كل مسابقة إلى نقاط، وحسب الفوارق يتم تحديد انطلاق المسابقة الأخيرة وهي الجري ل3000 م يتخللها رماية بمسدّس الليزر من مسافة 10 أمتار.

والرياضي الأول الذي يقطع خط الوصول ينال الذهبية، كما حصل مع الجندي الذي أصبح أول إفريقي يحرز هذا اللقب.

تصدّر الجندي المسابقة من بدايتها حتى نهايتها، محاولاً عدم تكرار سيناريو طوكيو عندما نال الفضية «كان هدفي من اليوم الأوّل عدم الوصول إلى سباق ليزر (متأخراً) كما حصل في طوكيو. وفقني الله من اليوم الأوّل في السلاح».

وتابع «في نصف النهائي، حصل موقف في الفروسية لكن (سيطرت على الحصان). كان جرس إنذار لعدم التساهل. كان يومي موفقاً في الفروسية، السباحة، سباق الجري والرماية».

وسجّل الجندي 1555 نقطة، متفوّقاً على الياباني تايشو ساتو (1542) والإيطالي جورجو مالان (1536).

  • خلع في الكتف

قبل شهرين من بطولة العالم في أنقرة، أصيب الجندي في مايو/أيار 2023 بخلع في الكتف، على غرار ما حصل معه قبل أولمبياد طوكيو عندما حلّ وصيفاً بفارق خمس نقاط فقط عن البريطاني جو تشونغ الذي حلّ تاسعاً السبت «لم أكن قادراً على الوصول إلى هنا من دون دعم أهلي والمدربين وكل الدولة. حتى عندما كنت مصاباً كانوا يدعمونني».

سارع إلى معانقة والدته بعد ضمانه اللقب. الوالدة كانت تصطحبه في طفولته إلى نادي السباحة لأنه كان يعاني الحساسية وأوصاه طبيبه بالبدء في السباحة لتحسين تنفّسه «أعجبت والدتي بفكرة ممارسة خمس رياضات وشجعتني».

ويعد الجندي سابع رياضي في تاريخ مصر يحصل على ميداليتين أولمبيتين، أهدى مصر ذهبيتها الأولى في باريس «تعني لي الكثير لأني عانيت كثيراً في آخر ثلاث سنوات على الصعيدين الجسدي والذهني بسبب الأوجاع والإصابات. أنا سعيد لأنها لم تجبرني على التوقف».

وعن كونه أوّل مصري يحرز ذهبية في الخماسي الحديث، قال حامل العلم المصري في حفل الافتتاح «هذه الذهبية الوحيدة (لمصر) في هذه الألعاب. حصلنا على برونزية واليوم فضية في رفع الأثقال (سارة سمير التي حملت معه العلم المصري في الافتتاح)، أنا فخور جداً لمنح بلادي هذه الميدالية».

بعد تتويجه بالفضية في طوكيو، قال الجندي صاحب النظارات والابتسامة المحبّبة «الشعور رائع والميدالية ثقيلة، لم أتوقع أبداً أن تكون بهذا الثقل».

تغيّر اللون وأصبح ذهبياً، وتحوّل معه الجندي إلى جندي متكامل كان دو كوبرتان سيفخر بمشاهدته يتألق أمام المساحات الخضراء الخلابة لقصر فرساي.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/bp83cyxp

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"