عادي

مع استمرار مآسي النزوح.. إسرائيل تمهّد لحملة جديدة بغزة

00:11 صباحا
قراءة 3 دقائق
مع استمرار مآسي النزوح.. إسرائيل تمهّد لحملة جديدة بغزة

«الخليج» - وكالات

يفرّ مئات الفلسطينيين، الأحد، من الأحياء الشمالية لمدينة خان يونس بجنوب قطاع غزة؛ إذ أصدر الجيش الإسرائيلي أوامر إخلاء تمهيداً لعمليات عسكرية جديدة، غداة ضربة على مدرسة اعتبرت حصيلة قتلاها بين الأكثر فداحة منذ اندلاع الحرب.

واندلعت الحرب بغزة في السابع من تشرين الأول/أكتوبر، وأدت إلى تصاعد التوتر في المنطقة بأسرها، وإلى أعمال عنف في الضفة الغربية المحتلة.

وفي قطاع غزة يشدّد الجيش الإسرائيلي على أنه يعتزم جعل خان يونس خالية من مقاتلي حماس، علماً أن المدينة تعرّضت مراراً لحملات عنيفة.

  • نزوح متواصل

صباح الأحد، ألقت طائرات حربية إسرائيلية منشورات تدعو المدنيين في غزة إلى مغادرة حيّ الجلاء بخان يونس التي كانت تُعدّ منطقة آمنة، إضافة إلى إرسال الجيش رسائل نصية للسكان، ما دفع عائلات كثيرة إلى الرحيل، علماً أنها سبق أن نزحت عدة مرات بسبب القصف المتواصل على قطاع غزة منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر.

ويقول الجيش إن حماس «أرست بنية تحتية» في هذه المنطقة وإنه «بصدد تنفيذ عمليات».

الأحد، غادرت عائلات مع بعض مقتنياتها سريعاً حي الجلاء سيراً أو على متن شاحنات صغيرة محمّلة بالملابس أو أدوات المطبخ.

وبين هؤلاء أمّ سامي شحادة، 55 عاماً، التي قالت لوكالة فرانس برس «أنا من غزّة أساساً ونزحت من غزة ببداية الحرب إلى مدينة حمد السكنية في خان يونس (حيث) قصفونا، واستشهدت ابنتي».

وأضافت: «خرجنا إلى رفح، ثمّ عدنا إلى (مدينة) حمد، والآن مع الإخلاءات الجديدة لا نعلم أين نذهب».

  • «جثامين قُطّعت»

في مدينة غزة ما زال عمّال الإغاثة يعملون في موقع مدرسة تؤوي نازحين استُهدفت السبت بضربة إسرائيلية أوقعت، وفق الدفاع المدني في قطاع غزة، 93 قتيلاً بينهم نساء وأطفال.

وبرّر الجيش الإسرائيلي القصف باستهداف مسلحين فيما توالت التنديدات الدولية.

وقال المتحدّث باسم الدفاع المدني محمود بصل، إن التعرف إلى القتلى سيتطلب يومين، مشيراً إلى «جثامين قد قطّعت».

من جهته شدّد الجيش الإسرائيلي على أن المدرسة كانت تستخدمها حركتا حماس والجهاد «لشن هجمات» ضد جنوده، وقال إنه قضى على 19 مسلحاً على الأقل.

وبلغت حصيلة الضحايا في القطاع منذ بدء الحرب 39790 قتيلاً، وفق وزارة الصحة الفلسطينية في القطاع.

وغالباً ما تعود القوات الإسرائيلية إلى مناطق سبق أن انسحبت منها؛ مدعية أنها رصدت وحدات من المقاتلين الفلسطينيين فيها، والأحد شهدت خان يونس مزيداً من الضربات.

وفق لقطات لخدمة الفيديو التابعة لفرانس برس، تدفّق فلسطينيون إلى مستشفى ناصر في المدينة بعد ضربة، حاملين جثثاً وجرحى قمصانهم ملطّخة بالدماء.

وقال عوض بربخ: «كلهم من المدنيين، كانوا يشترون حاجيات من السوق حين استهدفوا بصاروخ».

وكتب المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) فيليب لازاريني، على منصة إكس: «في الأيام الأخيرة وحدها، نزح أكثر من 75 ألف شخص في جنوب غرب قطاع غزة».

وليلاً استُهدفت بضربات أنحاء أخرى في وسط القطاع المحاصر وشماله. وقتل شخصان على الأقل وفق الهلال الأحمر الفلسطيني.

  • هجوم في الضفة الغربية

وحضّت حماس، الأحد، مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة على عقد جلسة طارئة من أجل وضع حد «للإبادة الجماعية».

ويسود تخوف من اتّساع نطاق الحرب وتمدّدها إلى المنطقة منذ اغتيال رئيس المكتب السياسي لحماس إسماعيل هنية في طهران في 31 تموز/يوليو، بضربة نُسبت إلى إسرائيل، واغتيال القيادي في حزب الله فؤاد شكر في الضاحية الجنوبية لبيروت بضربة تبّنتها إسرائيل.

وتهدّد إيران وفصائل أخرى برد «قاسٍ» على إسرائيل.

في شمال الضفة الغربية المحتلة قُتل إسرائيلي وأُصيب آخر في عملية إطلاق نار، وفق ما أعلن الجيش الإسرائيلي، مشيراً إلى «إطلاق إرهابيين النار من مركبة عابرة على عدد من المركبات في المنطقة».

ويزور الرئيس الفلسطيني محمود عباس روسيا في الفترة من 12 إلى 14 أغسطس/آب؛ حيث من المقرر أن يجتمع مع الرئيس فلاديمير بوتين.

وبعدها يتوجّه عباس إلى تركيا للقاء نظيره رجب طيب أردوغان.

والخميس أصدرت الولايات المتحدة وقطر ومصر التي تتوسّط بين إسرائيل وحركة حماس، بياناً حضّت فيه طرفي النزاع على استئناف المحادثات في 15 آب/أغسطس في الدوحة أو القاهرة «لسدّ كل الثغرات المتبقية وبدء تنفيذ الاتفاق بدون أي تأجيل».

وفي حين أعلنت إسرائيل موافقتها، لم يصدر عن حماس أي موقف بعد.

وأعرب المستشار الألماني أولاف شولتس، الأحد، عن قلقه إزاء التصعيد الإقليمي لحرب غزة، في مكالمة هاتفية مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.

وأكد شولتس أن الوقت حان لإتمام الاتفاق على إطلاق سراح الرهائن ووقف إطلاق النار، مشدداً على أن «إنهاء الحرب في غزة سيكون خطوة حاسمة نحو خفض التصعيد الإقليمي».

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/avh3p82s

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"