عادي

ابتهال تريتر تقرأ «على مقاس العطر» في النادي العربي

23:16 مساء
قراءة دقيقتين
image2

الشارقة: «الخليج»
نظم النادي الثقافي العربي في الشارقة، مساء أمس الأول، أمسية شعرية بعنوان «على مقاس العطر»، استضاف فيها الشاعرة ابتهال تريتر، في قراءة شعرية جميلة، مع إطلالة نقدية على تجربتها الشعرية قدمها الدكتور أحمد عقيلي، وأدارت الأمسية الأستاذة ماريا محيي الدين.
في تقديمها للشاعرة قالت ماريا: «يجمعنا عطر الشعر والبهاء هذا المساء، لنحتفي بالمبدعة ابتهال محمد مصطفى تريتر، التي فازت لتوها بجائزة الأمير عبد الله الفيصل في موسمها الخامس، في فرع الديوان الشعري، بديوانها «أَخيطُ على مَقاسِ العِطْر»، وهي صاحبة تجربة شعرية طويلة، ترسخت عبر مسار متواصل من العطاء، حاصلةٌ على بكالوريوس الشرفِ والماجستير في الهندسةِ الميكانيكيةِ، ونائبة مدير بيتِ الشعرَ بالخرطوم (أحد فروع مبادرة بيوتِ الشعرِ العربيةِ، وصدر لها 3 دواوين: «الإشاراتُ الخفيّةُ»، «على شَفا الجُرح»، «أخيطُ على مقاسِ العطرِ»، وحصلت على جائزة عبد العزيز سعود البابطين عام 200، وجائزة التميّز، بوصفها شاعرةً من الطبقةِ الأولى في مِهرجانِ «سِحرِ القوافي للشعراء الشباب» عام 2008، وهي صوتٌ أُنْثويٌّ شِعريٌّ شفيفٌ تَهادى صداهُ من منبَعِ النّيل ليخُطَّ في صُحفِ التاريخِ سيرةَ شاعرةٍ من خلود السودانِ الأبيّ، فتشكّلتْ في أركانِ هذا الكونِ «عِطراً من مِسْكٍ وعَنبر».. تخضّبُ الكلماتِ شذىً لنَشْتَمَّ رائحةَ الوطنِ مُزَعْفراً بِزرقةِ وبياض نيلِه، مُلَوّناً بشقائقِ نُعمانِ تُرابِ أبنائه.. محارَتُها الأثيرةُ وطنُها السودان، تَهْربُ إلى داخِلِهِ كلّما حاصَرَتْها الأَحْزانُ والهمومُ». وأعقب ذلك قراءات شعرية لابتهال قدمت فيها عدة قصائد شعرية منها: (إغفاءة على صدر «يوكابد»)، التي تقول فيها:
حقبتُ كلَّ تراثِ الدَّمعِ في كَتِفي
وما ادخَرتُ لنونٍ حرة شِبرَا
كتبت فَوقَ مُتونِ السحبِ أغنِيةً
تساقطت للحَزَانَى أنجماً زُهْرَا
بكيت كلَّ نزار في رسُولتِهِ
وصِرتُ أتْلُو على أَشْلائِها شُكْرَا
لو أَخرُجُ الآنَ من أعْماقِ سُنْبلةٍ
يستطعم الناسُّ من آفاقي الشِّعرا
وأستعيدُ مَقامَ الضُوءِ شَاهرةً
سيفَ الحياةِ لمن ألقى لنا قَبْرا
كما قرأت قصيدة «متعرج» التي تقول فيها:
متعرجٌ مثلي أنا متعرجُ
منْ أيِّ أقبيةِ الحياةِ ستخرجُ
أشقى من الأنهارِ حين يخونُها
جهراً وسراً صمتُها المتموجُ
يتكاثفُ الزمنُ العجوزُ وإنه
من فرطِ تنهيداتِهِ يتهدّجُ
المتعبونَ على رصيفِ الوقتِ هُمْ
شجرُ الدقائقِ يحرقونَ فتسرجُ
ناديتُ للمتكهفينَ تخفّفوا
أنا سبعةٌ وحدي وكلبي مزعجُ
سأنامُ في كهفِ السؤالِ، وإنني اسْـ
ـتفتيتُ حتى خلتني أتوهجُ
د. أحمد عقيلي في مداخلته أكد أن ابتهال تريتر، أثبتت وجودها الإبداعي، وحضورها الشعري على الصعيد السوداني والعربي، ولديها موهبة شعرية عالية وهي أنموذج حي للتكثيف الشعري العميق؛ لأن القصيدة عندها، ليست أحادية الجانب، بل متعددة الدلالات، حيث جمعت الأسطرة والثقافة التاريخية والدينية والرمز، والصورة الفنية الشعرية، وأضاف د. عقيلي أن الشاعرة في ديوانها (أخيط على مقاس العطر) تمثل صوت الضمير الحي للأنثى، صوت المرأة العربية، فتصدح بقوة شعرية أنثوية خالدة، وترسم صورها الشعرية من أدوات الأنوثة الكونية، والديوان أشبه بسفر إبداعي متنوع الأشكال والألوان والإيحاءات، بقصائد مكثفة تكثيفاً عميقاً، ألوانه اجتماع الرمز والأسطورة، والتاريخ والرؤى الفكرية الفلسفية، وهي تتقن توظيف الرمز كما تتقن توظيف الأساليب البلاغية المختلفة، لتصنع كوناً شعرياً، متوهجاً بإشاراته ودلالاته اللمّاحة. وقد ازدهت الأمسية بفقرة عزف موسيقي من الثنائي السوري نادين تقيّ الدين، ومحمود الحنّاوي.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/4ju82das

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"