«الخليج» – متابعات
منذ ظهور فيروس كورونا قبل نحو 5 سنوات، عانى العالم من تفاقم ملحوظ في الأمراض، بما في ذلك الأمراض المعروفة منذ عقود، والتي أصبحت تنتشر بشكل أكثر خطورة وتشكّل تهديداً متزايداً.
وتواصل منظمة الصحة العالمية تحذيراتها من آن لآخر بشأن الأوبئة والمتحورات الجديدة وغيرها من الطوارئ الصحية التي تثير القلق عالمياً، والتي كان آخرها فيروس mpox (المعروف سابقاً باسم جدري القردة).. فماذا حدث منذ ظهور كورونا وحتى الآن؟
1- البداية من «كورونا»
اكتشفت منظمة الصحة العالمية فيروس كورونا المُستجد لأول مرة في 31 كانون الأول/ ديسمبر 2019، بعد الإبلاغ عن مجموعة من حالات الإصابة بما يُسمى الالتهاب الرئوي الفيروسي في يوهان بجمهورية الصين الشعبية.
بعدها بشهر، أعلنت المنظمة «كوفيد-19» طارئاً صحياً عالمياً محلّ اهتمام دوليّ في يناير/كانون الثاني 2020، معلنة رفع أعلى مستويات الإنذار لديها بشأن هذا الفيروس. وقد تطلّب ذلك حاجة إلى تنسيق عالمي لحماية سكان جميع الدول من الفيروس الجديد.
وبعد تسجيل أكثر من 765 مليون إصابة مؤكدة بكوفيد حول العالم، أعلنت منظمة الصحة العالمية في مايو/ أيار 2023 أنه لم يعد يمثل «طارئاً صحياً عالمياً».
غير أن رئيس منظمة الصحة العالمية أدهانوم غيبريسوس، حذّر من أنّ إلغاء أعلى مستويات الإنذار لا يعني أن الخطر قد زال. مبيناً أن حالة الطوارئ قد يعاد تطبيقها إذا ما تغيّر الوضع.
اللافت أنه منذ ظهور فيروس كورونا لأول مرة وهو آخذ في التحور والتغيُّر، ويُطلَق على النُسخ الجينية الناشئة من جرّاء تلك التغيرات اسم متحورات، وبعضها حذرت من خطورته منظمة الصحة العالمية.
متحور «أوميكرون»
في أواخر عام 2021 كان العالم على موعد مع اكتشاف متحور جديد من متحورات فيروس كورونا المسبب لمرض «كوفيد-19». وأطلقت منظمة الصحة العالمية على المتحور الجديد اسم «أوميكرون».
وحذّرت المنظمة من أن ظهور متحور «أوميكرون» يمثّل خطراً «مرتفعاً للغاية» على مستوى العالم، وذلك بعد أن قفزت أعداد الإصابات بـ«كوفيد-19» بنسبة 11 بالمئة عالمياً آنذاك.
المتحور «إكس بي بي 1.5»
وفي مطلع يناير/ كانون الثاني 2023، ذكرت منظمة الصحة العالمية أن المتحور «إكس بي بي 1.5» من فيروس كورونا الذي انتشر بشكل رئيسي في الولايات المتحدة وأوروبا، ينتقل بسهولة أكبر من أي من السلالات المتحورة المعروفة سابقاً.
المتحور «إي جي.5»
أعلنت منظمة الصحة العالمية في أغسطس/ آب 2023، عن ظهور متحور فرعي جديد لكوفيد يسمى «إي جي.5» EG.5، ويُطلق عليه تسمية غير رسمية هي «إيريس» Eris، وحثت الدول على مراقبة الإصابات بهذا المتحور الجديد الذي ينتشر على مستوى العالم.
متحور «جيه إن 1»
«متحور مثير للاهتمام وأكثر انتشاراً».. هكذا وصفت منظمة الصحة العالمية المتحور الجديد من فيروس كورونا «كوفيد-19» في ديسمبر/كانون الأول 2023، والذي أطلقت عليه اسم «جيه إن 1».
وأعلنت المنظمة آنذاك ارتفاع معدل الإصابة بالمتحور الجديد في جميع أنحاء العالم، لتنصح بأخذ اللقاحات لتفادي الإصابة وتخفيف الأعراض، وطالبت بالعودة إلى الالتزام بالإجراءات الوقائية، مثل ارتداء الكمامات والتعقيم المستمر.
متحور «Flirt»
في مايو/ أيار 2024، كشفت منظمة الصحة العالمية أن المتحور الجديد من فيروس كورونا «Flirt» هو الأكثر انتشاراً وخطورة، نتيجة شدة الحرارة التي يشهدها العالم هذا العام، حيث يتميز بقدرته العالية على الانتشار ومقاومته للقاحات، مما أثار قلق العلماء من احتمال حدوث موجة جديدة من الإصابات حول العالم.
2- إنفلونزا الطيور
في الفترة من أكتوبر/تشرين الأول 2021 إلى سبتمبر/أيلول 2022، أكدت السلطات الصحية الأوروبية أن القارة شهدت موجة «إنفلونزا طيور هي الأكثر تدميراً» في تاريخها، تسببت في إعدام 50 مليوناً من الطيور الداجنة في المزارع التي ضربها الفيروس.
وحقق الفيروس قفزة مثيرة للقلق إلى أنواع حية جديدة، مثل الأبقار والقطط والفقمات منذ مطلع 2024، وهو تطور مفاجئ للخبراء؛ لأنه لم يكن من المتوقع أن هذه الحيوانات عرضة لهذا النوع من الإنفلونزا.
وفي إبريل/ نيسان 2024 أعربت منظمة الصحة العالمية عن «قلقها البالغ»، إزاء انتشار إنفلونزا الطيور (H5N1)، المرض الناتج عن النوع «أ» من فيروسات الإنفلونزا، بين البشر بعد تفشي المرض مرة أخرى بين الحيوانات.
وحذرت منظمة الصحة العالمية من احتمال حدوث «معدلات وفيات مرتفعة بشكل غير عادي» إذا خرج المرض عن السيطرة.
3- فيروس «ماربورغ»
في إبريل/ نيسان 2023، حذّرت منظمة الصحة العالمية من تفشي فيروس «ماربورغ» في تنزانيا وغينيا الاستوائية. مما دفع عدداً من الدول إلى منع رعاياها من السفر إلى هاتين الدولتين. وينتمي فيروس ماربورغ لفصيلة الفيروس المسبب لحمى إيبولا النزفية. لكن عادت المنظمة مجدداً بعد 4 أشهر، وأعلنت انتهاء تفشيه في غينيا.
4- «الإيبولا»
في يوليو/تموز 2020، أكدت منظمة الصحة العالمية أن انتشار فيروس «إيبولا» في جمهورية الكونغو الديمقراطية أصبح خارج السيطرة، محذرة من ارتفاع الإصابات به؛ بسبب إقامة الجنازات في البلاد.
5- حمى الضنك
منذ بداية العام 2023، سُجلت فاشيات لـ«حمى الضنك» على نطاق واسع في الأمريكتين، حيث أُبلِغ عما يقرب من ثلاثة ملايين حالة يشتبه فيها وأخرى مؤكدة لـ«حمى الضنك» حتى يوليو من العام، متجاوزةً حالات الإصابة المسجلة في العام 2022 بأكمله، والتي بلغت 2.8 مليون حالة، بالإضافة إلى ظهور المرض في بنغلاديش وتشاد والسودان وغيرها.
وأعلنت منظمة الصحة العالمية في سبتمبر 2023 تفشي وباء الكوليرا وحمى الضنك في شرق السودان، حيث لجأ آلاف الأشخاص إلى المنطقة عقب تصاعد حدة القتال بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع.
وفي الشهر ذاته، حذرت المنظمة من أن بنغلاديش تشهد أسوأ موجة تفشٍّ لحمى الضنك في تاريخها. وأشار مدير منظمة الصحة تيدروس أدهانوم غيبريسوس، خلال مؤتمر صحفي، إلى أن «الوباء يمارس ضغطاً هائلاً على النظام الصحي في بنغلاديش».
6- الكوليرا
بعد تحذيرات منظمة الصحة العالمية من تسجيل آلاف حالات الإصابة بالكوليرا في السودان، أعلنت وزارة الصحة رسمياً أن الوباء عاد للانتشار في أغسطس/آب 2024. وقال وزير الصحة، هيثم محمد إبراهيم: «بهذا نعلن أن هناك وباء كوليرا في السودان».
7- شلل الأطفال
في فبراير/ شباط 2022، قالت منظمة الصحة العالمية، إن سلطات ملاوي اكتشفت حالة شلل أطفال في عاصمة الدولة الواقعة جنوب إفريقيا، وهو ما اعتبرته انتكاسة أخرى للجهود المستمرة للقضاء على المرض على مستوى العالم.
وعليه، انطلقت حملة تطعيم تستهدف 23 مليون طفل في ملاوي والدول المجاورة؛ لاحتواء تفشي مرض شلل الأطفال.
8- التهاب السحايا
وفي فبراير ذاته، أشارت المنظمة أيضاً إلى أن تفشي التهاب السحايا في النيجر له مخاطر عالية على المستوى الوطني، ومتوسطة على المستوى الإقليمي، ومنخفضة على المستوى العالمي.
وأوضحت أنه رغم موقع النيجر في حزام التهاب السحايا الإفريقي وتكرار الفاشيات الموسمية كل عام، فإن الفاشية القائمة آنذاك أظهرت زيادة في عدد الحالات ومعدلَ نموٍّ متزايداً مقارنة بالمواسم السابقة.
9- المرض «X»
في مطلع 2024، أطلقت منظمة الصحة العالمية والعلماء في جميع أنحاء العالم تحذيرات غير مسبوقة بشأن المرض «X»، الذي أصبح محل اهتمام عالمي مؤخراً.
وأثارت هذه التحذيرات مخاوف من عودة المخاطر التي تهدد العالم، مشابهة لما حدث في بداية عام 2020 مع انتشار فيروس كورونا المستجد، الأمر الذي أدى إلى فرض قيود غير مسبقة على جميع دول العالم.
ووصف العلماء «المرض X» بأنه فيروس نظري لم يتم تحديده بعد، وحذروا من أنه قد يكون أكثر فتكاً بمعدل 20 مرة من فيروس كورونا، وأطلقت منظمة الصحة العالمية تحذيراتها بشأن هذا الفيروس، معتبرة إياه الخطر الأكبر الذي يهدد الكوكب في الفترة المقبلة.
10- جدري القردة
قبل أيام، أعلنت منظمة الصحة العالمية عن أحدث تفشٍّ لفيروس «mpox» (المعروف سابقاً باسم جدري القردة) في إفريقيا، باعتباره «حالة طوارئ صحية عامة تثير قلقاً دولياً»، وهي الفئة المستخدمة في الماضي لتفشي «الإيبولا» و«كوفيد-19» وارتفاع حالات جدري القردة في أوروبا سنة 2022.
وعقدت منظمة الصحة العالمية لجنة الطوارئ الخاصة بالفيروس، وسط مخاوف من وصول سلالة أكثر فتكاً.
ولعقود من الزمن، تم اكتشاف المرض بشكل كبير في وسط وغرب إفريقيا، لكنه بدأ أيضاً بالانتشار في أوروبا وأمريكا الشمالية في عام 2022.
وسبق أن أعلنت منظمة الصحة العالمية تفشي جدري القرود حالة طوارئ صحية عالمية في يوليو/ تموز 2022 وانتهت في مايو/ أيار 2023.
